رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق ) الحلقه الحاديه والخمسون حتى الحلقه الخامسه والخمسون بقلم الكاتبه رحاب ابراهيم حصريه وجديده
في صالة الانتظار بمطار القاهرة نظرت لباسم وقالت
_ ممكن اعمل اتصال من تليفونك اكيد معاك رقم والدة عمر
نظر باسم بشرود قليلا ثم قال وبدأ يشعر بالذنب اتجاه صديق عمره وقال
_ اه معايا انا امبارح مانمتش انتي ما شوفتيش عمر عامل ايه من ساعة ما مشيتي
اعكاها الهاتف وهو يقول ذلك ولكن لم تجيبه هي بل اتصلت بالرقم واجابت فريدة بنبرة هادئة
اجابت ليالي مباشرة
_ حبيت اتصل بيكي النهاردة بالذات في حاجة بسيطة ماحبتش اخبيها عنك اكيد عرفتيني من صوتي ...ليالي
زمت فريدة شفتيها بغيظ وقالت
_ عايزة ايه مش كفاية حالة ابني بسببك ده ما اتكلمش معايا كلمة واحدة من ساعة ما مشيتي وكأنه مخاصمني
تنهدت ليالي بحدة وقالت
_ ما تقلقيش عليه اقلقي على اللي ماټ كل يوم قبل صلاة القيام والفجر كنت بصحى على كابوس ....ابنك هشام على طول بشوفه في اوضة ضلمة مسجون وراه ڼار قايدة بتولع فيه وبيتحايل عليا وهو بيبكي ډم اني اطلعه بس انا مش بوافق وبسيبه وامشي ماحبيتش استخسر فيكي الفرحة دي افرحي اكتر أكتر انتي لسه هتفرحي كتير أووووي واللي ماعرفتش اعمله بوجودي هعمله بغيابي أو حتى بمۏتي .....
_ ماكنش في داعي دي ام بردو
احتدت نظرة ليالي وقالت
_ زي ما وجعتني وذلتني اظن ده شيء بسيط من اللي جاي ربنا مش هسيب حقي وهتشوف
ربتت جميلة على كتفها وقالت
_ انسى اللي فات وبصي للي جاي اللي جاي أهم يا ليالي
_ الله اعلم انا ليا جاي ولا عمري خلاص فات
ضمتها جميلة بقوة وقالت بأعتراض
_ ليكي وليكي كمان بأذن الله وهفكرك
قال حسين الذي كان يرافق شقيقته حتى تدخل طائرتها
_ ربك كبير خليكي مؤمنة
قالت ليالي
_ ونعم بالله
ملقت فريدة في الفراغ لبرهة من الوقت وكأن قلبها توقف بعد ما سمعته ثم اجهشت بالبكاء بقوة وهي تضع يدها على قلبها وتردد اسم ابنها المټوفي وتدعي له بالرحمة مرارا وتكرارا وقد حړقت هذه الكلمات قلبها واوثقت عقلها بالحزن ......
_ لازم تعمل اللي قولتلك عليه
رد باسم بتنهيدة حزينة وشفقة على صديقه وقال
_ رغم أن ده صعب عليا بس لازم انفذه ده وعد
وأن شاء الله ترجعي بالسلامة
غارت عينيها بدموع مؤلمة وقالت
_ ليالي جمال حامد ....ماټت
الحلقة ٥٢....ليالي الوجه الآخر للعاشق
شددت جميلة يدها على يد ليالي بلطف وقالت
_ بأذن الله كل حاجة هتبقى تمام ماتقلقيش
اطرفت ليالي بعينيها واكتفت بهذه الاجابة الصامتة ثم رمت رأسها خلفها على حافة المقعد وكأنها ترمي بفكرها المشتت وتقاذفت آخر بؤر ضعفها بنيران المتها من الفراق .....وإلى ذلك رغما عنها تذكرت يوم لن تنساه مدى العمر مر على هذا اليوم أيام قليلة فائتة حينما غمرها بعالمه الساحر واصبحت زوجته ولا تدري كيف حدث ذلك وأين كان عقلها وهي من ابت الضعف لقلبه ولقلبها .....
وأن كان قلبي يعشق ظالمه فها أنا قد ابتعدت عن درب الفؤاد
وأن حكم علي قلبي بالغربة .... فأني قد غادرت العشق والبلاد
اعلنت قسۏتي وتركته في حداد ....
تاهت في السحابة الثلجية المطلة من النافذة الدائرية بجوارها حتى قالت جميلة مرة أخرى
_ انتي كنتي تقصدي إيه بآخر حاجة قولتيها لأستاذ باسم !!
انا قلبي اتقبض ووجعني لما سمعتك
سقطت دمعة من عين ليالي وقالت بصوت مضطرب وخاڤت من الخۏف
_ لما نوصل نبقى نتكلم يا جميلة انا مش قادرة اتكلم دلوقتي
انصاعت جميلة وازداد قلقها على ليالي الذي يبدو أنها ليست بخير
مرت ساعات بل أكثر والخۏف يرافق خطوات الغربة التي اصبحت تحتويها حتى دبت قدميها أرض العاصمة البريطانية لندن ونظرت حولها بنظرة ضائعة للوجوه الغريبة عن ملامحها وعن ډمها العربي ركضت جميلة إلى زوجها الذي كان بإنتظارهم خارج المطار بسيارة خاصة بالشركة التي يعمل بها وعانقته بمحبة حتى قال بمرح
_ حمد الله على سلامتكوا
اومأت ليالي برأسها إيماءة خفيفة وقالت
_ الله يسلمك
قالت جميلة وهي تنظر لزوجها كريم بحب وقالت
_ لسه زعلان مني يا كيمو
ضيق كريم عينيه بمكر وقال بابتسامة واسعة
_ لأ يا روح كيمو احنا اتصالحنا من زمان ولا هتنكدي عليا هنا كمان
ضحكت جميلة على تعابير وجه زوجها ثم قالت لليالي وهي تشير لها على السيارة
_ يلا يا لولا انا عندي صداع فظيع وعايزة انااااام اسبوع ومحدش يصحيني
دخلت ليالي السيارة مع جميلة وقاد كريم السيارة متوجها لمنزله في
الأحياء الراقية بلندن ...
نظرت ليالي للطريق وشعرت انها تحلم وغمرها شعور اشتياق غاص بأعماقها لوطنها ولزوجها حتى توقفت السيارة أمام مبنى معماري حديث رائع التصميم دلفت من السيارة وتوجهت مع الزوجين إلى الداخل حتى صعدت بواسطة مصعد كهربائي جعل رأسها يدور كالعادة ثم خرجت منه بترنح وكادت أن تسقط ولكن استندت على الحائط حتى دلفت لداخل الشقة الذي فتح بابها كريم وأشار لهم بالدخول
مرور الوقت يصفعه ويلكم قلبه المجروح مرور هذه الايام على بعدها كان كتذوق المر وهو يئن الما منذ ذهبت وبحث عنها كثيرا ولم يجدها وهو يسجن نفسه في غرفته لم يريد مقابلة أحد
وهذا اليوم شعر بشعور غريب أزاح عن قلبه الآمان والأمل بعودتها وكاد الندم على ما فعله بها ېقتله من الحزن ....
بمرور هذا اليوم أيضا لم يزداد هو إلا الما وحزن أما هي ...
استيقظت ليالي في اليوم التالي بعد أن أخذت فترة كبيرة في النوم من شدة أرهاق السفر ومضت فترة بعد وصولها بالآمس مساء إلى الآن في النوم فتحت جفونها لترى وجه جميلة المبتسم بمحبة وإشراقة وهي تقول
_ صباح الخير يا لي لي
اعتدلت ليالي على الفراش واجابتها ببطء
_ صباح النور يا جميلة
اخذت جميلة حاملة خشبية عليها طعام الإفطار وجلست أمام ليالي وقالت
_ قومي فوقي كدا واغسلي وشك ويلا عشان تفطري
نهضت ليالي وجسدها متيبس بعض الشيء ثم توجهت للحمام الخاص بالغرفة وخرجت بعد دقائق وهي تجفف وجهها بمنشفة بيضاء اللون وجلست أمام جميلة وقالت قبل أن تبدأ بالطعام
_ مش عارفة أقولك أيه ولا أشكرك أزاي يا جميلة ربنا بعتك ليا أنتي والاستاذ باسم عشان تساعدوني لولاكي ماكنتش هعرف اسافر ولا أعمل أي شيء بس ده دين في رقبتي وهرده لو كان ليا عمر
اجابت جميلة بتذمر وقالت
_ بطلي بقى يا ليالي تشكريني انا بزعل لما بتقولي كدا وبحس أني غريبة لو معتبراني أختك ماكنتيش هتقولي كدا
شردت ليالي قليلا وقالت بخفوت
_ أختي .....أكيد انتي أختي يا جميلة وإلا ماكنتش وثقت فيكي كدا
قالت جميلة بتساؤل
_ أنتي بعتي الفيديوهات بتاعت أمل مع الاشعة بتاعتك اللي سبتيها مع باسم
اتسعت عين ليالي بذهول وقالت عاتبة
_ لأ طبعا مستحيل اعمل كدا لو ده الاثبات الوحيد على كلامي مش هظهره انا خليت كريمة تدور على موبايل هشام في اوضته لكن ما لقيتهوش ولما دخلت القصر أول يوم كان اول حاجة تيجي في بالي ده شكيت أن عمر محتفظ بيه في اوضته او مكتبه بس اوضته انا دورت فيها لما كان بيخرج ومالقيتهوش ولما قعدت في اوضة الجنينة فضلت مرقباه قبل ما يسافر وهو في المكتب لحد ما خرج ودخلت دورت على التليفون ولقيته عليه كل حاجة ومسحتها ومن كرم ربنا أني لقيت لاب توب عليه صورة هشام يدوبك عرفت افتحه ودورت جواه ولقيت نسخة تانية من الفيديوهات والصور ومسحتها بردو
تنهدت جميلة براحة وقالت
_ الحمد لله انه ماكنش عاملهم كلمة سر ماكنتيش هتعرفي تفتحيهم ابدا
امتزج الڠضب مع السخرية بصوت ليالي حينما اجابت بكره
_ اللي عرفته من كريمة أن هشام ماكنش بيسمح لحد يدخل أوضته أو يفتش فيها فعشان كدا كان بيتعامل بثقة ومحدش هيدور وراه
قالت جميلة بشك
_ يارب مايكونش ليهم نسخ تانية بس انتي كدا عملتي الصح
قالت ليالي بحزن
_ انا مش قلقانة لأن لو في حد معاه نسخ كان ظهر وكمان انا سيبت لعمر الموضوع ده وكتبته في وصيتي
امتعضت جميلة وقالت بضيق
_ مابحبكيش تتكلمي كدا مش عارفة أنتي يأسه اوي كدا ليه في امل كبير يا ليالي وكريم اتكلم مع دكتور معرفة و كبير هنا ومشهور وطمنه هتخفي بأذن الله وهترجعي لبيتك ولجوزك وكفاية أنه بعيد ومش عارف انتي فين ولا حصلك ايه انا مش عارفة انتي بتعذبيه ولا بټعذبي نفسك انا مش مقتنعة انك بتعملي كل ده عشان ټنتقمي منه وبس!! بقلم رحاب إبراهيم
قالت ليالي بقوة
_ مش عايزة اتكلم عنه اكتر من كدا سواء خرجت من العملية عايشة أو مېته فليالي بتاعت زمان ماټت
ربتت جميلة على يدها وقالت
_ هتخرجي بأذن الله وهتعيشي وهترجعي مصر بالسلامة
اجابت ليالي بشكل غامض
_ لما ارجع لنفسي الأول ابقى افكر أرجع مصر انا لو طلعت من العملية بخير مش هرجع ليالي ابدا انا وعدت نفسي بكدا بس ادم وحشني اوووي ياريت كان ينفع يجي معايا انا مش عارفة مصيري ايه
مش عايزة ابهدله معايا عمر هيحافظ عليه اكتر مني ربنا يصبرني على فراقه بعده
بعد عدة أيام أخرى
قد انهت فيها كل الاشعة والتحاليل اللازمة لإجراء العملية الجراحية ..
بداخل غرفة يكسوها اللون الابيض واشعة الشمس تدلف بتمايل من نافذة الغرفة بالمشفى الخاصة شحب لونها من الخۏف وهي ممددة على سرير المرضى ليتم نقلها بغرفة العمليات قالت بنبرة مرتعشة