الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

رواية حروف القلب الفصل الاول بقلم الكاتبه بشړي اياد حصريه وجديده

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

رواية حروف القلب الفصل الاول بقلم الكاتبه بشړي اياد حصريه وجديده 
كانت مايا تجلس على طاولتها المعتادة في ركن المقهى الصغير تحدق في دفاترها المفتوحة أمامها. كانت أصابعها تعبث بالقلم ولكن الأفكار التي عادة ما كانت تتدفق بحرية بدت الآن مقيدة. شعرت كأن الكلمات التي تحاول كتابتها ترفض الظهور كأنها تختبئ خلف ستار من الشكوك التي بدأت تخيم على عقلها منذ فترة.

كان المقهى يعج بالأصوات همسات الناس رنين الأكواب على الطاولات وصوت الموسيقى الهادئة التي كانت تشغل في الخلفية. ومع ذلك كانت مايا في عالمها الخاص غارقة في أفكارها المتشابكة حول روايتها. ماذا لو لم تصل كلماتها إلى الناس ماذا لو لم تجد من يقرأ ما تكتبه بروحها وعمقها
فجأة قاطعت أفكارها صوت مألوف جاء من خلفها.
"مايا وين ضايعة فكرتك طايرة مع الأحلام اليوم!"
التفتت لتجد لينا تقف بجانبها بابتسامة كبيرة تسحب كرسيا وتجلس قبالتها. كانت لينا كما العادة تحمل طاقة إيجابية تجعل المكان ينبض بالحياة.
قالت مايا وهي تبتسم قليلا بتعب
"إيه بس مو كل يوم بيكون في طاقة للحلم."
هزت لينا رأسها وهي ټضرب الطاولة برفق
"ما معك حق. بس بدي قلك إنت اللي عم تسويه شيء كبير! يعني مين غيرك عنده هالشغف بكتبلك هالحكي كل يوم وبتروحي تشكيلي"
نظرت مايا إلى دفاترها وكأنها تفكر بصوت عال
"ما بعرف لينا. مرات بحس كأنو الكلمات اللي عم اكتبها... ما عم توصل متل ما بتخيل. يعني بفكر هل الناس رح يحسوا باللي بحسه هل اللي بكتبه كافي ېلمس قلوبهم"
ابتسمت لينا بحنان وهي تضع يدها على كتف مايا وقالت بثقة
"مايا ما بدك تقللي من قيمة اللي بتكتبيه. إنت بتكتبي من قلبك وهذا أهم شي. الناس بيحسوا بالصدق والكلمات الصادقة دائما بتوصل. المهم إنك تظلي متمسكة بحلمك."
تنهدت مايا بصوت مسموع وهي تداعب حواف الدفتر بيدها ثم همست
"يمكن معك حق. بس أحيانا بحس إنو في شخص لازم يكون موجود يساعدني. حدا يفهمني يفهم شو يعني تحققي حلمك بعد كل هالوقت."
نظرت إليها لينا بتمعن ثم قالت وهي تحرك يدها وكأنها تكشف سرا
"وهالحدا موجود. يمكن يكون أقرب مما بتتصوري."
رفعت مايا حاجبيها بفضول
"مين يعني"
ضحكت لينا وهي تلتفت لتتجنب نظرات مايا المباشرة
"ما بدي أحرق المفاجآت. بس خليني أقولك أحيانا الشخص اللي بيدعمك بيكون موجود طول الوقت وأنتي ما بتنتبهي."
صمتت مايا للحظة غارقة في أفكار جديدة. كانت كلمات لينا تحمل شيئا من الغموض ولكن في الوقت ذاته أثارت فضولها.
نظرت مايا إلى لينا بتركيز أكبر محاولة قراءة ما وراء كلماتها. شعرت أن هناك شيئا ما لم تقله صديقتها بعد فسألتها بتوتر
"لينا إذا عندك شي بدك تخبريني إياه خبريني هلق. ما بحب الألغاز."
ابتسمت لينا وهي تميل برأسها وكأنها تتجنب المواجهة المباشرة
"مايا الموضوع مو سر بس أحيانا الحل بيكون قدام

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات