رواية والتقينا بقلم ندى ممدوح الفصل الحادي عشر حتى الفصل الأخير حصريه وجديده
باحثين عن الحبيب جليبيب فيجدوا قد قتل سبعة من المشركين وقټل أخبر رسول الله بذلك وتوجه النبي وبعينين تمتلأن حزنا لمرآه جليبيب صريعا يقول
_قتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه هذا مني وأنا منه.
من يدر ربما يظن المرء نفسه منسيا وله رب لا ينساه أبدا ربما يأتي يوم القيامة بسيئات كما الجبال تدخله الڼار فيشفع له رسول الله قائلا هذا مني وأنا منه.
يا فرحة قلب جليبيب وحتى ولو لم يسمعها.
هذا مني وأنا منه.
كأنه يخبرهم إن له أهل هو أهله..
فلا يقولون ليس له أحد..
هذا مني وأنا منه
يا الله ترى كم كانت ستبلغ فرحة جليبيب لو كان حيا وسمعها كيف سيغدو على بيته وتغمض عيناه كيف سيسكن قلبه عن الخفقان بعد الآن.
نحبه حتى ولو لم نراه.
أنهى بلال روايته وتطلع فيها بصدق بعينين تمتلعان بالحنان والوجد وهمس برفق
_وأنت مني وأنا منك.
جف الدمع من عيناي إسراء مع قوله الذي اخترق قلبها فذادت نبضاته وزاغ بصرها عن عيناه في حياء وعلاها الأرتباك فجذبت حقيبتها ولملمت أشياءها سريعا واسرعت تغادر المكتب ولم يحاول هو أن يمنعها كان وقت الدوام قد انتهى وهو قد عاهد نفسه على الصبر والمثابرة سيسبغ عليها من بعيد بآمان قلبه سيكون تميمة تحفظها من غدر الأيام وأن أبت.
ويا ويح قلبه في غيابها.
غادر المكتب فرآها تحاول إيقاف سيارة أجرة فوقف بجانبها قائلا
_تعالي أوصلك في طريقي.
فرددت دون أن تتظر إليه
_لأ شكرا.
_قلت تعالي واعتريني السواق يا ستي مش أحسن من الغريب.
لكنه صډمته عندما التفتت إليه قائلة بقسۏة
_ما أنت برضو غريب.
جفوة سحيقة تلك التي سببتها عبارتها فأشار إلى سيارة أجرة توقفت أمامهما وفتح بابها لها فأسرعت تلج بداخلها هربا من چرح سببته بكلماتها أرادت مداوته لكن أبى عقلها ذلك ففرت لتصبح في منأى عن عيناه المعاتبة.
أسندت رأسها إلى نافذة السيارة وقد انسابت دمعة على وجنتيها..
لماذا عاد القدر يجمعهما
لم كلما حاولت أن تنساه عاد يخترق ويستقر في قلبها بقوة
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
انكبت إسراء في مكتب بلال على تدوين ما يمليه عليها باهتمام فجأة انفتح الباب وتناهى لها صوت أميرة وهي تقول في حماس
التفتت إسراء نحوها بينما ظلت أميرة تحدق فيها في صدمة وهي متسعت العينين فاغرة فاه حتى غمغمت إسراء ببسمة
_أميرة عاملة إيه
فرفعت أميرة حاجبا في دهشة وهتفت في ذهول
_إسراء أنت بتعملي إيه هنا!
هتف بلال في حنق
_إسراء السكرتيرة بتاعتي يا أميرة.
صاحت أميرة في استنكار
_سكرتيرة!!
بينما نهضت إسراء مستأذنة وانصرفت لم تلبث أميرة أن لحقت بها وجلست امام مكتبها وهي تقول في صدق
_وحشتيني يا إسراء اختفيتي مرة واحدة من حياتنا ليه!
تغاضت إسراء عن إجابت سؤالها وهي تقول بنبرة صادقة
_وأنت كمان وحشتيني جدا يا أميرة.
ثم أردفت تقول عندما لاحت منها نظرة إلى أصابع أميرة
_أنت اتجوزتي
اكتست ملامح أميرة بالاستحياء وهي تؤمأ برأسها إيجابا وقالت
_أيوه أنت أكيد تعرفيه محمود صاحب الشركة وصديق بلال.
أومأت إسراء برأسها دلالة على معرفتها به فأستطردت أميرة في حماس
_حاجات كتيرة اوي تغيرت الفترة دي انا اتكتب كتابي وسهير اتجوزت سعيد..
قاطعتها إسراء هاتفة في دهشة
_سهير وسعيد طب عماد خلاص كده
شوحت أميرة بكفها في امتعاض وهي تغمغم بازدراء
_يا ستي عماد ربنا يرحمه دلوقتي توفى.
فصاحت إسراء ذاهلة
_عماد ماټ!
هزت أميرة كتفيها وهي تغمغم في أسف
_كان سارق فلوس من عمك مدحت غالبا والراجل طالبه بيها فاختفى فجأة لحد ما لقيوه في الشقة متوفى ليه فترة من غير ما حد يعرف والريحة هي اللي دلت الناس عليه.
غمغمت إسراء في حزن ونظرة دامعة
_إن لله وإن إليه راجعون لا إله إلا الله.
أسبلت إسراء جفنيها وقد انتفضت لذكر المۏت حتى اخترق مسامعها صوت رجولي يهتف
_أنت بتعملي إيه هنا يا أميرة.
فالتفتت اميرة إلى محمود وقالت في هدوء
_أنا وإسراء صحاب فقلت آجي أشوفها
فأومأ برأسه متفهما وقال
_طيب أنا هدخل لبلال.
بص أنت صاحب عمري الوحيد فعايز يوم ما اتجوز آخد اجازة سنة كده ولا حاجة وأنت تقوم بكل حاجة في الشركة.
هتف بها محمود وهو يجلس في استرخاء بعدما أخبر بلال على بعض الأشياء الهامة التي ستتم في زفافه الذي لم يبق عليه إلا بضع أيام قلائل فنهض بلال من وراء مكتبه في هدوء وهو يهتف
_عيوني يا استاذ محمود تتمنى حاجة تاني أحققهالك.
هز محمود رأسه مستريبا بينما سحبه بلال ليقف ودفعه جهة الباب وهو ېصرخ
_أطلع بره وانسى بلال خالص وبطل أحلام اليقظة بتاعتك دي قال سنة قال ليه قرد بيتجوز.
أخرجه وصفق الباب في وجهه وهم بالتوجه إلى مكتبه عندما فتح الباب وأطل محمود برأسه منه وهو يغمغم ضاحكا
_مش هقل عن سنة يا بلال هااا سمعت.
فصړخ بلال وهو يلتفت إليه غاضبا
_أطلع بره.
أغلق الباب فورا مع صيحته وجلس وراء مكتبه وهو يتنهد في عمق لكن الباب اندفع مع صوت محمود
_برضو سنة مش عايز أأقل من كده.
فجذب بلال طفاية السچائر التي امامه وقڈف به عليه فارتطمت في الباب الذي أغلق مجددا أسلم رأسه لظهر المقعد وهو يسبل أهدابه في ارهاق فسمع صوت الباب يفتح فصاح
_يا بني أنت مش بتفهم!
لكنه بدلا من أن يسمع صوت محمود أنساب إلى أذنيه صوتا أنثويا عذبا يهمس في توتر
_محمود خد أميرة ومشي أنت تقصده.
فأعتدل فورا وهز رأسه ويقول
_آه آه أنا على محمود.
فغمغمت إسراء
_تمام انا مش ورايا حاجة تاني انهاردة فممكن أمشي عشان بابا عنده جلسة ولا حضرتك هتحتاجني في حاجة!
فزفر بلال بضيق وقال
_لا روحي أنت.
اللهم نجنا من القوم الظالمين
في حفل زفاف أميرة الذي أقيم في قاعة فخمة حضرت إسراء برفقة أبيها وندى بعد إلحاح أميرة بحضورههم كانت تصفق بكفيها في جذل عندما دخلت أميرة القاعة مع محمود وتسمرا كفيها بوجوم تام وهي تر سهير تقبل عليها برفقة أمها الباسمة فغابت البسمة عن وجهها وحل الوجوم لكنها ضمت سهير في حب حقيقي التي بعد السلام همست لها بفرحة
_هتبقي خالتو قريب.
فعاد إلى وجهها السعادة وهي تهتف في حماس
_بجد أنت حامل!
أومأت سهير وباركت إسراء لها بعناق آخر بينما انبعث صوت عايدة في عتاب
_مش هتسلمى علي يا إسراء
فاذدردت لعابها في توتر ولم تخجل المرأة التي مدت كفها لها مصافحة وما كادتا أن تتصافحا حتى سحبتها عايدة في حضنها في حنان أمومي وأشبعت وجهها بالقبلات وهي تقول
_وحشتيني.
فالتمعت الدموع في عينيها وهي تتذكر قسۏة كلماتها في آخر لقاء بينما همست عايدة
_عارفة إنك زعلانة مني! بس في بنت تزعل من أمها بسبب كلمات اتقالت لحظة ڠضب!
وطلبت منها الجلوس بجانبها فامتثلت في هدوء بينما ألتقطتت عايدة كفها في راحتيها وهي تقول
_مكنتش هسامح نفسي لو كنت مۏت قبل ما أشوفك.
فهتفت إسراء في لهفة
_بعد الشړ عنك.
تبسمت عايدة وهي تقول في خزى
_أنا كدبت عليك في موضوع لازم أوضحه.
وأستشعرت إسراء ما هو الموضوع