نوفيلا مليونير السنه الفصل السادس والأخير بقلم عبد الرحمن الرداد
الطفل على السرير الموجود وبدأت هي في تقديم الإسعافات اللازمة له وما إن انتهت حتى قال بشير بابتسامة
تسلم إيدك يا دكتورة قوليلنا الحساب كام بقى
رفعت أحد حاجبيها ونظرت له بتعجب قائلة
أنت مش من هنا صح
حرك رأسه بالإيجاب وقال بجدية
أيوة مش من هنا بس هيفرق معاكي يعني
ابتسمت وقالت بهدوء
طبعا لأنك لو من هنا كنت هتعرف إني مش باخد فلوس
ما شاء الله ايه المنطقة المتعاونة دي أنتوا بتساعدوا بعض كدا من زمان
هزت رأسها وقالت على الفور
طبعا من قبل حتى ما حاكم المدينة يقر بده يعني حتى لو مكانش لغى قانون الإعدام ده كنا هنفضل نساعد بعض هو فاكر بكدا هيكسب تعاطف الشعب لكن غلطان
ابتسم وعقد ذراعيه أمام صدره ليقول متسائلا
غلطان ليه وبعدين مين قالك إنه عايز يكسب تعاطف الناس مش يمكن عايز يصلح بجد
يصلح بجد من امتى حد بقى مليونير السنة وفكر في مصالح شعب المدينة وبعدين لو هو كويس ليه ظهر دلوقتي ما بقاله شهور محدش يسمع عنه أصلا
هنا أجاب عليها بهدوء شديد
يمكن كان في غفلة وفاق منها مش لازم نحكم حكم وحش على حد من غير ما نتأكد من ده
ابتسمت بسخرية قبل أن تتهمه قائلة
امممم شكلك من الناس اللي بيحبوا اللي ليهم مصالح عندهم تلاقيه بيخدمك في حاجات كتير علشان كدا بتدافع عنه
خلي بالك ده تاني اتهام من غير ما تتأكدي من اللي بتقوليه يعني أنا بقول عليكي طيبة علشان بتكشفي مجاني تقومي صاډماني كدا
التقطت أنفاسها وأجابت تلك المرة بهدوء
أنت مجربتش تعيش حياتك كلها فقير ومش لاقي مساعدة من حد يعني ايه قانون يقول إن أي حد هيساعد حد يتعدم يعني ايه الفقير يزيد في فقره لغاية ما ېموت والغني يزيد في غناه لأن فلوسه كلها له مفيش فيها حق للفقير المفروض عايزني بعد ما يقر بعكس كدا أحبه ده حقنا مش علشان اتحرمنا من حقنا فترة كبيرة لما ارجع اخده يبقى ده صدقة لينا وعمل المستحيل علشان يسعدنا لأن ده في الأصل حقنا فهمت!
أنا معاكي كل ده بس مين قالك إني معشتش حياتي كلها فقير أنا كنت أفقر أهل المدينة هدومي من كتر ما كانت متقطعة كنت ببقى أكني مش لابس حاجة كنت بنام في أوضة من غير سقف في مكان أشبه بالصحراء في عز الصيف كانت الشمس بتجيبلي صداع من قوتها في عز الشتاء كنت بترعش وبغرق في مياة الأمطار مكنتش بعرف أنام من برودة الجو كنت كل يوم أعيط من فقري ومش مسموح حد يساعدني ولا أكني جربان
تعبت أوي لدرجة إني كل يوم كنت بقول إني مش هصحى وھموت لكن كنت بصحى علشان أعيش يوم تاني أصعب من اللي قبله بتغدى على ورق الشجر وساعات الحشرات کرهت نفسي وکرهت حياتي انتهيت من قبل ما ابدأ حياتي لغاية ما جت الفرصة قصادي ايه رأيك تبقى مليونير وحاكم المدينة لمدة سنة بس بشرط واحد وهو إنك ټموت بعد السنة دي عرض حلو لواحد في حالتي صح!
رفعت أحد حاجبيها وقالت بتساؤل بعد أن أنهى جملته الأخيرة
أنت مليونير السنة وحاكم المدينة
ابتسم بسخرية وردد قائلا
أيوة أنا أنا كدا كدا مېت فيها