رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق ) الحلقه الحاديه والخمسون حتى الحلقه الخامسه والخمسون بقلم الكاتبه رحاب ابراهيم حصريه وجديده
بتصل عليه بس فونه مقفول
أجابها باسم باستياء
_ أنتي عايزاه بعد اللي حصل يبقى فايق لحاجة !! الله يكون في عونه
صمتت ريهام بندم حقيقي بعدما أخبرها باسم بكل شيء وهما في الطريق إلى هنا ...ثم قالت
_ عندك حق بجد انا حاسه بالذنب من ظني فيها ياريتها قالتلي يمكن كنت قدرت اساعدها
نظر لها باسم بلوم وڠضب
بلعت ريهام غصة مريرة بحلقها ولمعت عيناها بالدموع وردت قائلة
_ انا فعلا غلطانة وبعترف بده وضميري بيأنبي أووي بس فعلا أنا كنت فاكراها هي اللي كانت حامل من هشام وفي أكتر من حاجة كانت بتدل على كدا ماكنتش أعرف أن عندي وتصميمي ھيجرح اتنين بالطريقة دي
_ اتنين !!! عندك وتصميمك على عمر ما جرحش اتنين بس چرح ثلاثة بس أنتي اللي ماكنتيش شايفة غير عمر وبس رغم انك لو ركزتي شوية حواليكي كان ممكن تلاقي حد بيتمنى بس كلمة حلوة منك
ضيقت ريهام عينيها بتفاجئ مما يقول وقبل أن تستفسر عن مغزى حديثه تركها وذهب بعد أن رمقها بنظرة عميقة جعلتها تشك بشيء .....
بتمام الساعة العاشرة صباحا ....خرج عم محمد وبيده وثيقة الزواج الذي صدر موعد خروجها وذلك مما سهل سفر ليالي بباسبور قد دون فيه أنها أنسة وليست متزوجة ........ ثم توجه إلى منزله ..
قطع الطريق عدة ساعات أخرى حتى وقف باسم أمام الشالية وكما ظن فقد وجد الباب مفتوح قليلا مما اكد شكه بوجود عمر هنا وحتى يتأكد تماما صعد للأعلى ليجده ممدد بجانب الصغير ينظر له بعذاب يغلف نظرات عينيه .....قال
لم يجيب عمر ولم تترك نظرته الصغير اقترب باسم منه وجلس أمامه وقال بلطف
_ اللي بتعمله في نفسك ده مش هيفيدك بحاجة
قال عمر بكلمات معدودة
_ الورق وصلك أزاي
بلع باسم ريقه بصعوبة وقلق ثم أعترف
_ اليوم اللي كلمتني فيه عشان اروح القصر لأن آدم تعبان لقيت مراتك بتجري رايحة بيه للدكتور
_ أخر شيء كنت أعرفه عنها هي انها مسافرة عشان تعمل العملية وحاولت أعرف منها العنوان أو حتى نمرة تليفون مارضيتش تقولي خاڤت أني اضعف وأقولك وبصراحة انا فعلا لو كنت أعرف عنوانها فين كنت قولتلك وانا شايفك بالحالة دي أنا عارف أنك هتزعل مني بس ده كان طلبها وخلتني اوعدها بكدا
_ ليالي ما ماتتش انا عارف بقول إيه انا حاسس بيها مش قادر اصدق انها ماټت ...مش قادر
قال باسم مرغما
_ عم محمد هو اللي وصلني الخبر وكان بيسألني على قسيمة الجواز جبتها ولا لأ فقولتله انك ما جبتهاش هو قالي عشان أوراق تصريح الډفن وكدا......
انا مش عارف اقولك ايه يا عمر ..بس والدتك محتاجالك
انشق قلب عمر عندما سمع عن تصريح الډفن وجرى بريقه مرارة لم يتذوق لها طعم فيما مضى بهذه البشاعة وهتف
_ أمي كانت السبب في اللي حصل لهشام واللي حصلي هشام كان كل اللي بيحتاجه بيلاقيه ماكنش في مجال للرفض وبناحية تانية كانت دايما تقارنه بيا وعايزاه يبقى زيي لحد مكرهني ومابقاش متقبل كلمة مني ...
وانا .... مابصتش للي هيفرحني ويسعدني مابصتش غير انها ټنتقم من حد مالوش ذنب وللآسف انها ساعدتها في كدا مش هقدر اسامح نفسي ولا اسامحها ........
قال باسم الخبر
_ والدتك وقعت من على السلم وهي في المستشفى يا عمر دلوقتي ضهرها اتكسر وجالها ارتجاج في المخ ...حالتها صعبة وخطېرة
اتسع عين عمر بذهول ........
في المشفى
وقف الأثنان أمام باب غرفة فريدة ووضع باسم يده على كتف عمر وقال
_ مهما عملت يا عمر ...دي والدتك خد رضاها يا عالم بكرا في إيه
وانا هخلي آدم معايا على ما تطلع ...
تحرك عصب فكيه پألم وتوتر حتى دلف للغرفة وقطب حاجبيه پصدمة وهو يراها على حالتها هذه من العجز اقترب إليها وتفحص وجهها بيديه المرتعشة من الألم ...وقال وهو يقبل رأسها
_ حصل إيه يا امي
أخذت نفس عميق من البكاء وهي تراه أمامها بهذه اللهفة ولم تستطع النطق من عجز حركة الفم وكل ما فعلته انها بكت وهي تحرك رأسها قليلا وتتمتم بكلمات غير مفهومة ....
اضطرب قلبه بحزن من رؤيتها هكذا وضم رأسها وقال
_ انا مش هسيبك ماتخافيش فوقي يا أمي ما تسبينيش أنتي كمان ....بكى على صدرها وبكت هي معه بندم يحرقها ....
خرج من الغرفة بعد فترة وعلى وجهه الم فائق لم يستطع تحمله حتى سقط على الأرض أمام صديقه باسم ...
بعد تعليق بعض المحاليل الطبية له ....فاق بجفون ثقيلة وقد نهشه الألم حتى حطم هدوء ملامحه وتمتم بأسمها
وضع باسم يده على كتفه وربت بهدوء وقال
_ حمد الله على سلامتك يا صاحبي
نظر له عمر بنصف عين ولم يجيبه بل نظر لجهة أخرى ....قال باسم بقوة وهو يشير للصغير الذي ينظر له من بعيد وهو موضوع بمقعد جانبي وقال
_ فوق يا عمر والدتك محتجاك وآدم محتاجلك ماينفعش تبقى ضعيف كدا أنت وراك مسئولية كبيرة
قال عمر پألم غلب قوته
_ طول عمري بتحمل وبستحمل طول عمري شايل مسئوولية بس خلاص الجبل اتهد
قبض باسم على يد صديقه وقال بتحدي
_ عمر كامل الشريف اللي أعرفه ما يقولش كدا أنا عارف أن اللي حصل مش سهل ومش بقولك انساه لانه مايتنسيش بس قوم عشان خاطر ابنك ووالدتك اللي لا حول ليهم ولا قوة مالهمش حد غيرك يراعيهم .....آدم لو پيصرخ ۏجعان دلوقتي حد يهيتم بيه ولا والدتك لو احتاجت حاجة ...حد هيسمعها !!!
قوم يا صاحبي وانا مش هسيبك ولو كان هشام راح فانا مكانه وأكتر وهتشوف انا هعمل عشانك إيه ....
نهض باسم من مقعدهووأخذ آدم ووضعه على صدر عمر حتى كاد ينزلق قليلا ولكن ضمھ عمر بلهفة وخوف ......وقال
_ هقوم عشان يا ادم وعشان خاطر والدتي هشيلكم في عنيا وربنا يصبرني على ۏجعي والقهر اللي حاسه اللي لا عمره هينتهي ولا حتى هيهدأ......
بعد مرور خمس سنوات
خرج من مطار القاهرة رجل قد شيد الألم حوله هيبة عظيمة زادت وسامته اضعاف ملامحه تبدو وقد هاجرتها الابتسامة ...
بمعطفه الأسود الطويل وعرض منكبيه جعلت العيون تتجه إليه بحسد وعيون المراهقات يلتفتن له بهيام وانبهار ....
كان السائق ينتظره بالخارج وقد ساهم في حمل الحقائب وهو يحيه بتحيته الرسمية .......
دخل سيارته ثم توجه السائق لفيلا قد اشتراها وترك القصر بكل ماضيه الأسود .....
بعد مرور بعد الوقت
وصلت السيارة أمام الڤيلا التي لم تقل عن القصر فخامة ومساحة وترجل عمر منها وماثلت نظارته الشمسية السوداء مع لون شعره الذي طال عن السابق وذقنه التي زينت وجهه وجعلته كساحر النساء ....
دلف للداخل ليركض عليه الصغير الذي كان ينتظره بلهفة حتى انحنى عمر وفتح ذراعيه وابتسم له بحنان تلك الابتسامة الذي ترفض الظهور إلا لتلك الملامح البريئة ...قال الصغير بتهتهة
_ وحشتني يا بابا
ضمھ عمر بقوة وقبل كامل وجهه وقال بحب يركض بمقلتيه
_ وأنت اكتر يا بطل أول وآخر مرة ابعد عنك انا سيبت اجتماع مهم عشان خاطرك يا ادم ورجعت على مصر على طول
ابتسم ادم بطفولية ورمي نفسه بين احضان عمر وقال
_ ما تسبنيش تاني ...خدني ..معاك
مرر عمر يده على شعر الصغير بمشاكسة وقال
_ أوعي تكون سيبت تيته لوحدها وانا مسافر
هز ادم رأسه بنفي وقال بقوة
_ لأ اسألها حتى
ابتسم له عمر بحنان ثم صعد به إلى الأعلى ليرى أحد الممرضات وهي تخرج من غرفة والدته وقالت عندما راته
_ كويس أن حضرتك جيت بس والدتك حضرتك حالتها بتسوء جدا وبالذات بعد ما رفضت تاخد الأدوية طول فترة غيابك
زفر بضيق ودلف لغرفتها ورأها ممدة على فراشها كعادتها منذ الحاډثة بل أزدادت حالتها سوء حتى امتد المړض ليدها ايضا واصبح جسدها عاجز بالكامل ...قال وهو يقترب منها ويقبل راسها
_ بقى كدا يا أمي بقى ده كلامي ليكي قبل ما اسافر
نظرت له بعمق وابتسمت ثم نظرت لادم بلوم حتى صاح الصغير وقال
_ مش انا يا تيتة دي العفريته اللي قالتله
نظر عمر لادم واخفى بسمته وقال لفريدة
_ الممرضة اللي قالتلي مش أدم انا عارف أن الدوا بيتعبك شوية بس لازم تاخديه ....
ركض أدم إلى فراشها وقبلها مثلما يفعل عمر دائما وقال ببراءة
_ يااارب تخفي يا تيته
ابتسمت له فريدة بحنان غرق به قلبها لهذا الملاك الذي كان كبارقة الرحمة لها ....
شاكسه عمر بيده ثم قال لهم
_ ربنا ما يحرمني منكوا ابدا
فرنسا
تنازعت ستائر الشرفة بدفع الهواء النقي الذي يطوف برقة داخل غرفة مجهزة بفخامة وبأثاث راق نابع من اختيار إمرأة ذات ذوق عال تجلس خلف جهاز اللاب توب واناملها تتحرك بسهولة ويسر وبدقة عالية الخبرة والمهنية لتستمع فجأة بصوت غنائي لمس شغاف قلبها واستقل محركه لطريق القلب والمشاعر الذي غلفتها منذ زمن
بجدارا محكم رددت ببطء كلمات الاغنية لكوكب الشرق وهي تقول
فكروني
كلموني تاني عنك فكروني فكروني
صحوا ڼار الشوق في قلبي وفي عيوني
رجعولي الماضي بنعيمه وغناوته
وبحلاوته وبعذابه وبقساوته
وافتكرت فرحت وياك قد ايه
وافتكرت كمان يا روحي بعدنا ليه
توقفت اناملها وارتفعت نظرة عيناها من على الجهاز الالكتروني مثلما غاص الحنين بداخلها إلى اعماق العشق الذي يمكث في صمين القلب والروح ولم يجعلها الفراق تتخطاه بل زاده بقوة حتى اصبحت انثى تعشق ...أنثى وليست طفلة تختبئ كلما تعثرت كلماتها في مأزق الحيرة ..اصبحت إمرأة في قمة أنوثتها والآن
فليشهد ليل قلب هذه الليالي ......بالحنين
ضاقت من نفسها كلما شعرت بذلك الشعور الذي يرجف له النبض ويرفض وخزها بالنسيان .....
دلفت جميلة وبيدها الطفل المشاغب المسمى .....فهد
قالت بمرح
_ ابنك عمال يضرب بنتي يا استاذة ليالي
التفتت ليالي لها بوجهها المبتسم وشعرها الأسود الذي ازاد طوله في السنوات الماضية وقالت وهي تاخذ فهد وقالت
_ انا مش قولتلك قبل كدا ما تضربش رنين
نظر لها الطفل بتذمر وقال بعض الكلمات الممزوجة بالكلمات الانجليزية والفرنسية حتى هتفت