الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

يونس الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الثلاثون والاخير بقلم إسراء علي حصريه وجديده

انت في الصفحة 26 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

تشتد أكثر على يدها حتى كادت أن تحطمها...
الجميع بالسيارة ويحيطهم الصمت..صمت خانق ك ساحبها رمادية خلفتها النيران..عدي يجلس ب جانب صديقه الذي يقود السيارة ب خوف من سكون يونس..الجميع يتوقع إبتهاجه من أن يراها..سعادة وتهليل..ولكن كل ما حصلوا عليه هو الصمت والسكون وكأن ريح عصفت بهم وتركتهم بلا حياه...
كان يونس متصلب الجسد..مقتضب الوجه..عيناه لو رأها أحد لتجمد أمامه من هول خطورتها..يده لم تترك يدها بل وتشتد عليها أكثر..كلما تذكر كلماته التي ألقاها حتى يشعر ب فوران وڠضب قد يطيح بمن أمامه..يعلم أن الحړب ستشتعل على أشدها وستكون الخسائر فادحة..الطرف المتأذي هو..هو فقط وليس غيره..إما ضايعها أو ضياع أحد من أفراد أسرته..ظل كاتما غضبه الذي أشبه ب القنبلة الموقوتة..ما أن تنزع فتيلها حتى ټحطم الجميع إلى أشلاء...
نظر عدي إلى وجه بتول أولا والذي حاكى شحوب المۏتى بل وتعداه..ثم إلى يونس والذي ما أن وقعت أنظاره عليه حتى تصاعدت ضربات قلبه ب شدة..إبتلع ريقه ب صعوبة وتشدق ب تردد
يونس!!!
ولم يعرف أحد ماذا حدث..كل ما فعله عدي أنه نزع الفتيل ف أنفجر يونس يهدر ب صوت مرعب دوى صداه ك الرعد...
أنت تخرس خالص..لو كنت أخد بالك منها..مكنش حصل دا كله..أدي روحنا بقت على كف عفريت
حاول عدي التحدث ب ترددأنا آآآ...
ولكن يونس لم يسمح له ب الإكمال وردد ب قسۏة
إعرف إنك أول واحد هتتلسع من ناره...
وجفت الحروف وأغلق الحديث..نكس عدي رأسه ب خزي..فقد إعتمد يونس كليا عليه حتى يحميها وهو أعطاه وعد لم يستطع إيفاءه..وعاد الصمت من جديد...
كانت بتول منكمشة على نفسها ما أن أبصرت موجة غضبه..ولكنها تعذره..النظرة التي رمقها بها عز الدين كانت كفيلة ب جعلها تتمنى المۏت..إبتعلت ريقها ب خوف..ثم همست إلى محمد
ممكن توقف العربية!
نظر لها محمد من المرآه ثم تساءل ب غباءأوقف العربية!..هنا!..ف الصحرواي!
أماءت ب رأسها ب نفاذ صبر قبل أن ينتبه يونس..هز رأسه ب قلة حيلة ثم أوقف السيارة..همست مرة أخرى
خد عدي وإنزلوا من العربية..وحاولوا تبعدوا
طيب
قالها مسلوب الإرداة وهبطا من السيارة..نظر عدي إلى أخيه الشارد ب حزن ثم إستدار وأكمل سيره مع صديقه...
أخذت بتول عدة أنفاس تهدأ من روعها وتبث في نفسها الثقة المسلوبة..إستدارت نصف إستدارة..ف وجدت عيناه ب لون الډم..وصوت تنفسه يكاد يصمها..إبتلعت ريقها ب صعوبة وقد ذهبت ثقتها الزائفة أدراج الرياح..ولكن نفسها الثائرة تدفعها ب أن تكمل ما لم تبدأه...
رفعت يدها المرتعشة وأدرات وجهه..ل لحظات تصلب وجهه وكأنه لا يريد النظر إليها..ف همست ب صوت رقيق ولكنه غلف بالخۏف
يونس...
وأمام بحة صوتها الرائعة..أمام رقتها الممزوجة ب الخۏف..لم يجد سوى أن يلتفت إليها..تلقي ب سحرها عليه دون أن تمارسه..نظر إلى عينيها ب عمق حتى نفذ إلى روحها وهى فعلت المثل..ظلت النظرات تتعمق وتتعمق حتى وصلت حد الجموح..أجفلت بتول وهى ترى نظرات راغبة فيها تكاد تفتكها..تضرجت وجنتيها ب حمرة خجلة وقد أخفضت نظراتها وهى تعاتبه ب رقة
مينفعش كدا
رد ب هدوء وحب أدهشهاهو إيه اللي مينفعش!!
إرتفعت نظراتها لا إراديا وهى ترى الصفاء والحب ب عيناه..بدأت تشك في قواها العقلية وأن نوبة غضبه وقساوة عيناه لم يكن سوى هذيان..توسعت عيناها وهى تميل ب رأسها إلى أحد الجوانب.
ليضحك يونس ضحكته الرجولية ثم قال


بعشقك يا بتول..ھموت لو بعدتي عني
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 40 صفحات