الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية كأنك خلقت لأجلي الفصل الثاني بقلم الكاتبه آلاء حسن حصريه وجديده

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

رواية كأنك خلقت لأجلي الفصل الثاني بقلم الكاتبه آلاء حسن حصريه وجديده 
عرض زواج 
وعلى غير عادتهم كانت مجموعة الطلاب تلك المعروفين بأعمالهم المشاغبة وسوء خلقهم الفج رغما عنهم كان يسيطر عليهم الصمت المطبق وهم يستمعون بإنبهار لتلك المعلمة التي نجحت في جذب انتباههم لما تقوله ...
فأسلوبها الساحر في الإلقاء وصوتها الهادئ الرزين كان كفيلا بأن يسحبهم دون وعي منهم داخل عوالم تلك القصيدة التي كانت تلقيها من الشعر الجاهلي ..

وحين انتهى الوقت المخصص لمادتها قرع الجرس المدرسي بصخب معلنا عن الإنصراف بالتدريج بدأ الطلاب بالتنبه فور أن توجهت المعلمة إلى الخارج وكأنهم كانوا تحت تأثير جلسة مكثفة من التنويم المغناطيسي .. ومن جديد بدأوا أعمال الشغب فيما بينهم والتي ترامت أطرافها إلى أذني المعلمة التي لم تبتعد أكثر من بضع خطوات ....
ابتسمت ليلة بحنو وهي تسمتع إلى ضجيجهم في الوقت نفسه الذي ارتفع فيه صوت هاتفها معلنا عن رسالة واردة .. قامت بفتحها على الفور والتي كانت تنص على 
مرحبا بك في رويال بارتنر .. تم تفعيل عضويتك بنجاح 
زوت ليلة مابين حاجبيها باستغراب فهي لم تفهم المقصود من تلك الرسالة لذا قررت تجاهلها وتوجهت إلى غرفة المعلمين لتوضب أغراضها قبل الذهاب إلى المنزل ...
استقلت سيارتها المتواضعة على عجل ولكن قبل ذلك لمحت تلك الورقة الملصقة على بابها والتي تخص نيابة الأموال العامة ..
زفرت بضيق ونزعتها بقوة قبل أن تبدا في القيادة وتبدأ الذكريات من جديد بالتدفق داخا عقلها ...
ذلك اليوم المشؤوم ...
لم يحترم أحدا حرمة ۏفاة زوجها بل انقضوا عليها دون سابق إنذار كالنسور الجائعة للتحفظ على كل ماتملكه فهاهو منزلها يسلب منها رغما عنها بكل مايحتويه من أثاث وأجهزة حديثة وحتى المتعلقات الشخصية ...
ماإن انتهوا منه حتى توجهوا لجرد محتويات سيارتها والتي كادت تجثو على ركبتيها أمامهم حتى يتركوها فقد كانت هدية أبيها لها قبل ۏفاته ..
لقد نجت السيارة من تحت براثنهم ولكن محتوياتها من أجهزة ثمينة لم تسلم قاموا بمصادرة جميع الأجهزة والعقود بداخلها وحتى عضوية النادي الذي لم يتبق من أثره سوى بضع كرات للغولف احتفظ بها زوجها ...
انهمرت دمعاتها بحړقة والذكريات تستمر بالتدفق فكم بذلت هي من جهود لإعلاء شأن زوجها ولم تكترث للكثير من خذلان قلبها فقط كي يصل هو إلى مبتغاه ...
ذكرتها تلك الكرات بيوم عيد زواجها رغما عن وضعها الكثير من الخطط لذلك اليوم إلا إنها تفاجئت بزوجها يتركها ذاهبا إلى النادي بعدما ارتدى الملابس الخاصة بلعبة الغولف ..
سألته بهدوء 
_ حبيبي على فين 
أجابها وهو يضع الكرات اللازمة داخل سيارته 
_ رؤساء مجلس الإدارة النهاردة كلهم في النادي ولازم أكون موجود هيجتمعوا وهم بيلعبوا الجولف ...
علقت بابتسامة وكأنما حاولت تذكيره 
_ بس النهاردة عيد جوازنا وأنا كنت ...
أجابها مقاطعا وهو يطبع قبلة سريعة على إحدى وجنتيها 
_ حبيبتي تفتكري إنهم لو عرفوا إن عيد جوازنا النهاردة هيلغوا الإجتماع ! أهم حاجة الشغل ... يلا باي أشوفك بليل ...
قال جملته تلك وتركها مهرولا إلى مقعد القيادة والذى استقله ومن ثم انطلق في ثوان ...
حاولت ليلة استجماع قوتها ومسح دمعاتها قبل مغادرة سيارتها في طريقها إلى منزل والدتها والذي أقامت فيه هي وابنتها بعد ۏفاة زوجها ومصادرة منزلها ...
كانت الأم في انتظارها تعد الطعام والذي أوشك على الإنتهاء ...
قبلتها ليلة بامتنان قائلة 
_ ريحة الأكل تفتح النفس .. شكلك عاملة الأكل

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات