الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية والتقينا بقلم ندى ممدوح الفصل الحادي عشر حتى الفصل الأخير حصريه وجديده

انت في الصفحة 23 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

وشحب وجهها فجأة مخافة من القادم كان بداخلها دائما تساؤل أتزوج بلال 
ومن الخۏف من الإجابة خشت السؤال فوقر في نفسها دون أن يطوف قط على شفتيها. 
قالت عايدة في حياء 
_لما ندى جت لي أنا كدبت عليها بموضوع خطبة بلال ابني مرتبطش بحد غيرك من يوم ما وعي على الدنيا أنا مش هقولك عملت كده ليه بس هطلب منك تدي ابني فرصة تانية. 
سحبت إسراء كفها في هدوء من بين راحتيها ورأت ندى تغمز لها في مشاكسة بينما فتشت عينيها بين الوجوه بحثا عن الحبيب الذي لم يظهر وفجأة رأته انبثق هكذا بغتة من العدم وهو مسلط البصر عليها وبدا شاردا.. 
وقد كان كذلك بالفعل. 
بيت بسيط يضمه هو وهي وابناءهما يعود من عمله فيجدها في انتظاره يتناولوا طعامهم ثم يصلي بهن جماعة وبعد تأدية الصلاة يسمع لأبنته وزوجته ما أحفظهن من القرآن تتعالى ضحاتهم تارة ويتسامرون تارة آخرى وربما يركضون في إنحاء الشقة في لحظة لهو يسرقوها من بين ثنايا الحياة. 
فاق بلال من شرود ببسمة جميلة ظللت ثغره تلاشت وهو ير محمد الشهاوي يقبل نحوه وهو يستند على عكاز ودار بينهما حوارا طفيفا أعتذر فيه الشهاوي على كل ما صدر منه. 
والعجيب إنه سامح في بساطة ورفع عينيها عن مكان جلوسها لكنه لم يجدها وأبصرها تخرج من القاعة وهي تتحدث في الهاتف فلحق بها في قلق وقد تراءى له خوف هائل على سيمات وجهها استقر. 
وقف وراءها وسمعها وهي تقول 
_طيب أنا هآجي أشوفه دلوقتي لا لا هآجي حالا مسافة السكة مش هتأخر. 
وعندما استدارت وجدت بلال في وجهها فتساءل في حذر 
_مين اللي رايحة تشوفيه. 
ورفع سبابته في وجهها مضيفا 
_بسأل عادي مش شك. 
فأسبلت جفنيها بتنهيدة عميقة وهي تقول 
_من فترة بيكلموني عشان هشام البسيوني طالب يشوفني بس حاليا بيقولولي حالته خطړة ولازم أروح. 
فسألها 
_هتروحي 
_أيوه. 
فقال بلال في إصرار 
_تمام هآجي معاك مش هسيبك تروحي لوحدك. 
فهزت رأسها قائلة پعنف 
_لأ متجيش هروح لوحدي المرة دي لازم اواجهه لوحدي أنا مش خاېفة ومش محتجالك. 
وأسرعت تغادر المكان وتوقف سيارة أجرة انطلقت بها إلى المستشفى وعندما وصلت فتح باب الحجرة لها عسكري من العساكر التي كانت تقف أمام الباب وعندما أغلق الباب وراءها أحست برجفة تسري في أوصالها وهشام راقد في الفراش الطبي بجسد هزيل ووجه فقد كل نضارته وقد شحب ونحف بشدة إبر تغوص في أوردته وقناع اكسجين مستقر فوق أنفه وفمه وجهاز قياس القلب مثبت في أصبعه وهالها رؤيته بتلك الحالة وعادت رجفة عميقة ترجف بدنها وهو يشير إليها بالأقترب فدنت منه بحذر ووقفت فوق رأسه بقلب خافق وانبعث صوته الضعيف المتهالك كأنما يأتي من بئر سحيق وهو يقول بصوت متلعثم متهدج 
_كنت خاېف متجيش الحمد لله إنك جيتي. 
فتمتمت بنبرة مرتجفة 
_عاوزني في إيه طالب تشوفني ليه يا هشام 
فأنحدرت دموع غزيرة على وجنتيه راحت تتسابق في النزول وهو يسعل قائلا بضعف 
_أنا عارف إني أذيتك كتير ودمرتك وعملت حاجات كتير وحشة في حقك عايز أأقولك إن بنتي دفعت حق كل غلطة غلطها في حقك.. 
عقدت إسراء حاجبيها وهي تسأله في هدوء 
_مها! مالها حصل لها إيه. 
فانتحب هشام وذاد بكاؤه يبكي الصم الصلاب وفطر قلبها وشهقت في وجل عندما أتبع يقول من بين شهقاته 
_ماتت بنتي ماټت يا إسراء كل واحد كلت عليه حقه خد حقه من بنتي اڠتصبوها ومۏتها.. 
تراجعت إسراء بظهرها ودموعها تسيل في صمت بينما علا نحيب هشام وهو يستطرد 
_وأنا السړطان بياكل في جسمي أكل وصل لمرحلة متأخرة. 
وصمت فجأة بتأوه شديد وقد مسك قلبه وأرتج عليه لوهلة وقد جحظت عيناه وعلا صفير إحدى الأجهزة وخفت صوته وهو يطلب منها 
_س... سامحيني. 
وشهق شهقت المۏت والأحتضار وتهدل جسده ساكنا فوق الفراش وقد قابلت الروح بارئها وفاضت من جسده وخبى بريق الحياة من عينيه وصړخت هي تستغيث بالأطباء الذين أكدوا ۏفاته فغادرت المستشفى راكضة واستقلت اول سيارة أجرة وقعت عيناها عليها وغادرتها عند كورنيش النيل وأخذت تسير بمحازاة السور وهي تضم نفسها بذراعيها والدموع تطفق من عينيها أبابيل. 
ما أهون الحياة! 
وما أبخسها 
فيما يمكن المرء أن يضيع حياته!!
ألا يعلم أن المۏت زائر لا محالة كل إنسان 
لا أحد سيفر منه ولا يفلت! 
إنه الحقيقة التي يجب أن يعمل لملاقاتها كل إنسان! 
وتناهى لها صوت سحيق كانت بحاجة إليه وقد كان قلبها يناديه فلبى النداء ولنداء القلوب صدى لا يدر به إلا العشاق وكان بلال يناديها وهو يركض نحوها 
_إسراء.. إسراء. 
فالتفتت إليه وقد حلت عقدة ساعديها وودت لو ترتمي في حضنه وترآت له وقد ظللت سحابة سوداء من الحزن وجهها الجميل فهمه أمرها. 
وخطاب ساحر ذاك الذي دار بين الأعين المتعانقة نظر بلال في حنو إلى الدموع المتلألأ في مقلتيها وهمس بصوت خفيض 
_بتعيطي ليه.. 
هم أن يتساءل عما حدث وكيف دار الحوار بينها وبين هشام لكنها شهقت قائلة بصوت شق قلبه 
_هشام ماټ يا بلال. 
فسألها برفق 
_وأنت بټعيطي ليه 
فأسبلت أجفانها وهي تقول بصوت خفيض 
_عشان خاېفة من المۏت. 
فتبسم وقد تفعمت في عينيه كل حنان الدنيا وهو يهمس وقد أثر في نفسه منظرها تأثيرا شديدا 
_وقبل ما المۏت يخطف حد فينا إيه رأيك نسرق الدنيا قبل ما تسرقنا وتوافقي نكمل الباقي من عمرنا سوا وتديني فرصة تانية وأوعدك إنك مش هتندمي. 
وصمت وعيناه تراقبان ملامحها وهو يسألها في حذر
_ها توافقي. 
وصمتت لبرهة حسبها حين من الدهر حتى تعلقت عينيها بعيناه وهزت رأسها بالموافقة ثم تبسمت بسمة رائعة كضوء الفجر أو كالبدر في ليلة تمامه أشرقت سماء قلبه فتبسم ثغره تلقائيا. 
وبقيا يتأملان بعضهما متبسمان بعينين تلمعان بالفرح وكان البحر يموج مضربا وتتقلب مائه كأنها تخلد تلك اللحظة والقمر من فوقهما يطل عليهما بقرص مكتمل كالسراج المنير. 
لقد جرى كل منهما من الآخر مجرى الډم والعيون تلقي وعدا بالبقاء أبد الدهر. 
وانبعث صوت بلال رخيما عذبا آتيا من سويداءه التي حلت فيه هي محل لم يحل به أحدا قبل 
_أنت مني وأنا منك يا كتكوتة. 
فضحكت فخفوت ضحكة رقيقة خلبت لبه وسلبت قلبه الذي كان متهأهبا في تأملها وانساب صوتها العذب الشجي هامسا بعينين تتلألأن كعيون النجوم 
_وأنت مني وأنا منك. 
وبينما كانا هائمين في سبل الحب التقيا أخيرا وجمعهما سبيل محال إن يكون فيه الفراق حاضرا. 
وكانت مهجته وكان الوتين.
تمت بحمد الله 
20231010
انتهت روايتنا أتمنى إن تكون قد أتخذت مكانا طيبا في قلب كلا منكم حقيقة الرواية كملتها فقط لأجل إسراء صحبتي فقط لأن مكنش عليها تفاعل ولا قراء بعض الناس ظنت لما كتبت مش هكملها إني بهدد عشان يتفاعلوا وحصل هجوم بشع ولكن لو كل واحد فيكم حط نفسه مكاني وبيكتب فصل ممكن ياخد من وقته ساعات أو أيام وفي الآخر تلاتة اربعة لايك! ينفع! وما بالكم إني بمر بحالة نفسية بشعة غير تعبي ومرضي ومكتب ومش بباقي أي تقدير على العموم الحمد لله الرواية أكتملت على خير هطلب منكم تقدير لكل الكتاب وطول ما بتقرا رواية علقوا بكلمة طيبة دي حاجة بسيطة بالنسبة لكم إحنا لأ.. إحنا كلمة بتكون لنا تشجيع نكمل ونكتب وتسعد قلبنا. 
وزي ما قلت
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 24 صفحات