رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق ) الفصل السادس والعشرين حتى الفصل الثلاثون بقلم الكاتبه رحاب ابراهيم حصريه
ساعة حاولت ريهام أن تتناسى وجود ليالي حتى لا تشتعل ڼار غيرتها ولكن لم تستطع الصمود كثيرا ...
قالت بشكل مفاجئ
تعرفي تنزلي الحسابات وتديلهم الورقة دي
اشارت ريهام بورقة في يدها إلى ليالي نظرت ليالي باستغراب فكانت ريهام تستطيع الاتصال بهم حتى يأتي احد منهم مثلما كان يفعل عمر نهضت واخذت الورقة من يدها وتوجهت لخارج المكتب
انا هروح أشوف موقع مشروع "مراد رضوان " خليك انت هنا يا هشام واظن انك عندك خلفية عن الشغل
رفع هشام حاجبه بمكر وأجاب
ما تقلقش على الشغل دنا حتى حبيته أوووي
التقط عمر مفاتيح سيارته وذهب مسرعا للخارج قبل أن يقوده قلبه رغما عنه لعندها وسيف الكبرياء يسقط أمامها ويظهر ضعفه
كان يمشي بخطوات سريعة للخارج ولكن عندما رأها ازدات سرعته للضعف حتى سبقها قبل أن تضغط على زر الهبوط ونظر لها بحيرة وهي تكاد تبكي وتطرف بعينيها بشكل متوتر دخل المصعد بعد أن افاق من سكونه أمامها ولم يتفوه بحرف واحد حتى إنه والاها ظهره ونظره لباب المصعد في جمود او حاول يتظاهر بالجمود حتى لا تكشفه عيناه المتلهفة لرؤيتها ....
قبل أن يخرج من المبنى بشكل نهائي استدار خلفه بشكل لا أرادي وضيق عينيه وهو يراها تقف باكية بداخل المصعد المفتوح بابه وتنظر للورقة بيدها ثم رفعت عيناها ونظرت له متفاجئة من التفاتته ثم رمته بنظرة معاتبة ....
قبل أن تصل للحسابات مسحت عينيها الباكية بأنامل يدها ثم دلفت بداخل غرفة مكدسة بجميع جوانبها بأرفف خشبية على هيئة مكتبة ضخمة تضم أرشيف كامل من المستندات والملفات وهذا بجانب اجهزة الحاسب الألي التي تضيء بإشعار اسم الشركة بشكل انيق بلعت ريقها وقالت للراجل ذو النظارات الطبية الذي يقف خلف مكتبه
الورقة دي بعتاها البشمهندسة ريهام
أخذها الرجل منها ثم نظر بها لدقيقة وهز رأسه بفهم ثم قال
خلاص ماشي قوليلها كله هيضبط
هزت ليالي رأسها بالايجاب ثم خرجت من الغرفة متوجهة للمصعد مرة أخرى رغم إنها تشعر بالدوار بسببه ولكن الصعود لأربع أدوار علوية أمر شاق عليها وسيأخذ بعض الوقت أيضا ....
وصلت للدور الرابع وخرجت من المصعد ولكن اصطدمت بكتف شخص ما ....
وقف امامها مبتسما ابتسامته الكريهة كعادته منذ رأها ثم قال
شوفي الدنيا نورت فجأة ازاي لما اتقابلنا كانت بتمطر من شوية
نظرت له بحدة وتنفست بشكل عصبي ثم تحركت متوجها لمكتب ريهام الذي يبدو إنه كان خارج من مكتبها للتو
سد الطريق عليها وقال بقوة
لما اتكلم معاكي تاني تقفي وتسمعيني مابحبش الأسلوب ده
زمت شفتيها بغيظ ثم قالت
تحب ولا ما تحبش انا هنا بشتغل مش جاية اتفسح واقف معاك وبعدين هو حضرتك مالك بيا لا انت مديري ولا انت المسؤول عن شغلي ولا في بينا تعامل !!! يبقى تكلمني على أي اساس !
نظر لها بخبث ثم قال بشكل غامض
اعتقد إن في بينا أشياء مشتركة او يمكن اشخاص مشتركة !!
ذهب وهو يراقب حيرة وجهها الذي غمرت عيناها
وصلت أمام مكتب ريهام وهي غارقة في الحيرة بسبب جملة هشام الآخيرة ودلفت إلى المكتب شاردة ولم تنتبه إنها كان يجب أن تقرع الباب قبل الدخول ....
دخلت ليالي وجلست مكانها وهي في عالم آخر من الفكر والحيرة حتى انتبهت لصوت ريهام العصبي
هو مافيش أي استأذان خااااالص وانتي داخلة هو انتي فاكرة نفسك في بيتكوا !!!
انتبهت ليالي لحديثها وشعرت بالحرج ومدى غبائها الذي يوقعها دائما في المشاكل ..قالت
انا اسفة ما اخدتش بالي
زفرت ريهام بحدة وصاحت بعصبية
صبرني ياااااااارب انا خلاص ما بقتش قادرة استحمل
تطلعت ليالي عليها وادمعت عيناها وتذكرت كيف كان عمر يعاملها كالأميرة ونعتت نفسها لشدة غبائها وعصبيته عليه ثم تذكرت جملة هشام مرة أخرى ....
"او يمكن اشخاص مشتركة " هل يقصد عمر بحديثه !
لابد أن يقصده ولكن لماذا يتعامل بهذه الطريقة معها !
كل هذه الاسئلة كانت تجوب بداخل رأسها .......
مر اليوم بتوتر الاجواء حولها ثم عادت للمنزل بذهن يظل شارد وتتردد صدى جملة هذا الاحمق بداخل رأسها ولم تشأ أن تخبر شقيقتها بما قاله هشام رغم أن امل سألتها عن هذا الأمر ولكن ليالي اخفت هذا الحديث لكي لا تقلق شقيقتها بشيء مجهول
مساء "في القصر "
كانت عادته عندما يغضب ان يسبح في الماء حتى وإن كان الطقس شديد البرودة ولكن السباحة تهدأ اعصابه كثيرا وهذا منذ صغره خرجت فريدة وجلست تنتظره وبيدها المنشفة ....
خرج عمر من المسبح وتنزلق قطرات الماء من كامل جسده وناولته فريدة المنشفة وقالت بابتسامة
هشام عامل ايه في الشغل يا عمر انت حاسس إنه فعلا اتعدل
تنهد عمر وقال
محدش بيتصلح في يوم وليلة يا أمي بس كفاية إنه أخد قرار إنه يتصلح ويبقى راجل يعتمد عليه
ابتسمت فريدة وقالت
الحمد لله ربنا استجاب لدعواتي ارجع بقى انا كمان الشغل
اعترض عمر بهدوء
انا شايف إن الاصح تكوني هنا يجي يلاقيكي موجودة مش مشغولة هو محتاجنا جانبه طول الوقت انا في الشغل وانتي هنا هو ده دورك يا أمي وكمان صحتك ما بقتش حمل شغل زي الأول ولازم ترتاحي
اتسعت ابتسامة فريدة وقالت بحب
ربنا يكملك بعقلك يا زينة الشباب كلهم انا عمري ما كنت اتمنى يبقالي ابن احسن منك يا عمر انا بفتخر بيك
أخذ عمر والدته بين ذراعيه بحنان ثم بعد قليلا وابتسم قائلا بمرح
هو في حد عنده ام قمر وصغيرة زيك انت يا جميل
ضحكت فريدة عاليا ونظرت له وهو يصعد لغرفته وقلبها يدعي له
اغلق باب غرفته وقد تبدل مرحه إلى حزن وتنهيدة عميقة صاحبها حيرة من هذه الفتاة الذي استطاعت أن تشعل جنونه الراكد تستطيع أن تجعله يبتسم وكأنه