رواية الهجينه الجزء الثاني الفصل الحادي والخمسون والثاني والخمسون بقلم ماهي احمد حصريه وجديده
طلبه بالرفض
_ماينفعش انا سايبه ماما لوحدها واخويا ممكن ييجي في اي لحظه
وجهت حديثها ل بربروس بعتاب
_ أنت مقديتنيش يابيدقوس
فأكملت بنحيب
_ ده حتى الويد اللي أنت جايبه بيحتاج تقديي
طالعها هو بعدم فهم
_ولكنك لست ورده يامارال
رد لها ما شعر به منذ ثواني فوجهت حديثها للطبيب
_شايف شايف يادكتوي علي بيقول ايه قول بقى انك مش عايز اصلا الجوازه دي وانا هايوح اتجوز كى كي
_أهذا اعتقادك فلا والله وبعقد الهاء لن أتركك لهذا المدعو المثير للسخريه والاشمئزاز وما هذا الأسم اللع ين هل انتهت الأسماء من على وجه الأرض
اردفت بغ ضب
_اللعين ده لو ماتصيفتش بسيعه يابيدقوس هيبقى جوزي واخويا هيصمم نعمل اكليل كامل في اسيع وقت
_اتعلمين بأنك حبرا ضممته من دون راء الى قلمي والميم باء أرعونه أنت خرقاء فوالله وبعقد الهاء لن أتركك لغيري حتى لو أخاكي شاء فقد أصبحت لي قمر والميم دال ولا يستطيع أحدا الهروب منه الا الجبان
لانت تقاسيمها تطالعه بحب يطالعهما الطبيب ببسمه مشفقه على جنونهم يقول بداخله
بقلمي ماهي احمد
أتي الفجر وانتشر ذلك الضوء الذي يبعث الراحه في النفوس نسمات منعشه تعم الأجواء خصيصا بتوقيت الفجر من يراه أثناءالذهاب يقود بسرعه چنونيه وكأن المۏت يهرول خلفه يقود بلا اي ذره تعقل لا يراه الأن وهو يعود مطمئنا فقط لأنها بجواره توقف ياسين بالسياره أمام مقهى الفيشاوي ذاك المقهى الذي طالما كان يتردد عليه قبل معرفته بالضبع أمرها بالنزول فترجلت من السياره بتردد سائله
قبضت بكف يدها على حقيبتها وبداخلها مذكراته فأجابها بما تود سماعه
_طالما عدينا على الشارع ده فحبيت اعرفك على القهوه اللي عيشت فيها أجمل ايام حياتي
سألها بهدوء وتوسلت عينيه للقبول
_ايه رأيك تحبي نقعد فيها شويه
وأمام نظراته بعيناه الصافيتان تلك لم تستطع الرفض أشارت برأسها بالموافقه وتحركت معه طواعيه حاوط كف يدها لكي يعبر بها الطريق نزلت عيناها الى كف يده المتشبث بكفها تبتسم ابتسامه حانيه بأمان فأشار لها بيده للجلوس على أحدى الطاولات يخبرها بحنين نابع من قلبه لهذا المكان
فانصتت له باهتمام سندت وجهها بكفها تتذكر ما دونه بالمفكره الخاصه به عن هذه القهوه كم مره حثها فضولها وأتت الى هنا بمفردها لمعرفه ما تبقى من القصه ما الشىء الناقص الذي لم يدونه اسئله كثيره وضحت بعينيها فأرضى هو أسألتها بقول
_القهوه دي احسن حاجه فيها انها مابتتغيرش تخيلي ان بقالها اكتر من 120 سنه جه فيها شعراء وادباء كتير اوي
_شايفه.. شايفه الصور دي.. دي صوره محمود درويش أكتر شاعر كنت ومازالت بحبه وحافظ كل اشعاره كان بييجي هنا كل ما ينزل مصر ويقعد مع نجيب محفوظ هو اصلا فلسطيني عرفاه
فأشارت برأسها بالأيجاب قائله
_أه طبعا عرفاه
فاستكمل حديثه ببريق يلمع بعينيه
_مكانش لي ساعه معينه بييجي فيها وكنت بفضل استناه هنا بالساعات على طرابيزتي من كتر ما كنت باجي هنا كان ليا طرابيزه معينه هي اللي بقعد عليها ومن كتر ما صاحب القهوه عرفني وعارف قد ايه انا كنت بحب محمود درويش خلى الطرابيزه دي ليا وعشاني وخلاني أكتب عليها أسمي بالطباشير وكنت كل ما أجي هنا امشي على خطوط اسمي بالطباشير لحد ما أسمي أطبع على خشبها
لمحت عينيه اللامعتين بسعاده فهتفت سائله
_للدرجه دي كنت بتحبه
ابتسم وقد وصلت الى سبب ابتسامته
_كنت بعشق حروف قلمه وكلامه
وقفت أمام الصور الفوتغرافيه تشير بأصبعها عليه
_أنت اللي هناك ده
كانت صوره بداخلها الشاعر محمود درويش يجلس بالمنتصف واضعا قدم فوق الأخرى ومن خلفه شباب المقهى يرتدون البذلات يظهر بينهم ياسين والطبيب بالطبع كان مازال شابا لم يتعدى العشرينات من عمره كانت ملامحه أصغر مما تبدو عليه اليوم فسألها بدهشه بوجه ضاحك غامزا لها
_لاء لعيبه عرفتيني ازاي
وقبل أن تنطق بالأجابه وجدت من يتكلم من خلفهما والرعشه تمتلك صوته يتعكز على عكازه بمعاناه يخبره
_أنا ذات نفسي عرفتك
استدار الأثنان ليجدا رجلا مسن يتجاوز التسعين من عمره قائلا بجديه تمتلك الدهشه ملامحه
_ياسين الصاوي مش كده بس ازاي وانت لسه شباب ماتغيرتش
طالع كلا من ياسين وشمس بعضهما بحيره
_أنت مش عارفني انا محمد العيل الصغير اللي كنت بتاخدني على رجلك لما مالقاش مكان لما محمود درويش ييجي في القهوه ونسمع أنا وأنت الشعر بتاعه جدي هو اللي كان صاحب القهوه دي وقتها
حاول ألا يتفوه