الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية الهجينه الجزء الثاني الفصل الحادي والاربعون حتي الفصل الخامس والاربعون بقلم ماهي احمد حصريه وجديده

انت في الصفحة 19 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز

تحوم حولك بكل مكان تستطيع سماع صوت تطاير أوراق الشجر من حولك ورؤيه أشعه الشمس الذهبيه أمامك
تكورت شمس داخل غية الحمام وهي تقبض بكف يديها طبق به من طعام طيور الحمام ما يكفي لهم وهي تحادث طير مضرب عن الطعام منهم
_ أنت النهارده هتاكل ڠصب عنك ياليون ده تالت يوم ما تاكلش فيه أنا عارفه أن ليو مارجعتش بقالها كام يوم بس صدقني هترجع
أمسكت شمس بالطائر ليون وأخرجت رأسها من العشه تحتضنه بذراعيها تصب كامل نظرها عليه و تسترسل حديثها 
_فاكر لما اتخانقت أنت وهي قبل كده وسيبتلها الغيه.. فاكر.. هي برضوا كانت زيك كده وكانت عامله نفس الأضراب بتاعك ده ماتقلقش هي بتحبك وأكيد هترجعلك
ابتسم ذلك الواقف خلفها ساخرا مما تقول 
_هنعمل عقلنا بعقل طيور
أنتفضت شمس عند سماع صوته فتركت الحمامه من بين يديها بفزع فلم تنتبه لوجوده فوق السطوح استدارت ببطىء تنظر خلفها وجدته يقف على السور بثبات يعطيها ظهره واضعا يديه الأثنان بداخل جيوبه الخلفيه مغمض العينين نسمات الهواء تداعب خصلات شعره ويستقبلها هو بصدر رحب ابتلعت ريقها وهي تقترب منه بحذر فأسندت ذراعيها على السور طالعته وهي تقول 
_ أنت هنا من أمتى وواقف كده ليه مش خاېف حد من اهل القريه يشوفك ويعرف حقيقتك 
قبض حاجبيه بعدما تصنع البسمه وهو مازال مغمض العينين ينظر أمامه فأجاب اسألتها بسؤال أخر 
_حقيقتي!! وايه هي حقيقتي
تنهدت بعمق بعدما استدارت تطالعه بغير تصديق وتنهدت پغضب لم تستغرق شمس ثواني لترد قائله 
_أنك مستذئب ومافيش حد يقدر يقف الواقفه دي إلا لو كان واثق أنه مش هيجراله حاجه
أخرج ياسين يديه من جيوبه الخلفيه بعدما أفتح عينيه ابتسم ابتسامه صفراء يطالعها بمكر مد ذراعه لها مما جعلها تتسائل
_ده أيه 
هاتي أيدك
كان هذا طلبه فقابلت طلبه بالرفض
لاء 
فكرر طلبه مجددا 
هاتي أيدك ياشمس أنت عارفه أني ممكن امسك ايدك من غير ما اطلب بس انا بطلب بأدب مع أن قليل الأدب
طالعته شمس بارتباك فالجديه تتضح على ملامح وجه فهزت له رأسها بالأيجاب وهي تمد ذراعها فقبض بكف يده على كفها فرفعها معه فأصبحت تقف أمامه تسند ظهرها على صدره يحيط بذراعه على خصرها اقتربت شفتاه من أذنها فتحدث بهمس
_معنديش مانع أن حد يعرف حقيقتي لو ده مش هيضركم ياشمس
كاد قلبها يخفق من سرعته فقربها منه يزيد ارتباكها تستطيع سماع أنفاسه بأذنها ناهيك عن الأرتفاع فالمنظر من هناك رغم شدة جماله إلا أن ارتفاعه يدب الړعب بقلبها فاسترسل هو حديثه قائلا بابتسامه بسيطه زادت من وسامته 
_ وعلى فكره اللى كنت مسكاه ده مش دكر ده نتايه غية الحمام دي أنا اللي بانيها واعرف افرق بين الدكر والنتايه بمجرد ما المحه
مطت شمس شفتيها دلاله على عدم المعرفه وتابعت 
_بس أنا مكنتش أعرف أنا كنت فاكره
قاطعها بقوله 
_وأنت من أمتى بتعرفي حاجه في الدنيا ياشمس
أثار هو غيظها بكلمته فاستجمعت شجاعتها وحاولت أن تستدير لتنظر له حركت قدمها على السور فضم هو حاجبه باستغراب فقبضت بيدها على كف يده تحاول الأستداره ببطىء تتشبث به بكل قوتها تنظر لخطواتها فأمسك بها من كفيها يساعدها على الأستداره له فطالعته بعينيه بجديه قائله 
_أنا بقيت اعرف كل حاجه ياياسين بعرف كل شىء مابقيتش البنت الجاهله بتاعت زمان مابقيتش البنت اللي كانت تستنى نزولك ليها عشان تشوف النور مابقيتش البنت اللي بتحطها في القبو وتستنى نزولك عليها بفارغ الصبر عشان تحن عليها وتجيبلها الحاجه الحلوه كل اسبوع ومابقيتش البنت اللي كانت بتشوف الدنيا من خلال عينيك
_طالعته بتحدي قائله وهي تنظر لعيناه البنيتين ترى أنعكاس صورتها فيهم 
_ اصحى فتح عينك ياياسين بصلي كويس شايف قدامك شمس الصغيره الضعيفه اللي سبتها من عشر سنين 
مش معنى أن معرفتش الفرق ما بين حمامتين ابقى البنت اللي معرفش شىء في الدنيا انا بقيت اقوى بكتير من وقت ما سيبتنا من عشر سنين ومبقاش في حد هنا محتاجلك زي زمان 
لم تكن كلماتها سوى صڤعات صڤعات متتاليه على وجه فأدرك هو منذ هذه اللحظه أنها ليست الفتاه التى تركها منذ عشر سنوات كانت نظرات التحدي التى تطالعه بها تنهكه تحول دون أن يشعر لشخص أخر لم يكن على سجيته ففعل ما لم يكن بالحسبان قبض بكف يده على ذراعها فانزلقت هي من على السور متشبثه بذراعه واصبحت تحت رحمته حنى ظهره قليلا وهو ينظر لها وهي تحاول التشبث به حتى لايتركها فقالت بأنهيار ومقلتيها لاتتوقف عن ذرف الدموع 
_أنت بتعمل ايه ياياسين ماتسبنيش أنت لو سيبتني هقع وأم وت
أردف ياسين بنظرات ثابته في هذه اللحظه الى نظرات مثل نظرات عمار نعم هي ملامح ياسين ولكن ابتسامته.. ونظرته.. وحركته.. حتى نبرة صوته كلها علامات تدل على أنه عمار 
_طب ما انا م ت مش معنى
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 30 صفحات