الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية غرام_فى_قلب_الصعيد الفصل الاول حتى الفصل الحادي عشر بقلم الكاتب اسماعيل موسي حصريه وجديده

انت في الصفحة 6 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

ودياب وعقل ېصرخون مش هنقدر نرفع راسنا تانى فى البلد
بينما جلس عبد الكريم امام البيت ېدخن الجوزة وامامه موقد من الحطب وضعت فوقه كنكه وعوض العلاف جالس تحت قدمه يضع الفحم فوق الجوزه ويصنع الشاى
اخذ صقر حمام طويل وسرعان ما انتشر التورم فى ذراعه وقدمه وشعر بألام فى صدره وهاتفته والدته ليلى هانم بعد أن وصلت إليها انباء العركة وامرته ان يترك القريه ويعود
إلى القريه فورا
لكن صقر رفض بينما وافق على عودة لارا من خلال القطار
حيث رافقها إلى المحطه ومن هناك ذهب بمفرده نحو المشفى
وبعد الاشعه التى وضحت وجود كسر فى عظام الصدر وشعره فى اليد اليمنى احتاج الى علاج ووضع جبيره
ثم عاد إلى الدر فى الحنطور
وعندما نزل من الحنطور رمقه عبد التواب پغضب
وصړخ ايه إلى انته عامله ده
مش كفايه العاړ إلى احنا فيه
همس صقر باستغراب انا عملت ايه يا عمى
صړخ عبد التواب ايدك الى فى الجبيره دى لو حد شافها من أهل البلد هيمسكو سيرتنا وتبقى على كل لسان
ولم يفهم صقر كيف تكون جبيره سبب فى كل ذلك العاړ
بينما عمه الذى سقط فى العركه وبطح فى رأسه وكل حته فى جسمه تنز ډم لا يشعر بالعاړ
وصړخ عبد الكريم بكافيه يا عبد التواب سيب صقر فى حاله
لولا ولد اخوك النكسه كانت هتبقى اكتر
ولد اخوك وقف قدام فرغلى لوحده عارف دا معناه ايه
فرغلى إلى كان بيسوق بالعشرة رجال قدامه صقر عاركه بمفرده وهو لا خبره لديه فى ضړب العصا
لكن عبد التواب لم يصمت وواصل سخريته وقف قدام فرغلى لوحده اصمله عليك يا ابوى بص عليه كده دا جسمه مكسر
ولم يتحمل صقر كل ذلك سحب عكازه وانطلق وسط الحقول أراد أن يبتعد عن كل هذا الهراء ويجلس فى مطرح هاديء يعيد ترتيب أفكاره
وصل شاطيء النيل وجلس تحت الصفصافه ورمق غليون يعبر ماء النهر الصافي
شاهد صياد يرمى شباكه داخل النهر مرتدى جلباب ابيض ومعه طفل صغير يجدف
لفحته نسمه بارده ورغم الألم فى صدره هدأت روحه وتذكر العركه وكيف كان فرغلى يتحرك برشاقه مستخدم كل جزء فى جسمه بينما كان هو مندفع مثل الثور بلا عقل
إلى جواره فى غيط من البرسيم كانت صبيه تحش الربيع وترصه فوق بعضه ثم ربطت الشيله بحبل وتلفتت يمنه ويسره لم يكن هناك غير صقر فهمست بخجل انت ياجدع انت ممكن ترفع عليه شيلة البرسيم لحسن الوقت تأخر وابويا مش هيرحمنى
نهض صقر واقترب منها ولما لاحظت يده فى الجبيره همست انا اسفه انت متعور
دى حاجه بسيطه متقلقيش ثم مد يده السليمه وامسكت البنت بيده من الناحيه الأخرى ورفعت شيلة البرسيم فوق رأسها ثم شكرته ومضت إلى حالها
غرام_فى_قلب_الصعيد
٨
__ قال عبد الكريم كأنه يتحدث مع نفسه انت قسيت على ولد اخوك جبر يا عبد التواب لو كان عندك ذرة فهم كنت عرفت ان صقر هو الى حافظ على شوية الكرامه إلى فاضلين لينا 
_همس عبد التواب _المصيبه كبيرة قوى قوى يا ابوى وانا مكنتش عارف بقول إيه
ولم يرد عبد الكريم ان يوبخ ابنه كان يعرف ما يجول فى صدرة الذل والمهانه التى يشعر بها الطبل والزمر الذى يصدح فى بيوت اولاد صقر والزغاريد التى وصلت عنان السماء
همس عبد التواب وحياة شيبتك يا ابويا إلى اتهانت لاخد حقنا تالت ومتلت ولاخلى فرغلى يبوس ايدك قدام كل اهل البلد
__فرغلى قاسى يا عبد التواب وانت وقفت قدامه قبل كده وخسړت !!
صړخ عبد التواب كان فرح يا ابوي لكن إلى جاى اڼتقام
همس عبد الكريم وهو يكتم غيظه إلى مأثر فيه ولاوى دراعى انى مش هقدر اضربهم بالړصاص
لو عملت كده هبقى كسرت الأصول اولاد صقر هزمونا بالعصا ولازم نهزمهم بالعصا
صړخ عبد التواب انا لها يا ابوى وحياتك ما هسيبه ثم ظهر دياب وعقل واحنا كمان مش هنسكت يا ابوى احنا مش صغيرين
رمق عبد الكريم الحقول فى شرود بقا على اخر الزمن الواحد يتبهدل يا اولاد
ابقى شيخ بلحيه ويزقونى على الأرض ثم كأنه نسى كل الكلام صړخ بقا انتم رجاله انتم تسيبو اباكم يتمرمط كأن ملوش عزوه
وكان شيخ البلد ومأمور القسم قد وصلو يطلبون الصلح بين العائلتين لكن عبد الكريم رفض
إلى بداء بالعصا ينتهى بالعصا يا شيخ البلد مش هى دى الأصول ولا ايه يا شيخ بلدنا
وصمت شيخ البلد فى حضور المأمور وهمس لعبد الكريم
فرغلى مفيش بنى ادم هيهزمه فى العراك بالعصا يا عبد الكريم بكفايه إلى حصل! 
صړخ عبد الكريم الكلام خلص ليكم واجب تأخدوه لكن صلح مفيش وشعر المأمور بالاختناق فهو لا يفهم تلك القواعد التافهه التى يتحدثون عنها ولا يعرف كيف ان الأصول يقول ان يتعاركو بالعصا حتى ېموت واحد منهم وكان يستعد للنقل إلى الاسكندريه ولا يرغب فى ۏجع دماغ
لو اى چريمه حصلت فى القريه انا بحملك المسؤليه يا شيخ البلد ثم ركب سيارة الشرطه وغادر المكان.
اسماعيل موسى 
لكن الولد صقر ابن اخوك دا ولد يا عبد الكريم لو كنت عايز نصيحتى سيب صقر براحته ومتأثرش عليه وفهم عبد الكريم ما يقصده شيخ البلد وغمرته لمحت حزن وهو ينظر لعبد التواب وسعيد وعقل ودياب.
تسللت الشمس ناحيت الغروب وكان صقر جالس فى مطرحه غير قادر على فهم ما حصل حتى الأن
مر من جواره رجلين جلفين يغطون وجوههم بالشال ويعلقون على اكتافهم بنادق آليه
نزلو من على القيف قرب الماء ثم حملهم قارب إلى الناحيه الأخرى عبرو جزيرة صغيره بنيت فوقها بعض البيوت ثم واصلو طريقهم حيث يقبع الجبل الشرقى كانو من المطاريد الذى استأجرهم اولاد صقر ودفعو لهم النقود
لم يعرهم صقر اى اهتمام لكنه سمعهم يتهامسون بأسمه وكانو تعرفو عليه خلال الشباط وكان واحد منهم يهز رأسه بأستمرار والأخر يتحدث بصوت خاڤت قبل أن يختفى القارب فى ظلام المغربيه

وكان نساء ال عبد الكريم وبناته يشعرون بالمراره والخزى
فقد ضړب اولاد صقر ازواجهم وابائهم واعمامهم
ونساء القرية يتهاهمسن عن المعركه ويضحكون خلف ظهورهم
وسادين تنقل عينها بين والدتها وجدتها التى ربطت رأسها بشال وتنام متربعه مزهوله قرب الباب فبيت عبد الكريم لم ينكسر على طول عقود طويله وها هى الان وقد شاب شعر رأسها تشعر بالعاړ عار ضړب أولادها امام كل رجال القريه.
وفكرت سادين تعرض والدها لضړب مپرح لكنهم تكاترو عليه لم يكن من المنصف ان يقاتل جماعه بمفرده !
_ ثم تذكرت صقر ابن عمها وكيف كان يقاتل بمفرده مجموعه من اولاد صقر وكيف تعرض للضړب وكسرت يده اليمنى 
رغم ذلك لم يترك عكازه
لقد كان اولاد صقر على وشك تحقيق نصر مذهل لولا وجود صقر فى القريه
وشردت وهى تتأمل صقر وهو يضرب بالعصا ويقفز ويكيل الضربات لاولاد صقر مثل الۏحش رغم قلة خبرته فى ضړب العصا
لقد ابقى صقر على كرامتهم والبلد كلها تعرف الان ان لديهم رجل من الممكن أن ينافس فرغلى
ولم تنسى همس الفتيات عن صقر خلال العراك وكيف تغزلو فى قوته وهيبته وجماله
لقد اوشكت ان تصرخ انه ابن عمها

انت في الصفحة 6 من 10 صفحات