الخميس 26 ديسمبر 2024

وخنع القلب المتكبر لعمياء الخاتمه بقلم ساره نيل حصريه وجديده

انت في الصفحة 7 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

يعلو بتوتر مع وقع الأحداث لتهمس برجاء وكأنها تريد توقيف ما يحدث وحمايتها
لا .. لا كفاية كدا .. حرام عليكم .. ليه كدا...
وهنا تعود كاميرا الأحداث للخلف وتتجاوز سنوات عديدة حيث زمان ما تقرأه رفقة....
فتاة في العشرين من عمرها مفعمة بالنشاط رغم ما بها إلا أن الإبتسامة لا تتوارى عن وجهها الوضاح لا تسمع الأصوات ولا تتحدث لكنها ترى الألوان والجمال والطبيعة والفراشات والطيور وهذا يكفيها...
اقترب والدها صاحب الوجه البشوش الدافئ منها ثم انحنى يقبل رأسها بحنان وجلس بجانبها   بتعلق وحب شديد ليأخذ هو القلم والموضوع بجانب الدفتر اللذان دائما أمامها وبحوزتها....
وكتب يتسائل
بيبا حبيبة بابا إنت عاملة أيه وأخبارك في الجامعة أيه ... وبلال شخص كويس وبيعرف يتواصل معاك ومسهل عليك التعامل في الكلية.
كتبت هي والسعادة تنضح من ملامحها الرقيقة
أنا كويسة جدا جدا يا يعقوب باشا الجامعة جميلة جدا جدا لدرجة إن ندمت إن أخرتها سنتين وحبست نفسي ومخرجتش للعالم ده...
بلال شخص جميل جدا وطيب ومحترم أووي وكمان شاطر جدا في لغة الإشارة وبفضله بقيت شخص إجتماعي ومش بقى عندي أي مشكلة إن أتعامل مع أصحابي أو إن أفهم الدكتور...
من خلاله كأني بتكلم واسمع الأصوات وافهم إللي بيدور حوليا ومرافقني في كل مكان زي ضلي زي ما إنت أمرت..
كمان صاحبت بنات طيبة أووي شادية وإعتماد ودرية...
ودايما بلال قاعد معايا وبيترجم ليا كل كلمة وكمان هو صاحب شاب اسمه منير ويبقى خطيب درية...
عايزه أقولك إنهم بيحبوني أووي يا بابا ومهربوش مني لما عرفوا إن بنت يعقوب بدران رجل الأعمال إللي أشهر من الڼار على العلم..
كل البنات كانت مش بتحب تقربلي خايفين إن ممكن أبقى متكبرة ومغروره والكلام ده وإن ممكن أبويا يبقى راجل شرير بأنياب الغول..
وضحكت بمرح ليشاركها والدها وهو يحمد لله بداخله أنها أخيرا خرجت من قوقعتها التي انحسرت فيها بعدما أصيبت بالصمم والبكم المفاجئ نتيجة صډمتها پوفاة والدتها وجدها في حاډث سير أليم ... وكانت لبيبة متعلقة بهم تعلق شديد لتدخل في إنهيارات عصبية وصدمة شديدة أفقدتها النطق وتبعه السمع فجأة والذي لم يتوصل أحد من الأطباء إلى السبب العضوي إلى الآن...
لكنه مستعد لفعل المستحيل لأجل ابنته الوحيدة التي هي أحب إليه وأغلى من روحه..
كتب لها
هنسافر برا علشان تتعالج وبوعدك يا بيبا إنك هترجعي أحسن من الأول كمان أبوك في ضهرك ومش هيسيبك أبدا هعمل المستحيل علشان ترجعي تسمعيني تاني وأرجع أسمع صوتك إللي وحشني مستعد أعمل علشانك أي حاجة..
انغمست تحمد ربها على نعمة وجود والدها الحنون... بطلها الخارق..
يطمئنها أن والدها مستقيم النفس حسن الخلق متواضع ولا يقدس هذا المصطلح الذي يسمى الفوارق الإجتماعية رغم سمعته ونجاحه في أعماله وثروته الطائلة إلا أنه كان رجل كريم سخي النفس يجود بالكثير ولا يترك محتاجا ويغدق الفقراء بالكثير..
والدها رجل مميز اجتمعت فيه الكثير من الفضائل..
تفخر بأخلاقه ومبادئه وليس بثروته وأملاكه...
كانت تخبره بكل شيء بحياتها صغيرة وكبيرة لم تخفي عنه أي شيء فقد كان صديقها قبل كونه والدها وكانت هي لديه مقدمة على جميع أولوياته حتى مقدمة عن نفسه ذاتها...
إلا أن لبيبة لم تخبره بمشاعرها التي تكنها لبلال ولا بشاعر بلال تجاهها..
بلال الذي يغدقها بالحب والحنان الذي صدقه وآمن به قلب لبيبة الطاهر...
كتبت له تخبره بسعادة
في رحلة الجامعة مطلعها وكل زمايلي وأصاحبي هيروحوا بلال قالي هو وشادية عليها نفسي أووي أووي أروح يا بابا.
لم يستطع أمام السعادة المرتسمة على وجهها أن يقف حائلا أمامها وفكر أنها أيضا فرصة جيدة للترويح عن نفسها...
لا يعلم ولا تعلم لبيبة أن هذه الرحلة هي التي ستنجب لبيبة أخرى لم تتعرف إلى نفسها حتى اليوم سيتجمد القلب وستتلبد المشاعر وستنحت ندوب عجز الزمن على محوها ستنجب قلب متكبر أمام كل المشاعر الإنسانية وأمام الضعف والأهم الحب..
ومرت الأيام وأتى يوم الرحلة...
استعدت وجهزت حقيبتها وأخذ والدها يضيف لها الشطائر والعصائر وودعته بوجه مشرق والإبتسامة تكاد أن تسقط من فوق ثغرها...
أتى بلال ومنير بصحبة شادية واعتماد ودرية بأحد السيارت وعندما تعجبت وسألت بلال بطريقتها لماذا لا يذهبون بالحافلة الخاصة بالجامعة أخبرها أنها ستكون مزدحمة وستجلب لهم الإختناق...
كان هناك نزعة قلق وخوف بداخلها لكنها اسكنتها وهي تهمس لنفسها من الداخل أن بلال متواجد وهؤلاء أصدقاءها الأوفياء...
وأثناء الطريق بينما كانت تجلس في الخلف بجانب الفتيات قال منير بسعادة وخبث
الواحد مش مصدق يا عم بلال إن الخطة أخيرا نجحت أنا مش مصدق إن يعقوب بدران ساب بنته الوحيدة كدا ووثق فيك الثقة دي كلها...
ولا هي الغبية ساذجة بشكل...
ضحك بلال وهو يقول بانتصار
ما أنا قولتلك رغم إن هو يعقوب بدران بس راجل طيب بشكل وعنده حسن نية فظيعة..
ومستعد يعمل أي حاجة علشان بنته الوحيدة حتى لو هيدفع الملايين وإحنا لعبناها صح..
دا كفاية إن

انت في الصفحة 7 من 14 صفحات