رواية الجريئه والۏحش الفصل الخامس عشر بقلم الكاتبه اميره عمار حصريه وجديده
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
محدقة بالشخص الذي أمامه لفترة
يحاول إستيعاب إذا كان هذا الذي يراه حقيقة أم خيال
أما الثاني فكانت نظراته محملة بالشوق لصديق عمره الذي سلبته منه الأيام عنوة
لم يتحدث ولم يصدر عنه أي فعل لم يجبره على محادثته...
أنزل بصره من عليه وعملت قدميه على البعد عنه ولكن أوقفه صوته الذي صدح بالمكان هاتفا بإسمه "مازن"
ثبتت قدميه على الأرضية وعاد ببصره للخلف ينظر إليه منتظرا حديثه الذي أوقفه من أجله
أخذ نفسا عميقا في محاولة منه للثبات ثم أردف بصوت متزن
-إيه اللي جابك يا مازن
إبتسم مازن بسخرية قبل أن يقول وهو يهز رأسه
-يا خسارة يا صاحبي
-إرجع يا مازن من مكان ما جيت فارس لو عرف إنك في مصر مش هيتردد إنه يخلص عليك المرادي
قالها زين بنبرة جامدةيخشى عليه من فارس
رد عليه مازن بلامبالاة قائلا
-مش فارقة كتير يا زين...انا مېت من زمان
ثم أكمل حديثه قائلا بحسرة
-اللي حبيتها راحت مني وصحابي راحو مني وأدي أمي كمان بتروح مني يعني يا صاحبي مېت من زمان قول لصاحبك يتطمن...عرفه إنه دمرني من زمان
هتف زين قائلا بدفاع عن صديقه
-إنت اللي ډمرت نفسك يا مازن محدش دمرك
-أنا مش خاېن يا زين ولا عمري كنت خاېن
لو في حد خان فعلا يبقى هو مش أنا
-الكلام معاك ممنوش فايدة يا مازن
قالها زين ثم إسترسل حديثه قائلا
-ألف سلامة على طنط ربنا يقومهالك بالسلامة
فتح عينيه قليلا حتى يعتاد على الضوء وجدها مستلقية على صدره العاړي وترسم بيدها اليسرى دوائر وهمية عليهمما أخبره
مد يده هو الآخر يضعها بشعرها قائلا
-الساعة كام يا نغم
رفعت رأسها قليلا حتى تراه ثم قالت
-تقريبا سبعة
إعتدل بهدوء ساندا ظهره على الفراش قبل أن يقول
-كويس إني صحيت عندي إجتماع عمل الساعة تمانية...لازم أقوم ألبس دلوقتي
هزت رأسها بالنفي قائلة
-لاء يا فارس عشان خاطري متروحش...مش عاوزة أقعد لوحدي تاني
-ساعة واحد بالظبط وهتلاقيني قدامك يا حبيبي
مد يده يلعب بخصلاتها قائلا بهدوء
-عشان خاطري يا نغم صدقيني ساعة وأجي...عيب أكون مدي حد كلمة ومنفذهاش
رفعت رأسها له مرة أخرى ولكن تلك المرة كانت الدموع تملئ عينينها وهي تقول له
-عاوزاك تقعد معايا
ابعد يده عن خصلاتها ومن ثم مسك وجهها بكفيه قائلا بحنان
ثم إسترسل حديثه قائلا
-عشان متزعليش هاخدك معايا بس صدقيني يا نغم مش هعرف أعمل أكتر من كده
أماءت له برأسها قبل أن تقول
-خلاص ماشي بس بشرط تعزمني على العشا برة
رفع إحدى حاجبيه وقال بإستنكار
-بتشرطي عليا يا نغم
إبتسمت إبتسامة صغيرة قبل أن تهز رأسها له بالإيجاب
إبتسم هو الأخر بشدة
-وأنا موافق
يجلسوا على طاولة مستطيلة الشكل... كل شخص أمامه نسخة من الأوراق يتناقشون
بأفكار مبتكرة وجديدة حتى يزيدون معدلات ربحهم وشهرتهم
ظهر فارس أخيرا بالمكان وهو يمسك بكف نغم
كان يرتدي حلة رمادية اللون أما هي فكانت ترتدي كاردجي من اللون الأزرق ومن أسفل ترتدي بيزك أبيض وفوقهم غطاء شعر باللون الأبيض
تقدم فارس من الطاولة وبمحاذته نغم حتى وقفوا أمامها تماما
سحب فارس إحدى الكراسي وأخبر نغم أن تجلس عليهوسحب المجاور له وجلس عليه هو الآخر
أردف سليم بسخرية غير واضحة
-كنت طول عمري بشيد بمواعيدك يا فارس بس شكلي كده هغير رأيي
ردت عليه چومانة وهي ماتزال ناظرة لفارس
-أكيد حاجة حصلت عطلته يا سليم...مش كده يا فارس
أنهت حديثها وهي تنظر إليه بتساؤل ماكر
أماء لها برأسه دون أن يأخذ معها بالكلام فحمحم أولا ثم قال
-خلونا نبدأ في الشغل على طول
إستمع الجميع له وبالفعل جلسوا أكثر من ساعة يتناقشون على خططهم للمشاريع القادمة... ولكن كان بهم شخص واحد فقط
سلب منه تفكيره وبالطبع هذا الشخص لم يكن سوى "سليم"فهو منذ أن رأها أول مرة ويشعر بأشياء غريبة تتحرك بداخله..وها هي ثاني مرة ولم يختلف حاله كثيرا عن الأولى
أما هي فكانت كل نظراتها موجهه على فارسمبهورة بشخصيته الجذابة وهيبته المفروضة على الجميع بالرغم أن جميهم يظهر عليهم أنهم من نفس طبقته ولكن فارس يختلف بحضوره الآخاذوسيطرته الحازمة بحديثه
لم يخفى عليها نظرات تلك الأفعى ذات الشعر الكستنائي لهتغلي من الداخل فنظراتها مفضوحة للغاية...تتدخل في الحديث قاصدة إجتذاب الكلام معهتنظر بعيناه بقوة عندما تتحدث معه
إنتهى أخيرا الإجتماع عندما توصلوا للحل الأمثلنظر فارس بجانبه وجد نغم تنظر إلى چومانة نظرات شرسة
إبتسم إبتسامة لم تظهر على وجهه ثم ضغط على قدميها بخاصته من أسفل الطاولة حتى تنتبه له وتبعد نظراتها عنها
إلتفتت نغم له لترى ماذا يريدوجدتهم إنتهوا من حديثهم ويملون النادل الآن ما سيتناولونه
نظر الرجل لفارس موجها إليه حديثه وهو يقول
-تحب تطلب إيه يا مستر فارس
قام فارس من مكانه وهو يمسك كف نغم بين يديه حتى تقوم هي الأخرى قائلا
-لاء إعذرني يا كارم أنا هستأذن..لسه عريس جديد بقى
قالها بهدوء وهو ينظر لسليم الذي لم يغفى عن نظراته لنغم
نظر سليم على الأرض بخجل عندما وجهه إليه نظراته وعرف أنه رأه وهو ينظر عليها
صدمت چومانة من جملته الأخيرة وخرج صوتها مبحوح من أثر الصدمة وهي تقول
-إنت إتجوزتها
-اه وإحنا هنا بنقضي شهر العسل
بارك له كل من كان على الطاولة ماعدا چومانة التي نظرت إليها پغضب شديد وغيرة ومن ثم قالت له
-أووه إنت من محبين التعدد يا فارس
شعر إنها النهاية الآن فبماذت يقول أو يرد عليها فهي تعلم بزواجه الأولفها قد وقعت يا فارس ولم يسمى عليك أحد
يتبع