رواية غرام_فى_قلب_الصعيد الفصل الاول حتى الفصل الحادي عشر بقلم الكاتب اسماعيل موسي حصريه وجديده
فرغلى
مبقاش غير النسوان فى عيلة عبد الكريم ولا ايه
بقا جايب الحريم تدافع عنك يا عبد الكريم
احنى عبد الكريم رأسه فى خجل وكانت الشرطه ورجال العائلات الأخرى قد تأخرو فى الحضور والعاړ طالهم جميعآ
وكان صقر لازال يركض فى الحقول لا يعرف طريق الأرض ولا سكتها
حتى سمع بعض الأطفال يتصارخون فيه عركه يا عيال فرغلى بيضرب عيال عبد الكريم
ركض صقر بكل سرعته وعندما وصل كان العرق يتصبب من كل جسده
اندفع بسرعه داخل الدائره نحو جده عبد الكريم
دفعه فرغلى بيده فى صدره ابعد بعيد يا جدع انت ملكش دعوه
همس صقر ابعد ازاى دا جدى!!
صړخ فرغلى والله واحلوت انت بقا ابن البندر
همس صقر ايوه انا ابن البندر وتلقى دفعه أخرى من يد فرغلى
رفع صقر رأسه وانا راجل ولا انت مش شايف
لا مش شايف وامشى انجر من هنا متركبناش العاړ ويقولو ضړب ضيف!!
همس عبد الكريم ابعد يا صقر ملكش دعوه
صړخ فرغلى اسمع كلام جدك ياد انت وغور من هنا
رفع صقر العصا لكنه تلقى ضړبة عكاز قويه على ظهره
استدار صقر ناحيت الضربه وامسك الرجل الذى ضربه من عنقه ورفعه عن الأرض ومشى به وهو يتلقى الضربات من كل ناحيه لكنه استمر فى السير حتى القاة وسط الزرع
قلع فرغلى جلبابه وارتفعت صيحات الأطفال فرغلى دخل العركه يا ولاد
وكان صقر ينقل العكاز من يد ليد برشاقه ويضرب اولاد صقر حتى صدت عصاه عصا فرغلى الذى كان يرتدى الصديرى وشعر صدره الأسود منتصب مثل اشواك النخل
صړخ صقر بتتكاترو على راجل كبير فى سن ابهاتكم
وانت بقا إلى هتخدله حقك يا صقر
طيب قابل الحديد يا ولد وضړب صقر بعكازه تلقى صقر العصا بعكازه وانفتحت دائره تشاهد العركه بفضول
فرغلى لم يخسر معركه ابدا ولو كان هناك فتوه لأصبح هو فتوة القريه بلا منازع
عندما صد صقر الضربه اغتاظ فرغلى ووجه عدة ضربات متتاليه تجاه صقر اجبرته على التراجع تحت الضغط
فقد كان يتلاعب بالعصا بكل سهوله كأنه ساحر
تفادى صقر ضړبة قويه من عصا فرغلى ثم قفز حوالى متر وضړب فرغلى ضربه فجأيه بكل قوته تلقاها فرغلى بتعريض عصاه قبل أن تصل رأسه
غرام_فى_قلب_الصعيد
٧
لكن الضړبة كانت قوية بما يكفي لتجعل فرغلي يتراجع خطوة للخلف ورغم أنه نجح في صدها إلا أن ألمها ظهر على وجهه للحظة مما أثار دهشة الجميع
مش كل حاجة تتحل بالعافية ... لكن لو العافية هي لغتكم أنا جاهز أتكلم بيها وكان يتحدث باللهجه الصعيدية
تطايرت نظرات الحشود بين صقر وفرغلي حيث أدرك الجميع أن المشهد قد تغير
لم يعد الأمر مجرد هجوم عشوائي من أولاد صقر بل أصبح اختبارا لهيبتهم أمام هذا الفتى الذي لم يكن أحد يتوقع أن يمتلك هذه الجرأة.
الشاب القاهرى الأبيض الوسيم ذو الملامح البندرية ابن الهانم كما كان يطلق عنه عبد التواب عليه
أطلق فرغلى ابتسامة باردة ونجح فى إخفاء اضطرابه ثم جارى صقر فى كلامه أنت جاي من البندر عشان تعلمني إزاي أتصرف في أرضي
_رد صقر بثقة مش بعلمك حاجة لكن دى مش أرضك
ازدادت همسات الجمهور وأصوات النسوة وكانت سادين ترمق ابن عمها بفخر وهى واقفه بين عصبة النساء التى تجمعت من كل حدب وصوب بينما فرغلي حسم أمره وهاجم صقر بضړبة عڼيفة مستهدفا كتفه
صقر بخفة حركته انحنى إلى الجانب واستدار بسرعة ليضرب فرغلي في ركبته لكن فرغلى قفز برشاقه لا تليق بهيئته المهيبه لكن العراك لا يعرف الهيبه وهناك منتصر واحد فى هذا العراك
والعصا ليست قوه فقط لكن فن وحرفنه وفرغلى ابو الحرفنه
لف فرغلى العصا بين يديه بخفه لفت العصا مثل الاسطوانه
ثم انحنى نصف انحنائه وهمس تعالى يا ولد البندر
اندفع صقر بحماس الشباب وصوب على فرغلى الذى تحرك فى اخر لحظه وصفع صقر على ظهره بخفه
ثم همس بسخريه جرب مره تانيه يا واد ليلى
ولما سمع صقر اسم امه غلى الډم فى عروقه انتفخ وجهه مثل سحلية لانكريس تستعد لاصطياد ناموسه وھجم على فرغلى مسدد عدت ضربات متتاليه يمين وشمال وفرغلى يصد الضربات بحرفنه ويقفز مثل ثعلب ماكر
وعندما لاحظ تعثر قدم صقر اليسرى صوب ضربه قويه نحو ركبته اجبرته على الاهتزاز وقبل ان يدرك ما حدث تلقى ضړبة عصا قويه على كتفه جعلته ېصرخ من الألم
لم يبتسم فرغلى كعادته فى الاعراس والأفراح وبسرعه شديده بادل العصا فى اليد الأخرى وصوب ضربه أخرى على ذراع صقر اليمنى
طار العكاز من يد صقر على الأرض ولم يكن هناك وقت للراحه انقلب صقر على الأرض بلفه دائريه وامسك بالعكاز بيده اليسرى فقد كانت يده اليمنى تتآلم بشده
ھجم فرغلى على صقر الذى كان يعارك بيد وقدم واحده
وساد وجوم حذر بين المتفرجين وارتفعت الحماسه عنان السماء وكانت شمس الشتاء ترقبهم بين غيمات رماديه تعبر مسرعه نحو الجنوب
وصقر يصد ضربات فرغلى العفيه والعرق يتصبب منه وقد نال منه التعب حتى تلقى ضربه طوليه بنصل العكاز فى صدره احدثت كسر فى قفصه الصدرى
كفاية! جاء صوت صارخ عميق وقوي من بعيد جعل الجميع يلتفتون. كان شيخ البلد ورجال العائلات الكبرى قد وصلوا أخيرا
اقترب شيخ البلد بخطوات واثقة وعيناه تتفحصان المشهد. رأى عبد الكريم منهكا على الأرض ونساؤه يبكين بينما فرغلى يستعد للقضاء على صقر بضړبة ممېته
عار عليكم! قال الشيخ بصوت غاضب. دي بلدكم ولا ساحة حرب عاد
في هذه اللحظة ساعد عوض العلاف عبد الكريم على الوقوف بينما صقر تقدم بخطوات ثابتة نحو جده داعما إياه بذراعه السليمه عبد الكريم رغم ضعفه رفع رأسه وقال خلص الكلام يا شيخ البلد ومن النهرده الحقوق هتتاخد بالعافيه وارتفع صياح عيال صقر فرغلى الناجى اصمله عليه
اصمله عليه وانطلقو يحلمون فرغلى فوق اكتافهم ويتفاخرون انه ضړب اولاد عبد الكريم بمفرده
الشيخ هز رأسه باحترام وقال حقكم محفوظ يا عبد الكريم بس بلاش الډم يولع البلد. واللي غلط هيتحاسب قدام الكل.
ابتعدت الحشود ببطء وكل عين تراقب صقر الذي أثبت أنه ليس مجرد ابن البندر بل رجل يحمل إرثا من الكبرياء والشجاعة
وكان فرغلى رغم نصره شارد لبعيد حيث يساعد صقر اعمامه على النهوض ويسند جده عبد الكريم من ذراعه
فى هذه الليله ڼصب صوان امام منازل اولاد صقر وارتفع المزمار والطيب البلدى الذى حضر من قرية بنجا من أجل الاحتفال وارتفع صوت المزمار فى الميكروفون وحضر الكثير من عائلات القريه يمسون ويدعمون اولاد صقر فى فرحتهم
وكان بيت عبد الكريم صامت كأن لهم مېت لم يدفن بعد وارتدت النساء الأسود وعبد التواب ېصرخ داخل الدار وېهشم فى الأثاث ويضرب الحيطه بيده
وسعيد