رواية للقدر حكايه بقلم سهام صادق الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الثلاثون
يضيق فقد كان يشعر بالضيق منذ الصبح ولا يعرف سببه
تتصل بيا تقولي الصفقه رسيت علينا
لم يتفوه شهاب بكلمه كان كالمستمع يتلقى ڠضب شقيقه وهو يطالع كل من ياقوت التي وقفت تقضم شفتيها حتى لا تصدر صوت شهقاتها وعصام الذي ينتظر ان يعرف ما أمر به رب عمله
وكاد ان يغلق حمزة الخط معه إلا أنه تذكر أن ماحدث بسبب إهمال احد موظفينه
انتهت المكالمه فطالعته ياقوت بأمل ولكن نظرات شهاب نحوها لاشت الامل داخلها
اترفدت مش كده
اطرق شهاب عيناه نحو سطح مكتبه ثم رفع عيناه نحوها مجيبا
للأسف يا ياقوت... المفروض تتحولي للتحقيق بس هنهي الموضوع بمعرفتي
واقترب منها مبتسما يشعر بها فهي لا تجيد اخفاء كسرتها
نظر لها.. فأشاحت عيناها بعيدا عنه بآلم... طردها دون رحمه دون أن يعلم كيف حدث ذلك.. طردها لانه صاحب العمل
كتمت قهرها وعادت تنظر نحو شهاب الذي يرمقها مشفقا
شكرا يابشمهندس.. كتر خيرك
جرت قدميها دون أن تنتظر سماع كلمه أخرى... خرجت من الشركه مقهوره فغلطه واحده لم تقصد حدوثها انما كان قدرها عقبت بالطرد
كان نفسي أنجح وابقى حاجه... انا ليه بخسر كل حاجه بسرعه كده...
تمتمت عبارتها بدموع تنساب على وجنتاها فأدركت فداحت من نطقت هل يوجد اعتراض على اقدار الله همست برضى
الحمدلله.. الحمدلله
جرت اقدامها بصعوبه وهي تشعر بثقل الحياه علي عاتقيها
سارت شارده الي ان وصلت مكان سكنها على قدميها سيرا بعد ساعات طويله... تذكرت سماح الدائمه في نجدتها ولكنها ليست هنا
بدء اسم الله يعلو فقد كان وقت اذان المغرب ...نهضت تستجيب لدعوه الله إليها ان تقف على باب رحمته وحده
اغرقت دموعها سجادتها وهي تبكي
.....
ازالت ندي نظارتها الخاصه بالقراءه بعد أن تركت هاتفها جانبا
اقترب منها ثم تسطح على الفراش يزفر انفاسه.. تعجبت من امره فسألته
مالك ياشهاب في حاجه حصلت في الشغل
مال نحوها فأبتمست اليه تمسح على وجهه بحنان
احكيلي
ابتسم وهو ينظر إليها يلوم نفسه انه للحظه كان يظن انها مجرد زيجه ستجمع شمل العائله ولكن كل يوم يدرك انه كان أحمق
ضحكت برقه ولثمت وجنته بنعومه
قولي ايه اللي شغلك
تنهد وهو يتذكر حال ياقوت اليوم بعد أن تم طردها منها الشركه
واخذ يحكي لها ما حدث الي ان تبدلت ملامحها تشعر بالحزن
طب حاول تقنع حمزه لما يرجع... ضياع الورق مش ب ايدها
اماء برأسه وهو يطالع نعومتها... كل يوم يشعر أنها يفتن بها
مد كفه نحو كتفها العاړي يحرك انامله بخفه
بس تعرفي البيجامه حلوه اووي
نسي امر العمل وياقوت وعاد لوقاحته... فصفعت كفه بخفه ترمقه بمقت
انت في ايه ولا ايه... انا مش عارفه ازاي بتتحول في لحظه
قهقه عاليا ومال نحوها يقبلها ويدغدغها
انا راجل سريع التحول ياستي... بقولك ايه مش خلصتي اللي وراكي خلاص
فضحكت على أفعاله وابعدته عنها برفق
ابعد يا شهاب... ماليش مزاج لهزارك ده
قالتها بنعومه واعين ترغب ولكنها قررت مراوغته حتى لا تشعره بتلهفها
ماله هزاري ياهانم
ابتعد عنها حانقا... فأتكأت علي مرفقها تنظر اليه بمكر
بقيت تتقمص بسرعه ياشهاب... بس تصدق شكلك طعم
ألتوت شفتيه وارتفع حاجبه لأعلى يرمقها بعلو
طعم... تصدقي انك
وقبل ان ينطق بشئ... اقتربت تمسح على خديه بكفيها
وجميل كمان
لم يتمالك نفسه فأغرقها بين ذراعيه مائلا بها
بقيتي مكاره ياندي
وقد صدق بما يقوله... فقد اجادت اللعبه غارقه معه في عالمه
....
نظرت صفا للطريق الذي تسير فيه نحو المزرعه التي يمتلكها فرات النويري الرجل الذي اقامت في منزله ليلتان ولم ترى وجهه
طابت چروح وجهها قليلا ولكن مازالت تضع رباط حول عنقها بسبب الشرخ التي أصاب ذراعها
وقفت السياره أمام بوابه ضخمه
اغمضت عيناها وارتجف جسدها وهي تشعر ان القادم ليس بالهين
وقفت السياره أمام مبنى فعلمت انه سكن العاملين هنا... كان ينتظرهم رجلا حاد الملامح
عندما رأي صفا تذكر أوامر فرات الصارمه في معاملتها دون رحمه
هي ديه يا مصطفى
نظر مصطفى السائق الخاص بفرات لصفا التي اطرقت عيناها ارضا نحو حقيبة ملابسها الصغيره
ايوه يا عنتر.... كده انا مهمتي انتهت
فحصها عنتر بنظرات ثاقبه وهتف بغلاظه
تعالي هنا قربي
اقتربت منه صفا پخوف وتعلقت عينها بالسياره وهي تغادر وتمنت لو ان لم تأتي لهنا
انت ياختي بصيلي
رفعت صفا عيناها نحوه ثم اخفضتهما سريعا تخشي مطالعته
تأفف عنتر حانقا
المزرعه هنا ليه ضوابط وقوانين... شغلك من 6 الصبح ل 4 العصر هتجمعي المحاصيل مع الفلاحين
طالعته وهي لا تفهم شئ
هو انا هشتغل في الأرض
قهقه عنتر بغلاظه ثم رمقها بأستخفاف
اومال عايزه تشتغلي فين يابت ده انتي سوابق
دمعت عيناها من الكلمه أرادت ان تقسم له انها سجنت زورا ولكن من سيصدقها
اتحركي ورايا
سارت خلفه تحمل حقيبتها على يدها الأخرى وعيناها تفيض
وادركت