الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية كأنك خلقت لأجلي الفصل الثاني بقلم الكاتبه آلاء حسن حصريه وجديده

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

وهي تعبث بشعيراته قائلة بهمس 
_ القانون لايحمي المغفلين يابيبي ...
تركته وتوجهت إلى الخارج بعدما طبعت قبلة طويلة على إحدى وجنتيه وكأنما ماحدث للتو من المفترض ألا يكون له أي تأثير على تلك العلاقة التى تربطهما بينما هو ظل واقفا في منتصف غرفته غير قادر على استيعاب ذلك الفخ الذي أوقعته به ..
بداخل ذلك المطعم الفاخر وحول إحدى الطاولات كان يجلس أساتذة جامعة cgn الخاصة في احتفال خاص لانضمام البروفيسور جواد إليهم بعد عودته من لندن ... 
كانت الدكتورة ميرنا أيضا إحدى الجالسين والتى حاول باقي الأساتذة التقريب بينها وبين البروفيسيور جواد بالرغم من أن كلا الطرفين لم يهتما بالأمر ...
وعلى بعد عدة طاولات منهم كان هناك تجمع آخر لكن لأساتذة تلك المدرسة الثانوية الخاصة والتى انضمت إليها ليلة مؤخرا كان من بينهم بل وأبرزهم صاحب الدعوة مالك المدرسة ومؤسسها الحاج عرفات ..
دار الحديث بين الأساتذة بشكل ودي لكن التزم الحاج بالصمت والمراقبة خاصة لتلك الوافدة الجديدة التى لفتت أنظاره منذ قدومها إلى مدرسته .. 
مر الوقت سريعا وبدأ لفيف الأساتذة في الانسحاب واحدا تلو الآخر بعدما انتهوا من تناول وجباتهم وكذلك ليلة التى كانت على وشك الرحيل هي الأخرى مع إحدى زميلاتها إلا أن الحاج عرفات أوقفها قائلا 
_ محتاج اتكلم معاكي ياأستاذة ليلة لو سمحتي ..
تبادلت ليلة وريفقتها النظرات باستغراب وقالت رفيقتها بهدوء وهي تهم بالرحيل 
_ طيب أنا هستناكي برة ..
إلا أن الحاج عرفات أوقفها قائلا 
_ روحي انتي .. وأنا لما أخلص كلامي معاها هخلي السواق يوصلها ...
ظهرت معالم القلق على وجه ليلة وريفقتها التي لم تجد مفرا من الرحيل بينما الأولى جلست بهدوء وبداخلها فضول لمعرفة ذلك الأمر الخاص الذي يود محادثتها فيه بشكل منفرد ...
كان الحاج عرفات في الثاني والستون من عمره طويل القامة عريض المنكبين أبيض الوجه يشوبه حمرة خفيفة من الوجنتين شعيراته يخالطها الشيب بكثرة إلا إنها لاتظهر بقوة نتيجة شعره الحليق المرتب طوال الوقت ..
كان معظم الوقت عابس الجبين مكفهر الوجه نادرا مايبتسم أو يتبسط في الحديث لذا كان الجميع يهابه ويتجنبه ..
ولكن على عكس تلك الليلة فوجئ الجميع بدعوته لهم في ذلك المطعم الفاخر ولم يعلم أحدهم أن ذلك لم يكن سوى لتجاذب أطراف الحديث مع تلك الوافدة الجديدة لغرض ما في نفسه ...
بدأ الحاج عرفات حديثه بابتسامة على غير عادته وقال 
_ تحبي تشربي إيه ..
أجابته ليلة بأدب 
_ شكرا .. أكلت وشربت كتير ..
تأملها هو لبضع لحظات قبل أن يقول بهدوء 
_ مبسوطة معانا .. في حاجة أو أي حد مضايقك سواء من التلاميذ أو الأساتذة 
هزت ليلة رأسها نافية وقالت  
_ بالعكس المدرسة بكل اللي فيها بقت هي أسرتي التانية ..
وعلى ذكر كلمة الأسرة انتهز الحاج عرفات الفرصة قائلا 
_ صحيح انتي زوجك مټوفي صحيح 
ظهرت معالم الأسى على وجه ليلة والتى هزت رأسها بحزن قائلة 
_ الله يرحمه ..
لم يهتم هو بل أكمل حديثه متسائلا 
_ وعندك بنت !
هزت هي رأسها مرة أخرى قائلة دون أن تنظر إليه 
_ آه مريم في ٢ ثانوي ...
كان صوت الحاج جهورا وهو يقول 
_ ماشاء الله ماشاء الله .. ربنا يخلي ..
ابتسمت ليلة دون أن تتحدث وعم الصمت لبضع لحظات قبل أن يقول هو مقررا الدخول في صلب الموضوع مباشرة 
_ مفكرتيش تتجوزي تاني بعد ۏفاة زوجك !
اتسعت عيني المستمعة بدهشة

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات