الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية أسير صورتها بقلم مني الكاشوري الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس حصريه وجديده

انت في الصفحة 1 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

أسير صورتها أول رواياتي 
وليها معزة كبيرة عندي
واتمنى اللي هيتابعها للمرة الأولى يحبها
وأعتقد أنها هتسيب في نفوسكم أثر طيب! 
الفصل الأول! 
من أحد المنازل القريبة تفوح رائحة الكعك والمخبوزات الشهية المميزة بتلك الفترة أحتفالا بحلول عيد الفطر المبارك .. مكافأة الصائمين..
جالسة سيدة في العقد الخامس من عمرها

ببشرتها البيضاء وعينيها قاتمة محاطة بتجاعيد لم تقلل ابدا من جمال وجهها البشوش..وخصلات شعرها الفضية المتداخلة مع خصلاتها السوداء ..
لديها من الأبناء اثنان! 
جواد وهو الابن الأكبر 28 عام .. يعمل محاسب بأحدى الشركات المعروفة ..كثير الشبه بوالده..
طويل القامة ..قوي البنية يمارس بعض التمارين بشكل دائم بأحدي صالات الجيم القريبة من مسكنه وهذا أعطى جسده بنية مقسمة ممشوقة..قمحي وشعره بني گ لون عيناه ولحية خفيفة ترسم وجهه بوسامة! اعذب ولا يشغله امر زواجه بشكل يقلق وابويه كثيرا..!
بعكس أخته الاصغر نهى 25 قصيرة نوعا ما 
ببشرة بيضاء وعين سوداء وانف صغير وشفاه ممتلئة
وشعر بني.. فتتشابه ملامحها بوالدتها بشكل كبير..
متزوجة منذ اكثر من 3 اعوام بقليل وانجبت ريناد 
طفلتها الاولى بعمر العامين وثلاثة اشهر ..
كانت تعمل مدرسة لمادة العلوم ..ولم تكمل بعملها تحقيقا لرغبة زوجها فارس مدرس اللغة العربية بأحدى المدارس المعروفه.. يشتهر بعشقه للغة العربية ويعتبرها رسالة يغرسها ببراعم هذا الجيل الصغير....
تجلس ام جواد ارضا وامامها تلك الطاولة المستديره قصيرة الأرجل الطبليه..يعلوها طبق يحوي قطعة عجين كبيره تأخذ منها وتشكلها دوائر صغيرة الحجم ثم تقوم بالنقش عليها برسومات تقليدية بأستخدام تلك الأداه المعروفة قديما المنقاش تزين بها دائرة الكعك وترص بصاج معدني معد خصيصا لتسويه تلك الكعكات المميزه في أعيادنا المصريه!
_ علي صوت الراديو شويه يانهى عشان اسمع تكبيرات العيد ..وتعالي انقشي معايا الكحك ..عشان نخلص ونلحق نعمل البيتيفور والغريبة والبسكويت..
اخوكي بيحبهم وموصيني اعمل شوية زيادة لعمار وكريم اصحابه!
نهي حاضر ياماما..عليت الراديو وجاية اهو ...
ثم افترشت الارض بجوار والدتها قائلة 
_يا ماما ليه بس بتتعبي نفسك كل سنة كده بعمايل مخبوزات العيد ..ما نجيب جاهز ونرتاح من الدربكة دي كلها يا ام جواد...
أجابتها بامتعاض جاهز ايه يابنتي ده اللي مالوش طعم ولا معروف سمنته ايه وايد مين اللي عملته!.
هو في أحلى من ريحة الكحك وحاجات العيد في بيوتنا .. كل حاجة كده من تراثنا عايزين تضيعوا معالمها وټدفنوها بالحيا..! 
جيل فاشل ومالوش طعم ولا أصل ...!!
_اوبااااااااا أبتدينا محاضرة أم جواد الحفاظ على التراث المصري..!!
هكذا قاطع جواد بصوته حديث والدته مع شقيقته!
فتمتمت ام جواد بعضب مصطنع 
_بقي كده ياحبيب امك ..كلامي محاضرة ومش عاجبك يا ابن باطني وبتتريق !!
جواد جاثيا علي ركبتيه أرضا امام والدته ...
مين ده اللي مش عاجبه وبيتريق ... ده انتي كلامك درر يا ام جواد وعلى راسي ياست الحبايب يا غالية!
ثم لثم يديها ولم يكترث بقطع العجين اللاصقة به قائلا 
بالعكس يا امي .. أنا صحيح كبرت .. لكن لسه لحد دلوقتي بفرح لما تعملي الكحك ومخبوزات العيد كل سنة بايدك وبفتخر بكده ..
ثم التقط فجأة قطعة من العجين قائلا بمرح 
_وكمان هعمله معاكي ياست الكل فين البتاع الصغير ده
ضحكت ام جواد بحنان 
أسمه المنقاش ياحبيب امك ..بس انا فاكره كمان انك كنت دايما تبوظلي العجين عشان تاخده وتلعب بيه زي الصلصال وكنت بتمثل انك هتساعدني ياشقي!
جواد بمكر زي ما هعمل دلوقتي بالظبط لاني اساسا مش هعرف امسك المنقاش ده واعمل حاجة .. انتي شايفة ايدي ضخمة قد أيه همسكه ازاي ده !!
فوجيء جواد بمن تجلس على ركبتيه وټخطف منه قطعة العجين ضاحكه ببراءة ..فلم تكن سوي ريناد .. ابنه اخته نهي وحبيبته الصغيرة ..حملها بحنان يختلط بمزاحه
واهي جت العفريته الصغننة اللي هتنافس خالها 
في تخريب عجينتك يا ام جواد !
ضحكت شقيقته وهي تتسلى بمشاهدة ابنتها تعبث بقطع العجين بشكل ينذر بالخطړ وقالت  
_جالك المۏت يا تارك الصلاة ... اهي بنتي هتخليكوا تحرموا تعملو حاجة او تتهنو بيها .. دي جنية صغيرة وشقاوتها مجنناني..!
نفضت ام جواد ما بيديها من بقايا عجين والتقطت حفيدتها هاتفة
_حبيبة تيته دي تعمل اللي يعجبها وتبوظ زي ما تحب وانا مش هاكل الا الكحكة اللي هتعملها بايدها النونو دي.. 
_ ياحظك يا جواد .. اهي حتث بنت مفعوصة سنتين ركنتك ع الرف وخدت منك الدلع كله ..
_انت هتغير من بنت اختك يا جواد .. عيب على طولك المرعب ده
جواد وهو يمازح ابيه الذي أطل عليهم للتو ده على اساس اني مش طالعلك ياوحش ..
ثم قام من جلسته ليقبل يده باحترام
_كل عام وانت بخير يا بابا .. ربنا يديمك لينا ويحفظك ياغالي ..
ام جواد بغيره مصطنعة 
شكلي انا اللي هتركن ع الرف يا ابن بطني .. ماقولتليش كل سنة وانتي طيبة يا ماما ..وجريت علي ابوك تقولهاله قبلي!
الوالد ضاحكا 
_هتفضلي لحد امتى بتغيري علي ابنك كده! طب هتعملي ايه اما تيجي اللي تلطشه مني ومنك ويبقي حق الغيرة حصري ليها بس!
اجابت 
ياريت اعيش لليوم ده يا ابو جواد ..أملي ومنى عيني اشوفه في بيتة وحواليا ولاده بيلعبوا وافرح بيه زي اخته نهى!
جواد اولا محدش يقدر ياخدني منكم ابدا..وأصلا مش هتجوز دلوقتي ..
ثم ذهب اللي حيث تجلس والدته قائلا ..
وثانيا يا امي بلاش الكلام بالطريقة دي لانك بتزعليني ..ربنا مايحرمني منك ابدا .. انتي حبيبتي وهتفضلي حبيبتي.. وتاج راسي .. مافيش واحدة في العالم تقدر تهز عرشك في قلبي ياملكة الملوك يامزة!
ابو جواد بضحكه عاليه مزتك!.. بتعاكس امك قدامي ياواد! طب احترم وجودي واستني اما انزل ..
أجاب مداعبا لا معلش ياحاج .. علاقتي بمزتك غيرك انت خالص انا اعاكس وادلع براحتي!
واخذها باحضانه .. فضحكت واحمر وجهها فرحا وخجلا..وتمتمت بصدق يارب يابني مايحرمني برك وحنانك عليا انا وابوك 
ويطمني عليك ويصلح حالك ياجواد يا ابن بطني ...
نهي مصطنعة الڠضب لا انا هقوم وأسيبكم بقى على ماتخلصو وصلة الحنان والحب الأسري ده .. واخد بنتي وامشي ..تعالي يابت يارينو .. محدش مهتم بينا اصلا يلا نسافر لابوكي..!
جواد وهو يلتقط ريناد بين ذراعيه
اقعدي يابت انتي واتكني كده انتي ماصدقتي..
ثم قبل وجنة ريناد قائلا
امال مين اللي هتصلي مع خالو صلاة العيد 
وهتاخد اول عيدية من وجواد حبيبها..
وهيجبلها شنطه شيكولاتة وحاجات حلوة كتير 
ريناد وهي تتعلق بعنقه ضاحكة ومبسوطة من عرضه السخي انا يا خالوا !!
نهي متذمرة كالاطفال  
طب وانا ياجواد .. نسيتني .. انا نونو حبيبتك ..
جواد وهو يفتح لها ذراعه الاخري قائلا 
تعالي ياحبيبة اخوكي ..
فذهبت نهي سريعا لتختبيء بأحضان اخيها كأبنتها تماما ..
فقبل جواد رأسها مرددا مين قال نسيتك ... هتاخدي عديتك مني ثم اشار اللي والده وواصل
_قبل ما هتاخديها من الراجل ده او من جوزك كمان ..وأحلى تشكيلة شيكولاتات لاحلى نونو .. حبيبة اخوها ..
تأملتهم ام جواد بتأثر قائلة ...
ربنا مايحرمكم من بعض يا ولادي ولا يقسي قلوبكم علي بعض ابدا ولا تاخدكم الدنيا وتلهيكم عن بعضكم ويحفظكم لينا .. قادر ياكريم .....
واخيرا انتهت نهي وام جواد من تشكيل المخبوزات وتسويتها

انت في الصفحة 1 من 17 صفحات