وخنع القلب المتكبر لعمياء الخاتمه بقلم ساره نيل حصريه وجديده
عنه وارزقه خير الدنيا والآخرة .. واستعمله فيما يرضيك..
_______بقلمسارة نيل_______
بقصر آل بدران بيوم الجمعة عصرا حول مائدة الغداء العريقة يجلس الجميع في جو مليء بالمودة والألفة وعلى رأس المائدة لبيبة بدران وبالجهة اليسرى يجلس يعقوب وبجانبه زوجته رفقة ومن الجهة اليمنى يجلس حسين بدران وبجانبه زوجته فاتن وبجانبها يامن..
نطقت نرجس بسخط
أبوك اتأخر يا رفقة .. كان لازم يعني يعمل إللي عمله ويتنازل عن المحضر هي تستاهل العقاپ راح اتنازل عن المحضر وخبى عني الفترة دي كلها...
احتوت رفقة كف والدتها ثم قالت
يا ماما هي تستاهل العقاپ بس أظن مفيش أسوء من إللي حصلها اتعاقبت في ولادها ودا أصعب عقاپ..
راجح محدش يعرف عنه حاجة وحالة شيرين وأمل صعبة وهما محتاجينها يا ماما..
ونفتكر إللي بيسامح وبيغفر بيبقى عند ربنا من المحسنين والقرآن مليان بالأيات إللي بتحثنا على العفو..
مش ربنا قال...
وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم
فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين
وكمان قال..
وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم
وكتير أووي يا ماما خلينا نغفر ونسامح زي ما نحب إن ربنا يغفر لنا ويسامحنا وعلشان مع مرور الوقت قلبنا مش يتملى حقد وغل...
نظر لها يعقوب بفخر بينما رددت والدتها بإدراك
ونعم بالله يا بنتي ربنا يزيدك يا رفقة..
دي هدية جوازكم..
ابتسمت رفقة بحماس وهي تفتح الظرف بينما تقول
يا ترى أيه المفاجأة يا بيبا يا قمر إنت..!!
هتفت لبيبة قبل أن ترتشف الماء
بطلي بكش يا هانم وأسئلة إجابتها في إيدك..
وفور أن فتحت الظرف وشاهدت ما بداخله صاحت بحماس
دا بجد..
ابتسم يعقوب وهو يرى رحلة إلى جزر المالديف بإحدى الشواطئ الخاصة..
إنت أحسن بيبا في الدنيا أصلا..
وانحنت تقبل يديها باحترام وحب لتزجرها لبيبة بلطف بينما داخلها يرفرف سعادة لرؤية السعادة بأعينها ورؤية الجميع يلتفون من حولها..
بطلي بكش بقاا يا بت إنت..
قالت رفقة بمرح
أوب يلا بينا على المالديف...
شكرا يا أمي .. ربنا يخليك ليا..
هذه الثلاث أحرف من يعقوب يمثلوا لها العالم أجمع ... أمي..
احتوته تربت على ظهره بحنان وابتسمت إبتسامة راضية...
أنا عارف إنك حقك تحبي يعقوب باشا أكتر مني دا طبيعي .. دا تربية إيدك..
مش كدا آن الأوان أتجوز البت غدغوده بقاا هتروحي معايا نحدد الفرح ونتجوز بعد ما يعقوب يجي من شهر العسل..
بصراحة أنا صبورت كتير أووي لبيبة هانم...
اختلطت الضحكات السعيدة المرحة التي خففت من أوجاع الماضي التي تملأ لبيبة...
بعد مرور ثلاث ساعات وبعدما انصرف الجميع اقتربت مساعدة لبيبة تخبرها بإحترام
لبيبة هانم في شخص طالب يقابلك الشخص بتاع كل شهر..
رفعت رأسها وقالت پغضب
مش أنا قولت محدش يدخله تاني..
يا هانم هو برا منتظر في الحديقة ولما رفضنا بيبكي...
انتصبت بوقفتها ثم سارت بشموخ ورفعة حتى وقفت أمام هذا الجالس على مقعد متحرك رمقته بقسۏة بينما طالعها هو برجاء مرتجي الغفران الذي يعجز عن التفوه به لعجزه عن الحديث بالإضافة إلى الحركة والسمع...
فقط أعينه من ينظر بها...
وماذا ظننت يا صاح فإن الجزاء من جنس العمل..
إنه بلال المرشدي صاحب لغة الإشارة..
وبجانبه ممرضة تساعده..
قالت الممرضة برجاء
بقلنا سنين بنجيلك كل شهر يا لبيبة هانم وحالته بقت صعبة جدا وطالب منك العفو والسماح..
كان. ينظر للبيبة برجاء ذكرها بنظراتها بالماضي البعيد رمقته بجمود بينما يمد يده لها بهذه الورقة بكل مرة المكتوب بها ما حدث لهم بعدما تركوها..
ففور أن أخذوا المال قاد السيارة يتلاعب بها على الطريق بسعادة وهو يضحكون بسعادة لتنقطع ضحكاتهم فور أن نزلت العدالة الربانية لتأتي شاحنة ضخمة وتصتدم بها السيارة بقسۏة ثم أخذت تدور على الطريق عدة مرات حتى سقطت من فوق منحدر مرتفع فارق الجميع الحياة وبقى هو يتذوق الويلات مع هذه الإعاقات المريرة طوال هذه السنوات كان المۏت حينها له رحمة لم يتذوقها وحرم منها..
استدارت ليهمهم لها بلهفة وجنون