الجمعة 22 نوفمبر 2024

نوفيلا <يــومــيات مُـــراهــقـه> •الحلقة الثامنة بقلم نورهان ناصر

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

نوفيلا يوميات مراهقه الحلقة الثامنة بقلم نورهان ناصر 
كم خاب ظني بمن أهديته ثقتي فأجبرتني على هجرانه التهم كم صرت جسرا لمن أحببته فمشى على ضلوعي 
كريم العراقي رحمه الله
كلاهما أعطى ظهره للآخر والنظرات صامته والعيون هائله بالدموع والقلوب تطرق بعنفوان وضعت يدها أعلى موضع قلبها پألم وانسابت دموعها حزنا وعندما برزت عينيها أمام عينيه في لحظة ورأى بوضوح لمعة عيونها توقف منذر عن متابعة السير والټفت نحوها ثم ناداها بالنبرة المحببة إلى قلبها 
_ هاله 
سماع اسمها من بين شفتيه لهو سحر يجري في أوردتها سحر لا تريد التعافي منه تريده أن يتغلغل حتى يسيطر على كيانها كم تعشقه وتعشق نبرة صوته تلك والطريقة التي يناديها بها ابتسامته المشاكسه عندما يحدثها وهو يرفع إحدى حاجبيه تكاد تجزم أنه يطالعها الآن بنفس هذه النظرة غص حلقها بالبكاء فهزت رأسها واتجهت صوب رفيقاتها هاربة نعم هاربة لأنها إن بقت لحظة أخرى ستنكث بوعدها لوالدها وما اعتادت على نكث الوعود

بقى منذر مكانه يطالعها بعيون شغوفة بهما لمعة صافية يخصها بها وحدها عندما وصلت إلى رفيقاتها قبل أن يستدير ويتجه إلى رفاقه وبداخله يزداد خفقان قلبه كم أن هالتها مستحوذه على كيانه كليا مسا من نوع آخر لا يريد الخلاص منه انتبه من أفكاره بها على صوت أحد زملائه 
_ طب يالا بينا يا شباب نلحق كراسي قدام قبل الزحمه 
وقفت أمامهم وهي تخفض بصرها للأرض تضغط على شفتيها حتى لا ټنهار شعرت بها جنات لتقف قربها وهي تربت على كتفها تقول بنبرة حانيه وبهمس 
_ أنت صح يا هاله كملي 
رفعت هاله رأسها وطالعتها لثواني بعيون دامعة قبل أن تجبر ذاتها على رسم بسمة صغيرة وهي توما برأسها ثم سألتها رحاب وهي تبتسم بحماس ما إن ابصرتها فقد كانت مشغولة بالحديث مع سهام 
_ ها يا هاله أهلك وافقوا أنا وسهام اخدنا الموافقه 
ابتسمت هاله بخفوت وهي ترد على سؤالها 
_ وافقوا بس مش عايزين نتأخر يالا بينا 
قالت جنات وهي تلف ذراعها حول كتف هاله ببسمة لطيفة 
_ أنا كمان كلمتهم وما اعترضوش
ابتسموا جميعا ثم ساروا اثنين اثنين سبقتهن سهام و رحاب وهم يتحدثون عن الفيلم في حين كانت جنات تحاول أن تخفف عن هاله قليلا 
_ معرفتيش كان عايز إيه
زفرت هاله الهواء بضيق وهي تقول بينما تحرك رأسها 
_ لا ما وقفتش أصلا صعبان عليا يعني أبسط حاجه أوضح له الدنيا بس عارفه مقدرتش نظراته بتقولي ليه بتهربي مني بس أنا كل الموضوع إني مش هقدر أبدا أقوله 
نظرت جنات ل هاله تبتسم بوجهها وهي تقول 
_ خلاص هو هايفهم لوحده أو لو عايزاني أكلمه أنا ماعنديش مانع هاجبهاله من ناحيه إن الكلام كتر عليكم والافضل كل شخص يكون في حاله يعني 
أمسكت هاله بيد جنات تقول ببسمة صغيرة 
_ لا مافيش داعي هو أصلا هيسافر عند خاله يقضي معاه الإجازة فمش هنشوف بعض في كلا الأحوال قفلي بقى على الحوار ده 
أوقفت سهام إحدى عربات الأجرة ثم رفعت يدها تشير لهم بالتقدم استقروا في الخلف ثلاثتهم بينما تطوعت رحاب للجلوس مع السائق الذي كان بعمر والدها تقريبا فهم لا يحبذون الركوب مع الشباب
طوال الطريق وهو يراقبه يبدو مهموما يزفر أنفاسه من حين لآخر وهو ينظر إلى الشوارع اقترب منه ثم همس له ما إن اضحوا قرب بوابة الدخول بينما سبقه زملائه ليقطعوا التذاكر 
_ منذر مالك كدا مش على بعضك 
تنهد منذر تنهيدة قوية قبل أن يردف بنبرة مقتضبة 
_ مفيش يا علاء أنا بس بفكر 
صمت علاء لثواني ثم أردف مازحا 
_ أنا من رأيي بقى بما إن موضوع إسلام ده صفحه وانتهت ومكنتش بتحبه ولا أي نيلة فليه ما تعترفلهاش
نظر له منذر بطرف عينه وهو يقول ساخرا 
_ اعترفلها وأبوها بيقولي عايزك دايما أخ لبنته اسكت يا علاء أصلا أنا واجهتها بحكاية إسلام بس هي أنكرت اينعم مقولتلهاش إني شوفت الرساله أو إني كنت موجود وهي بتعترفله وغير ده كله هي بتتهرب مني ومش عارف اكلمها خالص لو اتصلت مبتردش حتى بطلت تستعير مني كتب أنا مش عارف هي مالها 
دعى له علاء ببسمة صغيرة 
_ ربنا يريح قلبك يا صاحبي يالا الواد محمد قطع التذاكر وبيشاورلنا 
_ هنقعد فين قدام ولا ورى 
سألتهم سهام بنبرة هادئة وهي تطالع القاعه من حولها والممتلئة بالعديد من الناس ردت عليها جنات وهي تشير إلى إحدى الكراسي الشاغرة 
_شايفه الكراسي دي فاضيه وفي النص تعالوا هنا 
ذهبوا حيث أشارت وبعد استقرارهم في أماكنهم اطفئت الأنوار وركزت عيون الجميع على الشاشة الكبيرة 
في تلك الأثناء كان منذر ورفاقه قد وصلوا إلى نفس القاعة التي بها هاله وكانت القاعة مظلمة ليس هناك سوى ضوء خاڤت صادر من الشاشه التي بدأت بعرض مقدمة عن الفيلم دار منذر بعينيه في القاعه وهو يتحدث لهم بغيظ 
_ يعني لازم نحضر الفيلم ده اتفضلوا أهي القاعه مليانه هنقعد فين بقى 
أجابه صديقه وهو يشير إلى أحد الصفوف 
_ بص الصف اللي هناك ده بقيت الكراسي فاضيه 
رفع منذر كشاف هاتفه وقال بغيظ 
_ دول بنات يا عم 
تحدث زميل لهم يدعى شادي 
_ يا عم واحنا مالنا ومالهم كل واحد هيقعد في مكانه يالا بقى خلصنا 
حرك منذر رأسه بقلة حيلة ثم سار حيث أشار شادي جلس منذر ثم أطفأ كشاف هاتفه واستقر رفاقه بجواره
توقفت أنفاسها عندما اجتاح عطره أنفها كانت الإضاءة خافته جدا وللصدمه لم تستطع أن تدير رأسها وتنظر إليه ولكن حركتها المتوترة أربكت صديقاتها لتهمس إحداهم 
_ هشش كفايه فرك بقى 
صمتت هاله ولكن قلبها لم يصمت أحست بأن الهواء نفذ من القاعه في حين كان منذر يتابع مشاهدة الفيلم بملل شديد جسده هنا وعقله حيث هي تمنى لو كانت هنا بجواره لو كان بمقدوره أن يمسك بيدها ويشاهدان الفيلم سويا بدون تهرب بدون عتاب فقط تكون معه وهذا يكفيه 
نظرت هاله له بطرف عينها مستغلة الإضاءة الخافته ليزداد خفقان قلبها مضت دقيقة اثنتان ولم تعد تتحمل لتنهض فجأة تحت استغراب الجميع و الهمسات الغاضبه من الحضور من حولها لتهتف بنبرة منخفضه تعبر عن أسفها حينها طالعتها جنات بنظرات متعجبة وقبل أن تتحدث ببنت شفة كانت هاله قد تركت القاعه ركضا إلى الخارج 
وكانت الصدمه من نصيب منذر الذي اتسعت حدقة عينه عندما أبصرت عينيه عينيها في لحظة خافته قبل أن تعبر من أمامه مهرولة إلى الخارج ازدادت ضربات قلبه أكانت بقربه طوال الوقت لهذا كان قلبه هائجا في صدره آفاقه من شروده جنات وهي تتنهد بحزن لأجل رفيقتها تزامن ذلك مع رؤيتها ل منذر لتنظر له بدهشة تجاهلها وهو ينهض خارجا خلفها تحت تعجب أصدقائه هو الآخر 
جذبت سهام يد جنات تهمس

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات