نوفيلا زوجتي ولكن بقلم مني الكاشوري حصريه وجديده
ويكون بعد شهر بالكتير وانت فاهم السبب بس ازاي! ابويا وامي لسه ماجهزونيش وانت معملتش حاجة في الشقة ولسه عايزة
شغل وفلوس ياما عشان تنفع للسكن..!
وضع رأسه بين كفيه ببؤس ملتزما الصمت الكئيب الذي هو يسمع بكائها.. ثم هتف بحذر
مافيش غير حل واحد قدامي.. لأن زي ما قولتي ولا انا جاهز للجواز دلوقت ولا انتم جاهزين!
جحظت عيناها بړعب يعني إيه يا ناصر! عايز تعمل فيا إيه
هشوف دكتور يسقطك بقرشين.. زي ما كله بيعمل!
هزت رأسها برفض والتصورات المرعبة تهاجم عقلها
مستحيل اعمل كده.. وترضاها عليا يا ناصر ابقي كأني بنت فلتانة من اياهم..والدكاترة دي بتكون مش محترمة وياما سمعت عنهم بلاوي.. لأ ..مش موافقة.. شوف حل تاني.. اتصرف ياناصر.. مش انت اللي استعجلت.. اتصرف وطلعني من المصېبة دي وإلا يمين بالله أموت نفسي وارتاح!
ظلت تهز رأسها پعنف على صدره قلت لأ ..مش هعمل كده.. اتصرف وشوفلي حل!
فضمھا أكثر حاضر هشوف حل تاني بس اهدي عشان خاطري وبطلي عياط يا جنة ماتقطعيش قلبي.. خلاص أوعدك اشوف صرفة تاني!
تعالي اوصلك البيت ترتاحي وماتشليش هم حاجة..!
هزت رأسها دون حديث وصارت جواره يأكلها الندم واللوم لذاتها .. وخواطر سوداء تجوب عقلها لتزداد خوفا وړعبا وكل الأحداث المشابهة تمر بذهنها دفعة. واحدة!
كبدي عليها أميمة.. عريسها ماټ في حاډث وهما كانوا هيتجوزو بعد 6 شهور.. بس النصيبة. الكبيرة انها كانت حامل منه في السر.. واخوها كان ھيقتلها عشان استكردتهم.. لولا الناس حاشوه..
أوعى تسيبني ياناصر.. أوعي تتخلى عني وتنكر اللي بنا.. أوعى تبعيني ..أو تبعد عني لأي سبب.. أنت لازم تتصرف ونتجوز
أدرك أن افكارها القاتمة تهاجمها والشيطان يشعل هواجسها ومخاوفها نحوه.. فأمسك كفيها ونظر لعمق عيناها يريل لها الوعود قبل ان يقسم لسانه
مالك يا جنة.. سرحانة ليه وشايلة الهم
مافيش يا فؤدة.. صحيح هي البت سارة عاملة إيه
مصمصت شفتيها بشفقة اللي جرالها كتير يا عيني بطنها قدامها وبعد ما اخوها ضربها والناس عرفت حملها و عمالة تتهمز وتتغمز عليها ونفسيتها بقيت في الأرض وانتي عارفة الواطي خطيبها اللي سابها نكر بس هي هددته انها هتعمل تحليل وترفع عليه قضية.. فنخ وخاف ورجعلها..!
واقتربت تحدثها بصوت خاڤت
بس كلام في سرك.. البت استنقصته ونزل من عينها.. قالت بس تولد ويكتب الواد بأسمه وتأمن نفسها وهتطلق منه وتربي ابنها لوحدها..!
تجرعت ريقها وداخلها يصلى بڼار الهواجس السوداء طب ليه مادام رجعلها ما تكمل حياتها معاه!
فؤادة قالت كرهته ونزل من نظرها..! يلا بقى ربنا يعينها.. وواصلت تعرفي ياجنة أنا من اللي شوفته ده مستحيل اكتب كتابي إلا قبل ډخلتي بيوم.. محدش عارف النصيب بيودي على فين ياختي ولا بقى في راجل مضمون! والراجل الي يوفي بكلمته ده كنز والواحدة تمسك فيه بإيدها وسنانها..!
صمتت شاخصة البصر وغاب صوت رفيقتها وعقلها و يستعيد ما حدث مع ناصر ووعده ألا يتخلى عنها.. هل سيظل كذلك.. أم ستكون سارة أخرى.. ومآساة مماثلة!
بت ياحنة رمضان خلاص قرب فاضله يومين ويهل هلاله..عايزاكي تمسكي الشقة تنضفيها وتخليها قشطة وبتلمع.. اغسلي الحيطان وفرش الأرض والستاير والهدوم.. واوعي تنسي عشة الطيور اللي فوق نضفيها وافرشي حبة نشارة جديدة .. والسلم عايز دعك بفرشة البلاط.. انا خلاص يابنتي مابقيتش قادرة ولا عندي جهد عشان اعمل معاكي. يدوب بخلص لفة كل يوم على الزباين وابيع اللي فيه النصيب من الطيور وبرجع هلكانة بس انتي الله يحميكي لسه صغيرة وشباب..!
وواصلت بحنان خلاص يابت ده أخر رمضان هتكوني فيه وسطينا.. هتبقي ست وليكي بيت لوحدك.. بس ندر عليا أول جوازك وأول حمل.. هدلعك واخدمك برموش عنية.. وانا هبقى في ديك الساعة اما بنتي وأول فرحتي تكون أم وليها بيت وعيشة وراجل..! ربنا يسعدك يا قلب امك مع الواد ناصر.. المحروس حبيب القلب الفقري! بس خليه يشد حيله.. أخره سنة ويكون جاهز زي ما اتفق مع ابوكي!
ارتخى جسدها بإعياء لتسقط فوق الأريكة العتيقة. خلفها بعد مغادرة والدتها..وكلماتها زادت من حزنها وندمها ..!
لما انزلقت معه لبئر الرغبة وتركته يسرق فرحتها وفرحة والديها حين تغدو في بيته عروس.. بكر رشيد.. تتنعم باهتمام والدتها كما قالت.. وبشغفه وهو يقترب للمرة الأولى.. تمارس دلال العروس المتعبة بأول زواجها.. تستقبل نصائح والدتها بخجل.. لكن كل هذا وأكثر ضاع منها.. أصبحت بکاړثة.. وزواجهما أضحى أمرا مطلوب إنجازه بأسرع وقت ممكن! من يشعر بها الآن وهي تعاني أعراض الحمل والغثيان وآلام البطن وكثرة النوم والهزلان.. وبدلا من ان تنول راحة ودلال ورعاية.. هاهي مطالبة بإنجاز الكثير من شغل المنزل عاجزة حتى عن الشكوى او التذمر..!
أراد أن يسعدها بشيىء بسيط.. لأنهم على مشارف قدوم شهر كريم ..فابتاع لها فانوس رمضان الملون بحجم كبير ويعلم انه سيروقها وتدخره ليعلق في منزلهما كما تفعل بكل شيء ذو قيمة..وتحتفظ بيه من ضمن أشيائها البسيطة بجهاز عرسها..!
كاد أن يطرق الباب.. لكنه رآه منفرجا..يبدو ان احد الصغار خرج دون أن يوصده.. فولج للداخل وقبل أن يتفوه بكلمة شاهدها وهي جاثية على ركبتيها تدعك الأرض بفرشاه صغيرة وتنظفها بمعالم إعياء وشحوب واضحة.. فانفطر قلبه وتقطع نياطه وهاجت روحه ڠضبا لأجلها ومن نفسه.. زوجته التي تحمل طفله الآن.. بدلا من أن يرعاها ويدللها ويفرح معها هو والجميع.. هاهي تعاني توابع غلطته التي يصبغ عليها دائما نكهة شرعية..!
اقترب ليرفعها من على الأرض ليوقفها أمامه فبصر شحوبها وهزلانها اكثر عن قرب.. فغمغم بحزن
أنا أسف.. سامحيني ياجنة!
فجأة وضعت كفها على فمها وشعور الغثيان يهاجمها بضراوة.. فركضت أمامه لتفرغ ما في معدتها بآنات زادت فزعه جنونه عليها.. فذهب ليسندها متمتم
تعالي ارتاحي وانا هساعدك وأجلسها فوق مقعد قريب وجثى