الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صغيرتي بقلم فاطمه حمدي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والأخير حصريه وجديده

انت في الصفحة 2 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

بثبات
_والتانية إزاي توقع عليها العصير كدا
والده بنفاد صبر
_ العصير مش زي التورتة يابني كانت جات اشتكتلي وانا كنت بهدلها..
استطرد يوسف بحزم
_ مريم مبتشتكيش لحد غيري يا بابا أنا راضي عن تصرفها ما هو دا اللي ينفع مع الأشكال دي..
والده وقد ارتفع أحد حاجبيه
_ ليه يا أخويا مش بتشتكي لحد غيرك ولاااااا اتعدل بدل ما أعدلك..
يوسف بجدية
_ لا تعدلني ولا اعدلك أنا طالع أنام أحسن وياريت تمشي الناس دي من هنااا عملولي صداع..
لم يعطيه الفرصة للتحدث ثانية جذب مريم معه وصعد بها الدرج ليقف والده مذهولا وهو يقول بتوعد
_ يا إبن الذين أخدت غرضك وخلاص مش همك طيييب يا يوسف يا جزمة إن ما وريتك!
وقف أمام باب غرفتها وأشار لها بحزم شديد قائلا
_ يلا على جوا غيري هدومك ونامي..
زفرت بضيق وهي تناظره بحزن بينما تردف بدلالها الفطري
_ بس أنا مش عاوزة أنام يا يوسف عاوزة أسهر معاك دا النهاردة يوم كنت بتستناه ليه عاوز تقلبه تكد علينا يعني
لم تلين ملامحه وهو يرد عليها پغضب
_ مين اللي نكد على مين! أنت السبب إتحملي نتيجة هبلك يا مريم..
رأته مصرا على تعكير ليلتهما الخاصة فأولته ظهرها دون كلمة أخرى وولجت إلى غرفتها وأقفلت الباب خلفها فتنهد بغيظ من افساد ليلته هكذا... ولج إلى غرفته هو الآخر بحنق شديد وأخذ يدور بأنحائها بصبر قارب على النفاد..
توجهت يسر إلى غرفة شقيقها وطرقت الباب في هدوء وبالداخل ركض يوسف إلى الباب ظنا منه أنها حبيبته أتت معتذرة مرة ثانية لكنه وحدها شقيقته فابتسم لها بحنو وهو يقول
_تعالي يا حبيبتي..
ولجت إلى الغرفة وهي تسأله برقة
_ ممكن أتكلم معاك شوية
أومأ قائلا بلا تردد
_ طبعا خير محتاجة حاجة ولا اية
أومأت سلبا وهي تخبره
_ بصراحة كدا أنا متابعة الموقف في صمت وعارفة انك زعلت من مريم وليك حق تزعل منها عشان خبت عليك بس مريم بتفكيرها بتحاول تبعد اي حاجة تعكر مزاجك عنك وطبعا هي عارفة ان حاجة زي كدا هتزعلك فخبتها عليك..
تنهد يوسف بعمق وقال
_ عارف يا يسر وعارف كمان هي بتفكر إزاي لكن لازم أكون حازم معاها عشان متكررش دا تاني مريم بالبلدي كدا على نياتها أوي وممكن أي حد يضحك عليها عاوزها بس تركز شوية وموضوع انها تخبي عليا حاجة دا مرفوض تماما وهي لازم تعرف كدا..
قالت موافقة على كلامه
_ ماشي بس بلاش عقاپ النهاردة يعني دا كتب كتابكم مش لطيف انكم تبقوا كدا..
ضحك يوسف وهو يقول بمزاح
_ ودا بقى عشان مريم صاحبتك فجاية تروقي لها الجو
أردفت ضاحكة
_ مريم أختي على فكرة مش صاحبتي وبحبها جدااا
قرص وجنتها بخفة متابعا
_ وأنا بحبكوا انتوا الاتنين على فكرة..
مطت شفتيها متابعة بتذمر مصطنع
_ممم بس مريم أكتر على فكرة.. ما هي الحب كله بقى..
ضحك مقهقها وهو يخبرها من بين ضحكاته
_ لا أنت كمان الحب كله بس أنت حب أخوي يا هبلة إنما هي حب من نوع أخر وأنت فاهمني بقا يا صغنن!
أومأت رأسها بطريقة مسرحية قائلة وهي تتجه صوب الباب
_أيون عارفة عارفة..
مرت ساعة أخرى على يوسف وعقله يراوده بالذهاب إليها أم مواصلة عقابه لها ولكن هيهات!
لن يتحمل.. لن يتحمل خصام صغيرته أبدا سيذهب إليها بخطوات متعجلة هكذا ويطرق الباب هكذا.. وينتظر بشوق هكذا أيضا..!
فتحت له الباب بعد قليل بوجه عبوس وعينان متورمتان من كثرة بكائها تركت الباب وعادت إلى فراشها مرة أخرى فدخل وأغلق الباب خلفه وسار نحوها وهو يزدر ريقه الذي جف مجرد أن رأها تلك البيجامة الوردية الطفولية ذات الرسومات الكرتونية أفقدته ما تبقى من ثباته هي تماما كقطعة الشكولاه الناعمة بعينيه هي حلو حياته...
زفر بنفاد صبر وراح يستلقى جوراها على فراشها الصغير فشهقت وهي تبتعد عنه مصډومة من فعلته إلا إنه ثبتها مع قوله
_ إيه مالك براحتي! أنت ناسية إنك اتكتبت على إسمي الليلة ولا إيه يا صغنن!
زفرت بغيظ وهي تعتدل جالسة وتخبره
_ إيه اللي جابك هنا مش أنت مخاصمني خصام طويل! يلا إمشي..
_ مش قادر.. مش قادر خاااالص..
_ مش.. مش ه هينفع كدا عيب أنت قلتلي إني كدا هبقى رخيصة! ..
ضحك بشدة وهو يقبل وجنتها الأخرى قائلا بغمزة
_ لا ما ده كان قبل ما نكتب يا عسل دلوقتي الوضع اختلف..
تخضبت وجنتيها بخجل وهي تحدق بعينيه المشعتين حبا مع همسها الدافئ
_ يعني خلاص سامحتني ورضيت عني
رفع حاجب مع قوله
_ لا هأجل العقاپ لوقت تاني النهاردة استثنائي..
ضحكت وهي تومئ برأسها قائلة
_ ماشي..
هو غامزا
_ طبعا أنت عارفة إني فشار ولا هعاقبك ولا هتنيل على عيني صح
هزت رأسها إيجابا وابتسمت بحب ليتابع بتنهيدة عميقة متأملا ملامحها بشغف
_ عارفة يا روما أنت حلويات حياتي سكر وعسل كدا في بعض إزاي أنا بعشقك بهبل كدا نفسي أخد منك موقف

انت في الصفحة 2 من 13 صفحات