رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم الفصل الاول حتى الفصل الثاني عشر بقلم الكاتبه فاطمه طه سلطان حصريه وجديده
أن تصعد وتذهب إلى شقة الخالة حسنية والدة دياب...
أستدار نضال فالصوت ليس غريبا أبدا على مسمعه بينما دياب هتف أولا بنبرة قلقة رغم عقله المشحون
-ازيك يا سلمى عاملة إيه!.
ردت سلمى عليه بنبرة هادئة
-الحمدلله أنا جيت علشان أدي الحقنة لبهية وكنت لسه هطلع عندكم أقول لطنط أنها تنزل تقعد معاها شوية لغايت ما تنام علشان أنا اتأخرت...
-ليه هي تعبانة ولا إيه!.
فهمت سلمى ما يريده منها لكنها على أي حال لن تكذب هذا هو حالها بالفعل
-هي فعلا تعبانة شوية وعايزة حد يقعد معاها لغايت ما تنام لأني اتأخرت جدا...
لا تراه أبدا ولا يسمح حتى بخروجها خارج غرفة نومها...
تشعر بالضيق الشديد....
لا يتواجد معها هاتف ولا أي شيء فقط التلفاز المتواجد في غرفتها لا تغلقه حتى في نومها على عكس المعتاد الوقت يمر ببطئ شديد عليها...
حتى الجامعة لا تذهب لها ولا يسمح والدها تحت أي ظرف أن تخرج من المنزل...
دخلت وهي تحمل صينية الطعام ووضعتها على الطاولة متحدثة
-العشاء يا حبيبتي.
ردت ريناد عليها بنبرة منزعجة
-مليش نفس ومش عايزة أكل حاجة أنا خلاص زهقت حاسة إني هتجنن من القعدة في الأوضة..
-معلش يا حبيبتي استحملي شوية بس أكيد هو هيروق وهيقعد يتكلم معاكي وبعدين يعني اللي عملتيه مش شوية...
قالت زينب كلماتها الاخيرة معتمدة على رواية ريناد لها التي أخبرتها بما فعلته وسط بكائها حتى تستحق عقاپ هكذا.....
هتفت ريناد بنبرة مټألمة
-والله العظيم كانت أول مرة أروح مكان زي ده والله أول مرة وأخر مرة ومش هعملها تاني أنا حبيت أجرب حاجة جديدة ومشيت ورا كلام صحابي أننا مش هنخسر حاجة ومش هيحصل حاجة...
-واهو حصل يا ريناد حصل حتى ولو من أول مرة المهم دلوقتي تفكري ازاي تصالحي والدك يا حبيبتي من ساعتها وهو متعصب طول الوقت ومش كويس خالص...
تمتمت ريناد بنبرة منزعجة
-وأنا هعرف منين اصالحه وهو مانعني أخرج من الأوضة ومش طايق يبص في وشي...
-أعذريه أكيد شوية وهيروق يا بنتي هو أكيد كان خاېف عليكي وبيفكر في ألف احتمال واحتمال...
-كلي أنت وكل شيء هيتحل وأنا هحاول اتكلم معاه قبل ما اروح ان شاء الله خير اهم حاجة تكوني عرفتي وأدركتي غلطك يا بنتي..
-عرفته والله مش هكررها تاني..
-خلع إيه يا متخلفة!..
قالت أحلام تلك الكلمات وهي تنهر صديقتها التي تجلس بجوارها على الأريكة بعدما جعلت طفليها يخلدون إلى النوم بعد نومة بكاء مريرة...
تمتمت إيناس بانزعاج شديد
-أمرك عجيب يا أحلام بقالك سنين بتقولي ليا أطلق ولما...
قاطعتها أحلام بنبرة واضحة
-بقول اطلقي وتاخدي كل حقوقك لكن الخلع ده هتعملي فيه جميل وهو نفسه يأخد كل حاجة ما الخلع ده يعني هتتنازلي عن كل حاجة وهو ميستاهلش نسيب له حاجة...
هتفت إيناس ساخرة
-عمرو لو عايز يطلقني كان طلقني من زمان لكن هو مش هيرضى يخسر حاجة وأنا مش هدخل دياب في مشاكل أكتر من كده لولا الظابط ابن الحلال اللي كان هناك وعم زهران عمرو مكنش اتنازل عن المحضر اخويا أهم عندي من أي حاجة وعمرو أصلا استحالة يرجعني بعد اللي حصل ومش هيطلقني برضو.
قاطعتها أحلام وهي تعقد ساعديها بتفكير
-استني اكيد ليها حل اهدي كده أهم حاجة متسبيش للحيوان ده أي حاجة..
في الطابق الثاني...
كان يجلس دياب على المقعد بينما بهية مستلقية على الاريكة وكان نضال واقفا في مكانه قد رحلت سلمى منذ حديثها معهم مخبرة أياهم بأنها قد تأخرت وعليها الرحيل الآن...
تمتمت بهية منزعجة
-ازاي يعني معكش رقمه!.
رد دياب عليها موضحا الامر
-مهوا الحظ بقا أنت موبايلك سلم نمر وأنا موبايلي البوردة بتاعته والشاشة لما اتغيروا كل حاجة اتمسحت بس متقلقيش هتصرف أنا..
تحدثت بهية بانزعاج شديد
-ياريت يا ابني واحشني أوي وأول مرة يغيب كده وقلقانة عليه...
ثم توقفت عن الحديث وأخذت تحرك رأسها متمتمة
-في حد هنا غيرك صح ودخل معاك!..
تمتم دياب بنبرة ساخرة
-اه ده نضال صاحبي شكلها شمت ريحتك يا نضال وغريبة عليها...
ردد نضال كلماته باستنكار
-شمت ريحتي! ما تحسن ملافظك..
هتفت بهية بترحاب
-طب أقعد يا ابني واقف ليه!.
شعر نضال بالقلق وجلس على المقعد وهو يميل على دياب قائلا
-هي بتشوف!.
رد عليه نضال ساخرا
-لا مخاوية..
تحدثت بهية بنبرة غاضبة
-احترم نفسك يا واد سمعاك وبعدين أنا أه مش بشوف بس بسمع كويس وبشم كل حواسي التانية شغالة بشكل أحسن منكم..
وجهت بهية حديثها إلى دياب متمتمة
-وبعدين قولي كنت فين وإيه اللي حصل مع اختك..
أخذ دياب يخبرها بما حدث مما جعلها تشعر بالأسف والحزن الشديد على فتاة في عمر إيناس مرت بهذا كله مما جعل دياب يختم حديثه....
-مرضيناش نقول لماما علشان متجيش مڤزوعة لغايت ما ترجع هي بكرا بقا وتعرف لوحدها معتقدش يعني عمرو أو حد من اهله هيتصل يعرفها حاجة...
ثم حاول تغيير الموضوع متحدثا
-كنت ناسي أن ميعاد الحقنة النهاردة كويس أن سلمى افتكرت لوحدها بنت حلال والله.
تحدث نضال هنا باستغراب
-أول مرة أعرف أن سلمى بتدي حقن يعني أو أنها تعرف بهية أصلا..
رد دياب عليه تحت صمت بهية
-سلامة اللي قالي أحلام ساعات كانت بتيجي بس مبقتش تعرف تيجي لما تكون في المستشفى ومش من النوع اللي تعتمد عليها في مواعيد فلما كنت مسافر أنت وعم زهران العمرة وكنت قاعد مع سلامة على القهوة بتكلم في الموضوع راح قالي وكلمناها ومن ساعتها وهي بتيجي عموما بتزور بهية وبتديها الحقن في مواعيدها..
هتفت بهية بنبرة ساخرة معقبة على حديث دياب
-قول شعر عنها بالمرة وبعدين سيبني أرد هو أنا مفيش فيت لسان يعني أرد على الواد اللي ريحته غريبة ده...
عقب دياب على حديثها متهكما
-يا ابني ما تروح تستحمى قرفتنا بقا..
تمتم نضال ساخرا
-يا حجة بهية والله عماله تشككيني في نفسي أن ريحتي فايحة ولا إيه! أروح أخد دش وأرجعلكم تاني ولا أعمل وإيه!...
تجاهلته بهية ثم وجهت حديثها وهي تحاول التقاط يد دياب متحدثة بحنو
-كلام صاحبك صح يا ابني اطلع كده وريح دماغك شوية وإياك تروح تاني للواد ده الحمدلله أن ربنا سترها استنى امك لما ترجع وساعتها يحلها الحلال لكن متوقعش نفسك في مصېبة...
بدأ يشعر دياب بالاقتناع لرأيهم وشعر باهتزاز هاتفه للمرة التي لا يعرف عددها وكان صاحب الاتصال معروفا وهي خطيبته ليلى الذي لا يمتلك أي مزاج رائق ليخبرها بكل ما حدث..
أخذ القرص الأول من المسكن بعد هبوطه من عند دياب لكن الآن وهو يتواجد في منزله برفقة أبيه لا يظن بأن باقي الشريط قد يسكن ما يفعله أبيه الآن في رأسه...........
غير ضحكات سلامة الغير منطقية مقارنة بما يسمعه والذي تسبب في جنون نضال...
تمتم نضال بنبرة جادة
-بابا هو اللي بتقوله ده بجد ولا بتهزر لأن لو بتهزر علشان افك بعد اليوم الغريب ده فصدقني الموضوع مش مضحك خالص زي ما ابنك مش قادر يبطل ضحك كده...
ترك زهران الارجيلة متحدثا بقوة وهو يؤكد على حديثه مرة أخرى
-يعني أنت تعرف عن أبوك كده! أبوك يا نضال يهزر في أي حاجة إلا الجواز والطلاق ده مفيهمش هزار خط أحمر.
هتف نضال بنبرة ساخرة بعض الشيء
-يعني إيه! بعني أنت خلصت على كل الستات اللي تعرفهم خلاص ومبقاش غير أم خطيبة ابنك!.
تمتم زهران ببساطة شديدة وبدأ سلامة يعتدل في جلسته ويحاول أن يتوقف عن الضحك
-كيفي كده القلب وما يريد يا أخي.
قاطعه نضال بنبرة ساخرة
-قلب إيه وكبدة إيه ده أنت مبقالكش أسبوعين مطلق ده أنت بتخلص الموف أون بسرعة الصاروخ الموف أون اللي عندك يا بابا محتاج يتصدر للشباب ده علشان يعرفوا يكملوا بقية حياتهم ده أنت ملحقتش...
هتف زهران بجدية وهو ينظر له
-أنا بنجز وبخلص بسرعة..
هتف نضال بنبرة هادئة حاول تصنعها فوالده سيفقده عقله
-بابا شوف أي حد غيرها أحسن أنت هوائي وهطلقها بعد فترة زي أي واحدة قبلها وهتعمل مشاكل لابنك فيما بعد وهدخله في حوارات..
رد زهران عليه ببساطة
-ما أنا هتوب على ايديها نويت اتغير فيها إيه دي!.
-يا مثبت العقل والدين يارب...
قالها نضال ثم وجه حديثه إلى سلامة متحدثا
-ما تتكلم وتبطل ضحك..
غمغم سلامة من وسط ضحكاته
-والله مش عارف اقول إيه بس يسرا طيبة أنها تأخد صفة مرات الأب والحماة...
هتف نضال بسخرية
- يا روقانك أنت وأبوك هو أنا الوحيد اللي مش عاجبني الكلام!
تمتم زهران بجدية وهو ينظر له بانتصار
-لا أنت الوحيد اللي مش متربي ومش عايز يقف جنب أبوه..
قاطع سلامة الحديث بنبرة حاول جعلها جادة قدر المستطاع
-أنا مع نضال بصراحة بس مش قادر مضحكش.
عقب زهران پغضب
-ولا ابو شبكة رايحة جاية ده كمان أتربى..
تمتم نضال وهو يسأل والده بنبرة جادة
-طيب هي تعرف! أو لمحت ليها عن حاجة.
رد زهران عليه نافيا
- حد الله لا طبعا أنا مش بلمح ولا بقول حاجة لأي واحدة أنا بقول في وشها مرة واحدة عايز اتجوزك وافقت أهلا وسهلا موافقتش أهلا وسهلا هو أنا لسه عيل صغير هقعد ألمح..
هتف نضال پغضب مكتوم
-طيب عرفت منين أنها عايزة تتجوز أصلا مهي بقالها سنين مطلقة لو كانت عايزة كانت اتجوزت من زمان...
تمتم زهران ببساطة بعدما أمسك خرطوم الارجيلة وسحب نفس منها
-أعتقد أنا عريس مترفضش.
هز نضال راسه بإيجاب وهو يتحدث بسخرية
-طبعا ده مفيش حاجة تخليها ترفض أنها تكون الزوجة الثامنة هي تطول أصلا....
هتف زهران بنبرة غاضبة
-عموما أنا اللي غلطان إني بتكلم مع شوية عيال زيكم وبأخد رأيكم عموما أنا حر في اللي أنا هعمله بيكم ومن غيركم أنا بس حبيت أخد رأيكم وسديتوا نفسي..
تمتم نضال بنبرة صريحة
-لا متقلقش يا بابا أنت نفسك بتتسد عن أي حاجة في الدنيا إلا الجواز..
رد زهران عليه بابتسامة صفراء
-عقبالك يا حبيبي لما نفسك تتفتح على الجواز زي أبوك..
وقبل أن يفتح في چروح ولده تحدث بنبرة جادة تحت نظراته إلى سلامة الذي نهض بسبب اتصال هاتفي من أحد أصدقائه
-أهم حاجة بكرا تجيب ليا الواد دياب أتكلم معاه أنا معرفتش أتكلم معاه لازم يهدى كده وميعملش أي تصرف غبي وميروحش يأخذ حاجة أخته ولا يعمل حاجة لغايت ما الموضوع يهدى وقتها نقعد مع الواد وأهله سواء هترجع أو مش هترجع برضو نروح معاه ونتكلم بالاصول وييطل يشغل دراعه ويشغل دماغه شوية...
في صباح يوم السبت...
تستيقظ بهية مع صوت أذان الفجر لتتوضأ وتقضي فرضها وتظل جالسة لمدة تقوم بقول أذكار الصباح وإذا أرادت النوم مرة أخرى تفعل...
لكن اليوم كانت تشعر بأنه سيأتي رغم أن دياب لم يجد رقمه ولم يتصل به...
تجلس على الأريكة تقوم بسماع القرآن من الراديو كعادتها كل صباح سمعت رنين الجرس فنهضت من مكانها بعدما حركت يدها لتبحث عن عكازها وحينما لمسته استندت عليه ونهضت وهي تحفظ كل شبر في شقتها عن ظهر قلب لذلك ذهبت إلى الباب بسهولة وما أن فتحته تحدثت وكأنها تراه حقا
-محمد...
رد عليها بهدوء متعجبا من أنها تعرفه بسهولة في كل مرة
-أيوة أنا..
رفعت كف يدها التي ترتعش قليلا ك حركة طبيعية لمن هم في عمرها محاولة الوصول إلى وجهه لتضعها عليه وساعدها هو حينما أمسك معصمها..
تحدثت بهية بنبرة عاطفية وهي تحاوط وجهه بكفيها بعدما تركت عكازها يسقط أرضا
-كنت مستنياك يا حبيبي وكنت حاسة أنك هتيجي أنت كويس! طمني عليك يا حبيبي...
تمتم محمد بآسف وهو يحتضنها
-حقك عليا اتأخرت عليكي المرة دي أوي..
-ولا يهمك يا ابني تعالى ندخل جوا مش هنفضل واقفين على الباب...
بعد مرور نصف ساعة تقريبا..
كان محمد يجلس فيها مع بهية خالته شقيقة والدته الراحلة التي كان يأتي معها لزيارة عائلتها بين الحين والاخر ولكن بعد ۏفاتها انقطعت زياراته لفترة لأن والده لم يكن يسمح له أو بمعنى أصح لم يكن الأمر في أولوياته...
وحينما نضج محمد وكبر أصبح يأتي بين الحين والأخر حتى أنه عرض عليها الكثير من المساعدات ولكنها لا تقبل أي شيء هي فقط تريد رؤيته ولا تريد الانتقال من المنزل كما يريد أو أخذ نقود منه هي فقط تقبل الهدايا التي يأتي بها لها على مضض لا أكثر من ذلك...
حتى أنه عرض عليها في وقت من الأوقات أن يأتي ب جليسة لها في المنزل تساعدها نظرا لوضعها وفعل وأرسل لها بدل الواحدة ثلاثة ولكنها لم تتكيف ولم تشعر بالراحة بأن يكن هناك نفس غريب في منزلها ولأن الشخص الكفيف يصعب عليه العيش مع أناس غريبة لأنها لا تقبل أي تغيير أبدا في المنزل هي تحفظ خطواتها منذ سنوات عدة...
ولا تستطيع التكيف مع أي تغيير حتى ولو بسيط ولن تأخذ راحتها لذلك كانت تغلق جميع الأبواب في نظره لمساعدتها...
لذلك اقتصر الأمر لزيارتها في أوقات فراغه وحينما يشعر بالضيق وأن جميع الأماكن لا تناسبه.....
"مالك يا ابني فيك إيه!".
هذا السؤال كررته بهية أكثر من مرة وفي النهاية أخبرها محمد بكل شيء تقريبا وبما فعلته ابنته وجعلته في تلك الحالة وشعور عميق بالذنب يحتله لن ينكر......
فهو يفكر هل أخطأ بحقها!
هل قام بالتقصير معها!
لكنه سعى دوما أن يعوضها عن كل شيء...
عقبت بهية بنبرة هادئة
-مش شرط تكون أنت السبب في اللي هي عملته أنت زي أي حد حب يعوضها عن مۏت امها وينفذ طلباتها ورغباتها ويدلعها بس هي فهمت الدلع ده غلط وبعدين هي صغيرة وطايشة والعيال في السن ده ممكن يعملوا تصرفات غريبة ده وارد عند أي حد بيكون عندهم طاقة عايزين يعملوا كل حاجة ويجربوا كل حاجة جديدة وغريبة....
تمتم محمد بنبرة جادة
-ده مش مبرر للي عملته أنا حابسها في البيت مش عقاپ قد ما هو خوف عليها خوف أنها تعمل حاجة تضر نفسها تقريبا هي بقت متخيلة أن من كتر ما حياتها سهلة يبقى أي حاجة عادي ومش