الإثنين 23 ديسمبر 2024

رواية حروف القلب الفصل الاول بقلم الكاتبه بشړي اياد حصريه وجديده

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

عيونك وإنت اللي ما عم تشوفيه."
رفعت مايا حاجبيها باستغراب وهي تعيد ترتيب دفاترها أمامها لتشغل نفسها بينما تسأل
"شو قصدك"
تنهدت لينا بعمق ثم وضعت يديها على الطاولة مستعدة لأن تكون أكثر وضوحا
"قصدت إنو إنت اللي عم تدوري عليه... يمكن مو شخص خارجي أبدا. يعني هالشي اللي عم تطلبي إنو حدا يدعمك ويفهمك... يمكن لازم يكون منك أول شي."
نظرت مايا إلى لينا باندهاش ثم أرجعت نظرها إلى دفاترها المفتوحة وكأنها تحاول استيعاب كلامها
"يمكن إنت على حق. يمكن أنا اللي لازم أؤمن بقدراتي قبل ما أتوقع من أي حدا تاني يعمل هالشي."
رأت لينا التأثير الذي أحدثته كلماتها على مايا فابتسمت بفخر وأردفت بصوت هادئ
"تماما مايا. إنت الكاتبة إنت اللي عندك القدرة تبني عوالم من خيالك. ليش دايما بتحتاجي تأكيد من برا"
حدقت مايا عبر نافذة المقهى حيث بدأت الشمس تغيب ببطء تاركة خلفها ظلالا طويلة. كان صوت السيارات وضجيج الشارع باهتا في خلفية أفكارها وكأن العالم الخارجي توقف لوهلة لتفكر
"كل شي بدي إياه هو إنو هالرواية توصل... ما بدي إني أكون بس اسم على غلاف كتاب بدي الناس تقرا وتفهم مشاعري... بدي كل كلمة كتبتها تحكي قصة قلب."
ابتسمت لينا بفهم وهي تهز رأسها بتأييد وأردفت بصوت دافئ مليء بالتفاؤل
"ورح توصل. الناس رح يحسوا بكل حرف كتبتيه. بس المهم تظلي متمسكة بحلمك وتؤمني فيه أولا."
شعرت مايا بثقل كلمات لينا وهي تهز رأسها ببطء ثم قالت بنبرة هادئة مليئة بالتأمل
"بعرف بس مرات الحلم بيكون ثقيل. بتسألي حالك إذا كان فعلا يستاهل كل التعب."
ردت لينا بحزم وهي تميل بجسدها للأمام لتلتقط انتباه مايا بشكل كامل
"طبعا يستاهل! كل شيء بحياتنا بيجي بصعوبة بس لما تحققيه بتلاقي إنو كل لحظة تعب كانت تستاهل."
رفعت مايا نظرها نحو لينا محاولة أن تستمد بعضا من قوتها ثم سألت بجدية
"وإنت إنت شو اللي بدك تحققيه"
ابتسمت لينا ابتسامة غامضة وكأنها تخفي الكثير وراءها وقالت بصوت مملوء بالتفاؤل
"أنا عندي أحلامي الخاصة بس بفضل أشوف الناس اللي بحبهم عم يحققوا أحلامهم أولا. هيك بحس إنو عم أحقق شي أكبر."
نظرت مايا إلى لينا بدهشة متأثرة بكلماتها التي دائما تحمل حكمة وتجعلها تعيد التفكير في الأمور ثم همست بابتسامة صغيرة
"إنت فعلا أكتر شخص بيعطيني قوة."
ضحكت لينا بخفة وهي تهز رأسها
"هلق انتبهي! ما بدي أسمع منك شي غير إنك رح تكتبي وتخلصي هالرواية بدون أي تردد."
ضحكت مايا بدورها وقالت بحماس جديد
"رح أكتب ورح خلي كل كلمة تكون أقوى من اللي قبلها."
رفعت لينا كوب القهوة أمامها وكأنها تقدم نخبا وقالت بابتسامة كبيرة
"إيه هيك بدي ياكي! نخب الكاتبة الكبيرة اللي رح تصير قريبا."
ضحكت مايا وهي ترفع كوبها أيضا وقالت بنبرة مفعمة بالتحدي
"نخب الأحلام اللي ما بتنتهي."
في دار النشر الهادئة كانت الساعات

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات