الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية كأنك خلقت لأجلي الفصل الثاني بقلم الكاتبه آلاء حسن حصريه وجديده

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

ونظرت إليه باستغراب واضح قبل أن تجيبه باقتضاب 
_ لا ..
رمقها الحاج عرفات بنظرة طويلة متأملة قبل أن يقول 
_ ودي تربية بنات الأصول اللي زيك بس يعني مفكرتيش في مستقبلك انتي وبنتك ! لسه قدامك مصاريف تعليم وجامعة وجهاز وجواز لما يتقدملها صاحب النصيب إن شاء الله .. إزاي هتقدري على كل ده لوحدك !
وانتي من غير راجل يسندك ويساعدك ويشيل عنك ..
ظهرت ملامح الخجل على وجه ليلة والتي قالت بأدب 
_ أديني بحاول بكل طاقتي ونزلت اشتغل في مدرسة خاصة جمب شغلي في الجامعة وإن شاء الله ربنا يقدرني على تربيتها وجوازها ...
ظهرت ملامح الإعجاب أكثر وأكثر على وجه الحاج عرفات لكنه قال وكأنه يثبط من عزيمتها 
_ بس يعني شغلك في الجامعة والمدرسة بيدخلولك كام في الشهر ٦ ولا ٧ آلاف ! 
ودول يعملوا إيه في الزمن ده هيكفوا مصاريف أكل وشرب ولا تعليم ولا لبس ولا عيشة ...
تغيرت ملامح ليلة من كلماته المباشرة وكأنها لامست چرحا بداخلها فقالت بضيق واضح 
_ اسمحلي ياحاج أنا مش فاهمة أنت عاوز تقول إيه 
ابتسم هو ابتسامة واسعة ظهرت فيها اسنانه البيضاء وقال بتودد 
_ أنا راجل بتاع سوق ومليش في اللف والدوران أنا على بلاطة كده عاوز اتكفل بيكي انتي وبنتك ..
زوت ليلة مابين حاجبيها محاولة استيعاب كلماته فلم يخطر ببالها إلا شيء واحد فقط أثار الضيق بداخلها فقالت بعصبية واضحة 
_ إيه اللى انت بتقوله ده حضرتك شايفني محتاجة الصدقة أنا وبنتي عشان تتكفل بينا !
إلا ان الحاج أسرع بتصحيح سوء الفهم ذلك وقال بوضوح أكثر 
_ ماعاذ الله ياأستاذة .. صدقة إيه بس ده انتي ست البنات .. أنا اللي أقصده إني ... إني عاوز اتجوزك على سنة الله ورسوله ...
اتسعت عيني الفتاة أكثر وأكثر ووضعت يدها على فمها تخفي شهقة كادت تفلت من بين شفتيها ودون إنذار ترغرغت عيناها بالدمعات بينما حاولت هي استعادة رباطة جأشها وهدوئها لتقول بأدب أخفت وراءه الكثير والكثير من العواصف والمشاعر المختلطة 
_ أنا قولت لحضرتك إني مش بفكر في الجواز ولايمكن هتجوز بعد جوزي الله يرحمه ...
أجابها الحاج بتصميم 
_ بس مترديش دلوقتي وخدي وقتك وفكري ..
تحركت ليلة من على مقعدها وهبت واثقة وهي تقول 
_ معتقدش إجابتي هتتغير .. بعد إذنك أنا اتأخرت على بنتي ...
تركته وفرت هاربة في ثوان دون حتى أن تستمتع إلى كلماته التي ضاعت في الهواء هباءا وتركت العنان أخيرا لدمعاتها سامحة لها بالانهمار ...
أسرعت في خطواتها نحو الخارج برأس منكسة ورؤية مشوشة وأفكار مختلطة لم تفيق منها سوى عند اصطدامها بأحدهم ..
رفعت رأسها معتذرة بينما الطرف الآخر قال هو الآخر 
_ أنا متأسف جدا ...
لم تنظر إلى وجهه بل تركته مكملة في طريقها بعكسه هو والذي ماإن رآها حتى أدرك هويتها على الفور ونادها من ورائها 
_ ليلة !
استدارت إليه بتساؤل بعدما مسحت دمعاتها وماإن تلاقت نظراتهما تلك المرة حتى قفز إلى ذاكرتها على الفور قائلة 
_ جواد !
تقدم جواد نحوها في نفس الوقت الذي مدت فيه هي يدها نحوه لتبادله السلام متسائلة 
_ رجعت امتى 
أجابها دون تفكير 
_ من شهر ..
ثم أضاف على الفور متسائلا هو الآخر 
_ سمعت إنك اتجوزتي ..
أجابته بابتسامة حزينة 
_ وعندي بنت اسمها مريم ...
حاول هو الابتسام لكنه فشل ولم يستطع سوى أن يقول 
_ اتمنى إنك تكوني
سعيدة في جوازك ..
رفعت ليلة رأسها إليه بشموخ وقالت بكبرياء واضح 
_ أكيد ..
ثم أضافت بعدما نظرت في ساعة يدها 
_ بعد إذنك انا اتأخرت لازم امشى ..
تحركت ليلة بخطوات ثابتة ورأس مرفوعة بعكس ماكانت منذ بضع دقائق وكأنما تحاول إثبات شيء ما لأحدهم بينما ظل هو واقفا من وراءها مسلطا نظراته عليها بحسرة وندم واضحين حتى اختفت عن مرمى بصره تماما .
يتبع

 

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات