رواية من_نبض_الوجع_عشت_غرامي البارت الاول بقلمي_فاطيما_يوسف
الوقت تحبذ التفاؤل وعلى ثقة تامة بأن ربها لم يهيئ لها إلا الخير ودائما بشوشة ومن ينظر إلى وجهها يشعر بالارتياح والهدوء والسکينة فحقا سكون لها نصيب من اسمها
ذهبت الي مكتبها وارتدت المعطف الطبي وأخذت النوتة الخاصة بها وصارت تتجول غرف المرضى كى تؤدي عملها بحب
بعد ساعتين تقريبا وهي تقف أمام تخت أخر مريضة تفحصها اندهشت بشدة وهي ترى على وجهها علامات الوجوم فسألتها سكون باهتمام
أجابتها تلك السيدة المسنة
_ مضايقة من الخلق وأحوالهم وقلوبهم اللي مبقتش صافية واصل .
دارت بأعينها تبحث عن مقعدا تجلس عليه كي ترى لما تتوجع تلك السيدة أتت بالمقعد وجلست عليه وأمسكت يداها بحركة عفوية منها وأردفت باستفسار
_ خبريني ياحاجة مين بس إللي مزعلك ومخليكي مضايقة ومزاجك عكران إكده وإنتي مريضة ولازمن تاخدي بالك من حالك
_يابتي هقول ايه ولا ايه صدق المثل اللي قال ربي ياخايبة للغايبة ربنا معاطنيش غير ولد واحد ومنع عطاياه لأسباب من عنديه وشاكراه وحامدة فضله عليا ربيته أحسن رباية وعلمته أحسن علام لحد ما بقي محاسب قد الدنيا وجوزته وكبرت بيه قدام الخلايق وعمري بحاله محسستهوش بأنه يتيم ولا خليته اتحوج لخال ولا لعم وفي الاخر بعد ماتجوز نساني ومبقاش يسأل فيا ولا مراته تسأل عليا حتى لو حجته إنه مشغول يوماتي
ولما عاتبته عنيه اتحجج بالشغل أما عنيها رد عليا وقال لي هي مش ملزومة بخدمتك يا أمي .
وأنهت كلماتها وألقت قناع التمسك عرض الحائط واڼفجرت دموع عينيها العزيزة
تأثرت سكون لحالة تلك المسكينة ولمعت عيناها بغشاوة الدموع وأردفت تهدئها
أخذت تلك السيدة أنفاسها بصعوبة وأردفت بحمد
_ الحمدلله نحمده ونشكره على أنه وضع محبتي في قلوب اللى حواليا ولولالهم يابتي بعد ربنا مكانش حد هيسأل عني ولا هيعرفني أصل ربك رب قلوب.
_ خلاص بقي متبكيش تاني عاد دموعك غاليين أووي على قلبي وأوعدك أني اللى هروحك لبيتك بعربيتي بعد ماتخفي بأمر الله وكل يوم والتاني هتلاقيني ناطة لك زي فرقع لوز إكده بس متزهقيش مني واصل .
ابتسمت تلك المسنة على دعابتها وشكرتها بامتنان
_ منحرمش منيكي يابتى ولا من حنيتك وطيبة قلبك الجميل اللى شبه ملامحك اللي مليانة قبول .
هبطن الأدراج وذهبتا إلي مكانهن المعتاد في الحديقة الخاصة بالمشفى وجلسن في مكانهن المفضل على أريكة متنحية جانبا ولكن أعينهم ترى البوابة الرئيسية للمشفى لحاجة ما في نفس تلك السكون
فتحدثت فريدة صديقتها
_وه ما هنغيرش المكان ده عاد كل مره تجيبينا إهنه وتصممي ان احنا نشربوها قدام الخلق اللي داخله واللي خارجه
والله مخك ده وتفكيرك هيجيب لي شلل
يا بنتي ارحمي نفسك من