رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق ) الحلقه الحاديه والخمسون حتى الحلقه الخامسه والخمسون بقلم الكاتبه رحاب ابراهيم حصريه وجديده
به ليالي وقالت
_ عررررربي
تملص فهد من يدها وركض للخارج بتذمر واعتراض وقالت جميلة بلوم
_ انتي ظالماه معاكي على فكرة انتي سيبتي لندن وجيتي عيشتي هنا في فرنسا ...دولة تانية ..لغة تانية
وتابعت
_ هترجعي مصر امتى يا ليالي اظن كفاية كدا
نظرت ليالي وقد تبدلت نظرتها من الضعف للقوة وقالت بتحدي
انا تعبت كتير يا جميلة حتى بعد ما خرجت من العملية فضلت سنة بعدها كنت بمۏت من الادوية ولما اكتشفت أني حامل كل الدكاترة حظروني بس إرادة ربنا كانت فوق كل شيء ربنا اداني العوض عن بعد ادم رغم أن كان مستحيل أن الحمل يستمر لكن ربنا ما سابنيش ....
_ انا فخورة بيكي أوووي وباللي حققتيه كفاية أنك بقيتي أهم عنصر في شركة عالمية زي اللي بتشتغلي فيها ودرستي وتعبتي كتير لحد ما حققتي اللي وصلتيله ...بس لازم ترجعي بقى
اشاحت ليالي وجهها وقالت
_ مش دلوقتي تعب السنين اللي فاتت مش هضيعه وآدم انا كل يوم بطمن عليه من كريمة وبتصورهولي فيديو انا مهتمية بيه أكتر من فهد ابني مانسيتهوش لحظة واحدة
_ انا عارفة كل ده ومش بتكلم على ادم انتي لسه بتحبي عمر يمكن أكتر من الاول ولا ناسية قولتيلي إيه يوم العملية !!!
احتدت نظرت ليالي بتمرد وقالت
_ دي كانت ليالي بتاعت زمان مش بتاعت دلوقتي
يعني انتي عايشة في فرنسا ولسه بتحبي النمر الاسود يابنتي انسيه بقى هتشليني
اجابتها جميلة بأعتراض وقالت
_ ما تكدبيش عليا انتي ما بتشوفيش عنيكي بتبقى عاملة أزاي لما بتيجي سيرته اللي انا متأكدة منه أن ليالي هي ليالي ..ماتغيرتش كتير كبرتي كام سنة بس نجحتي في حياتك كمان وبقيتي الايد اليمين لرجل الاعمال العالمي ....مراد غالي
انا بقيت بخاف عليكي من الراجل ده !!
_ الراجل ده اللي پتخافي عليا منه وقف جانبي حسسني أن ابويا ما ماتش ولا ناسية عمل معايا إيه !!
فلاش باك
بعد إجراء العملية بعدة ساعات انتقلت ليالي إلى غرفة خاصة بالمشفى وكادت جميلة وزوجها أن يذهبوا إليها ولكن أرسل لهم الطبيب بالمجيء إلى مكتبه ....
بعد فترة من النقاش خرجت جميلة بلمعة حزينة بعينيها وقالت لزوجها الذي تفاقمت الحيرة على وجهه
ربت كريم على كتفها ثم قال بلطف
_ هتدبر أن شاء الله الحمد لله بس أنها طلعت بالسلامة ده أهم من أي شيء
وافقته جميلة بابتسامة وقالت
_ عندك حق الحمد لله انها عدت على خير والباقي ربنا ييسره
توقف رجل خالط الشيب رأسه في الممر الذي يتحدث فيه الزوجان وقال بابتسامة واسعة
_ مصريين
رمقه كريم بتعجب واجابه بعد دقيقة
_ ايوة في حاجة
انتقل نظر جميلة من وجه زوجها إلى هذا الرجل متوسط الطول ولكن يبدو عليه الثراء الفاحش ...ثم قال الرجل مرة أخرى
_ انا أسف سمعت كلامكم بالخطأ تسمحولي اتكفل بمصاريف المړيضة اللي بتتكلموا عليها انا كنت بتبرع للحالات دي من شوية
توترت نظرة جميلة وهي تنظر لزوجها كريم وسبقته وقالت
_ هو حضرتك مين
أجابها الرجل برسمية
_ انا مراد غالي ...أظن سمعتي عني !
حملقت جميلة لثواني بدهشة ثم قالت
_ تقدر تتكلم مع إدارة المستشفى في الموضوع ده وهي اسمها ليالي جمال حامد ....
ردد مراد اسمها ثم اجابها بهزة بسيطة من رأسه وذهب ....
احتد صوت كريم وهتف بها
_ وانا ماليش لازمة يعني !! بتتصرفي من دماغك
قالت جميلة سريعا حتى يهدأ انفعاله
_ يا حبيبي افهمني تكلفة علاج ليالي أكبر من مقدرتنا بكتير واحنا مكناش حاسبين ده وانا عندي الأهم أن ليالي هتتعالج صح وبعدين احسبها من ناحية تانية مش يمكن ربنا بعتلها حد ابن حلال عشان يساعدها تفتكر لو كنا قصرنا في علاجها وحصلها مضاعفات كان هيبقى احساسنا إيه ! ....
علاجها مش هياخد شهر أو شهرين ده هيطول وهنا كل حاجة غالية ...
صمت كريم بإمتعاض ولم يتحدث .....
دلفت جميلة داخل غرفة ليالي ودنت منها وقبلت رأسها بقوة ثم أخروجها الممرضات للخارج حتى تفيق من المخدر .....
بعد الانتظار لفترة ليست طويلة ...
دخلت جميلة مرة أخرى وتركت كريم بالخارج وضمت ليالي بقوة ثم قالت
_ حمد الله على سلامتك يا لولا طلعتي وهتبقي زي الحصان عشان تبقي تصدقيني بعد كدا
ابتسمت ليالي بوجه شاحب وقالت ببطء وهي مدثرة بالغطاء الأبيض
_ الحمد لله
اضافت جميلة بخبث
_ هكلم عمر وهخليه يجي عايزة الحق اقوله قبل ما باسم يسلمه الوصية
بلعت ليالي ريقها بصعوبة وبمرارة وقالت
_ لأ
صمتت جميلة بضيق من رفضها ........
عادت إلى الواقع وقالت
_ الراجل ده ما اتكفلش بمصاريف علاجي بس ده شغلني في شركته ووقف جانبي لحد ما اتعلمت كل حاجة ولغات كمان سلمني شغله كله واستأمني عليه ....الشقة الغالية اللي انا قاعدة فيها دي الشركة اللي اشترتهالي عشان ابقى جانب الشغل انا مديونة ليه بحاجات كتير أوووي وكفاية أنه وثق فيا وهو ما حاولش حتى يعرف أكتر من أسمي
اقتربت جميلة وقالت بهدوء وهي تنظر لها
_ انا مش بغلط فيه يا ليالي بالعكس انا بحترمه جدا وعارفة أنه السبب في اللي انتي فيه بعد ربنا بس خلاكي ما تفكريش في حاجة غير الشغل نسيتي حتى نفسك
رغم أنك ما نسيتيش عمر لحظة واحدة ماكنش اتفاقنا أن بعد العملية ماترجعيش مصر انتي قولتي أنك هتاخدي آدم وهتبعدي عنه !...
جلست ليالي بالمقعد الذي كانت تجلس عليه أمام جهاز اللاب توب وقالت بحزن
_ ولا انا كنت حسباها كدا بس بعد العملية الأمر ما اختلفش كتير فضلت تعبانة والحمل تعبني أكتر وكنت بتحدى الدكاترة عشان ما انزلوش انتي ناسية أن في دكتور كان هيبلغ عني عشان اصراري أني ما انزلش ابني كنت هرجع واخد آدم بس كنت هبقى في نفس الضعف عمر كان هيرجعني بأي شكل وانا عارفة نفسي كنت هرجع ...
بس كان هيفضل جوايا حاجة بتلومني اني ماخدتش حقي من الناس دي ولا خدت حق ابويا اللي ماټ بعد ما سمع خبر حمل أمل ولا خدت حق أختي كنت هروح وأعيش في بيت ناس هما السبب في خړاب بيتنا ودمارنا كلنا ..انا لما جيت على هنا ماكنتش أعرف أني حامل ولما عمر عرف خبر مۏتي ماكنش ينفع بعدها اظهرله واقوله معلش ضحكت عليك انا لسه عايشة وحامل حتى باسم صاحبه كدبت عليه عشان عارفة ومتأكدة أنه هيجي في وقت وهيقول لعمر أني لسه عايشة ...
قالت جميلة بفيض من الحنان لصديقتها
_ انا كنت معاكي في كل ده وعارفة أن كل شيء كان ڠصب عنك ومش بلومك بس نفسي ترجعي وماتبعديش اب عن ابنه أكتر من كدا عمر ممكن يسامحك دلوقتي لو اكتشف الحقيقة بس لو بعدتي أكتر من كدا صعب انه يسامحك وانتي كمان محتجاله
أعترضت ليالي بإستنكار وقالت
_ كان زمان دلوقتي مابقاش يفرق معايا
نظرت لها جميلة بمكر واجابتها
_ نفسي أشوفك وهو واقف قدامك هتبقي عاملة أزاي
دنت ليالي على الجهاز الالكتروني وتابعت عملها وتغاضت عن حديث جميلة التي خرجت من الغرفة وهي تبتسم وتتمتم ببعض الكلمات
دلف إلى غرفته بالفيلا وخلع عنه معطفه الأسود ثم نظر لصورتها ذات الحجم الكبير التي تتوسط الحائط واقترب لها ببطء وهو يمعن النظر فيها وقال
_ عيد ميلادك قرب يا حبيبتي هتفضلي عايشة بالنسبالي وعمري ما هعتبرك مۏتي ... هتفضلي الانسانة الوحيدة اللي حبيتها وعشقتها البنت الوحيدة اللي خطفتني بنظرة واحدة وقلبي راحلها ومارجعليش لحد دلوقتي ..فات خمس سنين
كل يوم بندم على اللي حصل خمس سنين مروا عليا كأنهم خمسين بقيت واحد تاني غير اللي عرفتيه
غريبة أن الحزن والعڈاب بيعلمنا الصح و الغلط أكتر من السعادة
تنهد بحزن عميق بجوفه ثم استدار ليكمل تبديل ملابسه ....
سمع دقات خفيفة على باب غرفته وتحرك ليفتح الباب ليرى آدم مبتسم ابتسامتة الذي باتت اكسير الحياة بالنسبة لعمر انحني وهو يبادله ابتسامته وقال آدم
_ تعالى العب معايا
ابتسم عمر أكثر وقال بحماس
_ يلا بيناااا
صاح آدم بفرحة وهو يقفز بضحكة عالية .....
استيقظت ريهام بكسل من فراشها لتفتح جفونها على ابتسامة باسم الواسعة وهو يقف وينظر لها بعد أن عاد من العمل ...شاركته الابتسامة وقالت
_ حمد الله على سلامتك يا بسومتي
جلس بجانبها على الفراش ونظر لبنطها المنتفخة من الحمل وقد أقترب موعد الولادة ...وقال
_ الله يسلمك يا روحي انا سيبت عمر في المطار وجيت جري
عاملة إيه دلوقتي
نظرت له ريهام بحب وقالت
_ بقالي اسبوع ما نمتش ولا حتى باكل
نظر لها بابتسامة وقال
_ يعني من ساعة ما سافرت يا قلبي
اجابته بخبث وقصدت استفزازه
_ لأ طبعا عشان ابنك مش مخليني عارفة انام ولا اكل
قطب باسم جبينه بتذمر ونهض ثم قال بغيظ
_ تصدقي الواد ده جدع وتستاهلي اللي يجرالك
خرج من الغرفة وهي تقهقه من الضحك ثم ابتسمت بحب وتذكرت السنوات الماضية وشعرت بوخزة عڼيفة من الحزن لعدم شعورها به تلك السنوات ....عودة بالماضي
بعد ما القى باسم في وجهها كلماته وهي بالمشفى استمرت في حيرتها بعد ذلك بعدة أيام حتى اصطدمت به في الشركة بعد عودتها إلى العمل من عطلة راقبت نظراته لها وبدأت تشك بشيء حتى جمعهم اجتماع إداري في العمل ولاحظت حدته وهي تتحدث مع احد العملاء بلطف ولا تدري لماذا أرادت إثارة غيرته بشدة حتى انتهى الاجتماع وهتف بها بعد أن ذهب الجميع وقال
_ ده مش ميعاد في مطعم بين اتنين مخطوبين ده اجتماع شغل يا بشمهندسة
اخفت ابتسامتها وقالت تستفزه أكثر
_ بصراحة هو حد ذوق جدا واجبرني أني اتعامل معاه بنفس الأسلوب هو أنت مضايق أوووي كدا ليه !
نهض من مقعده ولملم الأوراق من امامه بغيظ ولم يلتفت لها وهو يتحرك للخارج ولكن توقف فجأة واستدار لها پغضب وقال فجأة
_ عايزة تعرفي ليه لأني بحبك ومن زمان بس البعيدة جبلة ومابتحسش
استدار مرة اخرى وخرج من الغرفة وصفق الباب خلفه بحدة فكانت النتيجة قهقهة عالية منها بسبب اسلوبه