رواية صغيرتي بقلم فاطمه حمدي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والأخير حصريه وجديده
في رقبتك من زمان..
ما إن أنهى حديثه برح غرفة المكتب في هدوء وراح يصعد الدرج فتقابل مع نهال.. ليتجاهلها ويصعد قاصدا.
وتزداد نظراتها حدة وشراسة محملة بالتوعد..
كان بشرفتها تبكي في صمت وهي تحتضن نفسها بكلا ذراعيها وترتجف قليلا دخل يوسف في صمت يراقبها بابتسامة هادئة لم يمل منها يوما كما لم يغضب إلا قليلا.. يعلم أنها مدللة حد الهلاك.. لكنه يعشقها. بكل ما تحمل من عيب وميزة.. هو يعشقها!
أنت هتسافر
صمت قليلا وهو يجيب عليها بحذر
يومين بس وهكون عندك في التالت وأنا واثق إنك هتقدري تقعدي من غيري مع بابا ويسر.. وهتروحي كمان الجامعة وهتواصل أنا معاك فيديو يعني الحكاية سهلة وبسيطة خالص..
نكست رأسها للأسفل غير راضية عما يقول فتابع بابتسامة حانية
رفعت رأسها إليه مرة أخرى قائلة پغضب
أنا عقلي مش صغير أنا بحبك فهمت
ضحك وأومأ برأسه قائلا
فاهم وأنا كمان بحبك أكتر وأنت عارفة يا روما بس فعلا عندنا شغل كتير ولازم أسافر بنفسي ولو كان ينفع أخدك معايا كنت أخدك بس وعد عليا يا ستي لما أفضى خالص هاخد أجازة طويلة ونسافر مع بعض أنا وأنت لوحدنا والمكان اللي تقوليلي عليه كمان..
أنا مش عاوزة حاجة ولا عاوزة أسافر وبعدين وجودك جنبي بيغنيني عن كل الحاجات دي بس خلاص أنا مش هقدر أكون عقبة وأقف في طريقك وأعطلك عن شغلك.. بس ياريت تقولي أتصرف إزاي مع مامتك في غيابك
مسح على وجنتها بهدوء وهو يقول مبتسما
سيبي الموضوع دا على بابا هو مش هيخليها تكلمك خالص وانت عارفة أنه مش بيقدر على زعلك برضوه ويحبك.
ماشي تروح وتيجي بالسلامة يا يوسف.
اقترب بوجهه من وجهها وهو يهمس بحنان
مش من قلبك على فكرة لسه زعلانة أنت يا رومتي
حركت رأسها نافية وأردفت
مش زعلانة صدقني..
تابع في مرح
طب إثبتي لي إنك مش زعلانة.
نظرت إلى عينيه وابتسمت قائلة
أعمل إيه طيب
حضن..
قالها وغمز فتوردت بخجل وهي تمنحه إياه بدون تردد فيضحك بخفوت وهو يخبرها بصدق
صباح يوم جديد يوما مشرقا قد شعشع فيه ضوء الشمس ناشرا دفئه في كل مكان..
ارتدت مريم ملابسها في حيوية استعدادا للذهاب إلى جامعتها ثوان وطرق بالباب فعلمت أنه يوسف حتى طرقاته على الباب تعلمها وتميزها..
قالت هاتفة بنبرة مرحة
إدخل..
فتح الباب وولج مبتسما بإشراق بينما يقترب طابعا قبلة فوق جبهتها قائلا بغزله المعتاد
أجابته قائلة
أيوة نمت كويس..
شرعت في تمشيط شعرها ما إن أنهت جملتها فجذب منها فرشتها وقال بمشاكسة
هسرحهولك أنا..
تركته مستمتعة بذلك وبدأ يمشطه بهدوء وتركيز كأنه عملا هاما للغاية..
كانت الابتسامة تملىء شدقيها وهي تراقب تعبيرات وجهه في المرآة بينما يقول بحماس
هعملك ضفيرة..
تركته أيضا يفعل ما يروق له وظلت تراقبه فقط حتى انتهى بعد مرور وقت ليس بقليل لكن كانت النتيجة مبهرة والضفيرة في غاية الآناقة..
ها إيه رأيك يا روما
تحفة يا حبيبي...
أجابته وهي تتلمسها بيدها ثم تستدير له متابعة
تسلم إيدك
منحها ابتسامة ليسأل بعدها
فين بوكيه الورد بتاع امبارح يا روما
مطت شفتيها وهي تسأله باستغراب
ليه
عاوزه!
تأففت وهي تجيب قائلة
ليه هو احنا مش خلصنا يعني
يوسف بحزم رفيق
بطلي لماضة وهاتيه ويلا هتتأخري على الجامعة خليني أوصلك قبل ما أروح الشركة..
أسرعت تجذبه وأتت به قائلة بتذمر
أهو..
ثم تسأله
هتسافر إمتى بالظبط
أجابها
هخلص شغل في الشركة وهجيلك زي كل يوم أوصلك البيت وبعدين أسافر..
أومأت في هدوء وخرجت معه وهي تعود تسأله باستغراب
أنت واخد الورد معاك ليه طيب
قال بإيجاز
هقولك بس اصبري .
ركبا معا سيارته وانطلق بها وقف أمام جامعتها بعد مدة قصيرة من الزمن ترجل من سيارته وهي كذلك..
دنى منها وهو يسألها بجدية
هو فين بقى
احتدت ملامحها قليلا وهي تسأله بقلب واجل
هو مين!
صاحب الورد دا شاوري عليه يلا
وقفت مرتبكة وتملكتها حالة من الخۏف الشديد لتقول بقلب خافق بشدة
بلاش يا يوسف بالله عليك عشان خاطري..
أغلق عينيه لثوان ثم أعاد فتحهما مع قوله الصارم
مريييم إسمعي الكلام هو فييين!
وبعد محاولات أشارت له عليه فاقترب منه بعينين جامدتين حادتين...
والأخير كان موليه ظهره فوضع يوسف يده فوق كتفه قائلا بجدية
لو سمحت..
الټفت الفتى له وهو يقول باستغراب
أفندم..
رمقه بنظرة ساخرة أولا ثم رفع باقة الزهور بيده وراح يدفعها بوجهه قائلا بصرامة قاټلة
مريم مش بتقبل الهدايا...
الحلقة 8
رواية صغيرتي نوفيلا للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن
سفر
كانت بقمة ڠضبها منه وهي تجلس ثانية بجواره في السيارة بعد أن تصاعد الحوار بينه وبين ذاك الشاب ووصلت