رواية بين طيات الماضي الفصل 17-18-19 بلم منة الله مجدي حصريه وجديده
زاد من سرعته
أمسكت بمقعدها بقوة اكبر وإزادت توسلاتها بشدة وهي تحاول منع عقلها من تذكيرها بتلك الليلة المشئومة
فهمست باكية وهي تحاول بأخر رمق لديها محاربة تلك الذكريات
مليكة سليم هدي السرعة ........يا سليم أنا بخاف
صړخت بجزع حينما كادت السيارة أن تنقلب بهما
ولكن فجاءة إرتخت فبضتها الممسكة بالمقعد
شاهدت والدتها تجلس علي كرسي القيادة تمسك المقود بأيدي مرتجفة تنهمر دموعها في صمت
تذكرت جيدا تلك الطفلة وهي تحاول تهدئة والدتها المڼهارة.......تحاول تقويتها
مليكة مامي إحنا جمبك وحتي لو بابي حب ياخدنا إحنا مش هنوافق
تاليا مامي أنا أه مشوفتش بابي أصلا بس مبحبهوش هو وحش لأنه سابنا
إحضنت ايسل الباكية مليكة الجالسة بجوارها وضمت يد تاليا مقبلة إياها وأردفت باكية
أيسل متخافوش يا حبايبي مامتكوا قوية أوي ومش
خاېفة ......بس بابي مش وحش يا تاليا الظروف هي اللي وحشة
نفخت تاليا أوداجها في ڠضب طفولي وتمتمت ببراءة بعدما شبكت يداها أمام صدرها
زمت شفتيها بعدما أطرقت مفكرة
تاليا مامي هو إحنا مينفعش نكلم طنط الظروف ونخليها تسيب بابي أنا نفسي أشوفه أوي وأشوف عاصم كمان
إبتسما مليكة وأيسل پألم علي سذاجة تاليا
وتابعت أيسل باسمة وسط دموعها
أيسل للأسف لا يا تيتي
همست مليكة پخوف لوالدتها التي كانت تقود السيارة في سرعة
ربتت ايسل الباسمة علي يد طفلتها وهي تخفض من سرعتها قليلا
أيسل أنا أسفة يا حبيبتي
وفجاءة صدمتهم إحدي شاحنات النقل الكبيرة بقوة حلقت علي إثرها سيارتهما في الهواء ثم دارت عدة مرات في الهواء ومن ثم إرتطمت أرضا بقوة
وضعت مليكة يدها علي أذنها وأخذت تصرخ بهلع باكية
حدق بها سليم الجالس جوارها بدهشة وفزع
وكيف لا يفزع وهو لا يعرف لما تصرخ بكل تلك القوة
كانت تصرخ وكأن كل حياتها تعتمد علي تلك الصيحات.......فأوقف السيارة واضعا يده علي كتفها يهزها برفق
سليم بقلق مليكة في إيه
شعر بجسدها ينتفض ړعبا تحت يده وهي لا تزال تصرخ وهي تهز رأسها بقوة
وفجاءة فقدت وعيها وبدون أي مقدمات
شعر وقتها بالهلع فأدار سيارته وإتجه ناحية أقرب مشفي مسرعا
جلس بجوارها لبضع ساعات بعدما أخبروه الأطباء بأنها تعاني من إنهيار عصبي ما......لا يعلم حتي ماذا فعل ليحدث كل هذا........ ولما أخذت تدعوا والدتها بهذا الشكل........ يجب أن يعرف الحقيقة..... نعم عاجلا غير آجلا يجب عليه معرفة الحقيقة
الفصل التاسع عشر
بعد وقت قصير شعر بها تتملل في الفراش
رمشت بزرقاوتيها المغمضتين عدة مرات في خفوت و روية قبل فتحهما
إتنفض جسدها علي الفراش ثم هبت جالسة وفتحت عيناها تحدق في ربوع الغرفة في ذعر
ولكن كل ذلك هدأ...... إستكان جسدها.... وهدأت رعشاتها سامحة للهواء المنحبس داخل رئتيها بالتحرر في أريحية حين شاهدته جالسا بجوارها
حقيقة لا تعرف لما إطمأنت تحديدا
هل لرؤيتها له بخير...... أم لرؤيتها له في الأساس لا تعرف
فسألت في خفوت
مليكة أنا هنا ليه
أردف هو بآلية
سليم تعبتي وإحنا جايين في الطريق وأغم عليكي
إعتدلت في جلستها بهدوء وهمست بخفة
مليكة ممكن نروح صح
حرك سليم كتفيه في هدوء وتمتم بآلية
سليم أه عادي الدكتور قال وقت ما تفوقي
أخفضت مليكة بصرها وعضت علي شفتيها متمتمة في هدوء
مليكة طيب معلش أنا عاوزة أروح
أومأ برأسه ثم خرج من الغرفة طالبا من إحدي الطبيبات معاينتها كي يتسني لها الرحيل
وبالفعل لم يمضي وقتا طويلا حتي كانا يسيران سويا في السيارة
كان الصمت هو المخيم علي الطريق بأكمله
فكان هو يقود السيارة شاردا ......يود لو يسألها عما حدث معها ولما صړخت وكيف توفت والدتها بالأساس ولكن كبرياؤه الأرعن وقف حائلا بين سؤاله فكيف يجهل سليم الغرباوي شئ ما
أما هي فإستندت برأسها علي زجاج النافذة
سارحة.... شاردة تتذكر والدتها تنهدت بعمق وهي تتمني لو ينتهي كل شئ
فأحيانا ما تمر علينا أوقاتا نشعر فيها بالتعب من كل شيء ومن اللاشيء......نود لو أنه بإمكاننا أن نغمض عينينا فقط وينتهي كل هذا..
بعد وقت قصير وصلا الي القصر
فهبطت مليكة من السيارة متوجهة للداخل في هدوء حتي سمعت صوت مراد ولكن معه ندي التي علمت منها أن سليم هو من أرسل إليها سيارة كي تأخذها للمنزل كيلا