رواية أسير صورتها بقلم مني الكاشوري الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس حصريه وجديده
الذي يقف وينتابه حرج شديد من تصرفه!
هل يقف الان يسأل عن صاحبة الصورة بكل وقاحة!!! ماذا يقول للرجل وكيف يبدأ..!!! وماذا سوف يظن به !!!
لا مفر من السؤال ياجواد انطقها يا رجل !!
فالتراجع لم يعد خيارا مطروحا ..!!
حسم الأمر قائلا
الحقيقه انا بسأل عن صورة بنت كانت معروضة برة من يومين
الرجل متعجبا أي صورة يا بني
جواد وقد بلغ منه الحرج اقصي درجاته
هي بنت كانت لابسة حجاب اخضر وعليه نجوم سوده وعنيها عسلي و...........
قاطعه الرجل أيوة انا عرفت تقصد مين ..
بالامارة كان وشها خالي من أي مكياج صح
جواد بلهفة ايوة هي .. فين صورتها ليه مش موجودة مع الصور المعروضة
تأمله صاحب الاستوديو وضاقت عيناه بتساؤل وفضول..لم يخفي على جواد..فأجاب سؤاله الغير منطوق
وصمت .. لم يجد تفسير يقوله .. وهل هناك مايقال!
كم يشعر بالحرج الآن! كيف يبرر سؤاله عنها!!!
قرأ العجوز بفراسته حيرته وفهم ما يدور بخلده..
و أراد أن يعفيه من إجابة يتضح انعدامها لدى جواد
فقال هي جت من ساعة خدت صورها وصور اختها وصاحبتها .. ومشيت ..!!!
فواصل الرجل قائلا
زعلت ان صورها اتعرضت في الفاترينة.. مع اني استأذنت صاحبتها بس شكلها زعلت من كدة..
و جت بنفسها من شوية واخدت كل الصور ..!!!
لم يتردد بعقل جواد سوى بضعة عبارات ..
كانت هنا !!!! منذه ساعة فقط كانت هنا ..!!
ربما وقفت بنفس مكانه .. هنا ....
ثم توالت التساؤلات بعقله دفعة واحدة ..
ستفقد عقلك ياجواد ... أصبحت مهوسا مختلا آسيرا..
آسيرا لفتاة لا تعرف عنها شيء........!!!!!!
____________________
هي طنط رجاء جاية أمتي من عند اهلها في اسكندرية
لافندر المفروض انهاردة يا سما ...
فهتفت الواد خالد وحشني اوي .. تعرفي يا لافي
لافندر بابتسامة حانية ربنا يحميه ويبقي راجل مافيش زيه
سما كان نفسي خالد يبقي اخونا من أمنا رحمة الله عليها ياريت بابا ماكانش اتجوز يا لافندر .. وكان فضل اهتمامه لينا وبس..
لافندر حبيبتي اتكلمنا كتير في الموضوع ده وقولتلك مش كل راجل يقدر يعيش لوحده من غير زوجة تهتم بيه
سما بسخرية طب وفين راحتنا احنا مع مرات أب مش بتراعي الله فينا ..ده كويس انها ما خليتش خالد يكرهنا ..
لافندر سما حبيبتي أحنا كبرنا ومسيرنا لبيوتنا مش هنفضل معاها طول العمر..أهم حاجه عندي تراعي بابا وماتقصرش معاه ... أحنا مش محتاجين رعايتها ولا حنانها ..
ثم اقتربت اكثر من سما قائلة ...
وبعدين انا مش كفايه يا سوما .. مش انا اختك حبيبتك وامك الصغيرة.. مش دايما بتقوليلي كدة ..
احتضنتها سما قائلة...
ربنا مايحرمني منك يا لافي .. معرفش من غيرك كنت هعمل ايه..
لافندر وهي تربت علي ظهرها برفق ..
طب يلا بقي قومي ظبطي البيت .. وانا هروح اعمل بسبوسة لخلودي حبيبي كان طلبها مني قبل سفره!
__________________
مضت أيام وجواد لا يكف عقله عن التفكير بفتاته المجهولة ..يحاول تناسي الامر .. واقناع نفسه أنه شعور مؤقت ما يشعر به .. ربما فراغ عاطفي..ربما هو حقا يحتاج احدا يملاء حياته ويعيش معه احساس مختلف كهذا !!
ولكن ما أن يختلي بنفسه ليلا ويغمض عينيه إلا وتحتل ملامحها مخيلته وعيناها المشمسة كأنها تنظر له.. حتى انه رآها بمنامه ذات ليلة...!! نعم هي ټقتحم حتى احلامه ..لا يتذكر بدقة كثيرا من تفاصيل هذا الحلم .. فقط يذكر انه رآها تقف بعيدا ..تنظر له ولا تتحرك. كما يطالعها هو ولم يستطيع التقدم تجاهها خطوة واحدة .. وكأن شيئا ما يعيق وصوله إليها..!!!!!!
فأفاق من نومه .. وقد ازداد حيرة...
ألن تتركه ...... ما يحدث له جنون واختلال ..
كيف ينشغل بصورة ... فقط صورة...!!!
لا يعرف لها اسما ولا عنوان ... لا شيء
هي مجرد وهم ..ولا يجوز الأستسلام له ..
سوف تنساها ياجواد.. نعم! لن تشغلك بعد اليوم ..
عد لنفسك ... ولا تآسر روحك بمجرد سراب !!
_______________________
بعد مرور ثلاث سنوات علي أبطالنا..
يقف جواد يطالع هيئته امام مرآته ..
يرتدي حلة سوداء كاملة ..وقميص باللون الأبيض وربطة عنق سوداء..وينثر بعض قطرات من عطره المفضل ..فاليوم مميز بالنسبة له .. صديقه عمار سيعقد قرانه الليلة ....
_______________
ام جواد وهي تكبر فور رؤيتها جواد يغادر غرفته استعداد للذهاب اللي القاعة
الله اكبر .. يحميك من العين يا حبيبي عقبال ما اشوفك عريس وافرح بيك قادر ياكريم ...
جواد وهو ينحني مقبلا رأس والدته
في حياتك يا ست الحبايب!
ام جواد امتى ياجواد هتريح قلبي وتفرحني بيك وبعوضك نفسي اطمن عليك واشيل عيالك يا بني قبل ما اموت
جواد بضيق ليه بس كده يا أمي .. كام مرة قولتلك بلاش الكلام بالطريقة دي .. وقت ما ربنا يريد هتجوز.. وانتي ربنا مايحرمني وجودك في حياتي .. بكرة تشوفي عيالي وتزهقي منهم وتقوليلي خد عيالك وامشي من هنا ...
ام جواد ماتضحكش عليا زي كل مرة ..
عمار اهو اخر واحد عازب في اصحابك هيتجوز ...
مستني ايه يا جواد ... جبتلك بدال العروسة عشرة ومابيعجبكش.. قولتلك اختار انت.. وما بيحصلش ...
مخبي ايه عني ..لو في واحدة شاغلة بالك قول يابني ماتخبيش وانا اروح اخطبهالك واريح قلبك!
ماذا يقول لها .. كيف يخبرها بحبه لفتاة لا يعرف عنها شيء سوي اسمها ...لافندر!
يتذكر عندما عاد ثانيا لصاحب الاستوديو
ليسأل عن اي شيء يوصله لها .. غير مبالي بتعجب الرجل منه.. فلم يحصد اي معلومة سوى اسمها
الذي اخبره به صاحب الاستوديو..نافيا معرفته بأي معلومة اخري!
تولد داخله يقين لا يعرف مصدره انه سوف يقابلها يوما ما ..ثلاث سنوات مرت عليه وهو ينتظر مجهولا .. آسيرا لا يعرف متى يطلق سراحه وكيف..
فقط يقين انه سوف يراها..!
________________
بالقاعة المزدحمة .. وبأحدى الطاولات المزينة يجلس جواد مع اصدقائه يتمازحون واحساس البهجة يشمل الجميع ..فصديقهم العزيز عمار .. سوف يعقد قرانه اليوم اخيرا..!
فجأه أرتفع صوت الدي جي بموسيقاه الصاخبة المميزة معلنة عن قدوم العروسين مرحبة فرحة ..والبدء بفقرات الحفل السعيد للجميع ...
ألتف الجميع مترقبين ظهور عمار وعروسه
وبشكل تدريجي انخفضت الاضواء بالقاعة
إلا دائرة مضيئة باضواء ملونة متراقصة
استعداد لظهور العروسين ...
وحانت لحظه ظهور عمار وعروسه..
أرتفعت الصافرات من افواه الشباب والتصفيق الحاد من الجميع ..
فطلة العروسين كانت مبهرة ..
عمار ذو الملامح الشرقية بعين سوداء وبشرة تميل للإسمرار وشعره المموج بعض الشيء ولونه الأسود كعينيه وقامته المتوسطة الطول..تألق بحلته السوداء وقميصه الابيض الناصع وربطة عنقه السوداء ايضا ...
اما العروس ....
فارتدت فستان بيج رقيق من الجبير المطرز البراق اللامع..وحجاب بنفس اللون ..فكانت كالملاك حقا لمن يراها بملامحها الجميلة وزينتها الهادئة الخجولة!
كان الزحام كبير فلم يستطيع جواد تبين ملامح العروس فجلس ينتظر هدوء المدعوين قليلا..
وبالفعل هدأ الزحام نوعا ما .. وجلس العروسين
بالمقعدين المزينين خصيصا لهما بباقات الزهور