رواية عندما يلتقي الطين بالصلصال البارت الثالث بقلم فهد محمود حصريه وجديده
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
رواية عندما يلتقي الطين بالصلصال البارت الثالث بقلم فهد محمود حصريه وجديده
مع حلول الليل وهدوء المدينة جلست ياسمين على كرسي بجوار نافذة شقتها الصغيرة تحدق في أضواء الشوارع المتلألئة. على الرغم من الفوضى التي شهدتها في الساحة اليوم كانت لا تزال تحاول استيعاب تجربتها الأولى في المدينة الكبرى. كان داخلها خليط من الإثارة والخۏف المدينة هذه تحمل فرصا ولكنها أيضا مليئة بالمفاجآت غير المتوقعة.
فجأة رن هاتفها. لم تكن تتوقع اتصالا في هذا الوقت المتأخر. نظرت إلى الشاشة لتجد رقما مجهولا. ترددت قليلا قبل أن ترد.
ياسمين بحذر وهي تجيب "ألو مين معايا"
الصوت الغامض على الطرف الآخر بهدوء "مساء الخير يا ياسمين أنا خالد افتكرتيني"
ياسمين بصوت مرتبك "آه طبعا افتكرتك. في حاجة"
خالد بنبرة جادة "عايزك تيجي بكرة عندي المكتب. عندي عرض ليكي ما ينفعش يتفوت."
في اليوم التالي وقفت ياسمين أمام مبنى الشركة الذي يعمل فيه خالد. كانت متوترة ولكن الفضول دفعها للتقدم. عند دخولها المكتب كان خالد جالسا خلف مكتبه يرتب بعض الأوراق.
جلست ياسمين أمامه وهي تشعر ببرودة في أطرافها لم تكن تعرف السبب ولكن هناك شيء في هذا اللقاء لم يكن يبدو طبيعيا.
ياسمين بهدوء وحذر "إيه العرض اللي حضرتك عايز تكلمني عنه"
بينما كان خالد يستعد للحديث سمع صوت طرق قوي على الباب ودخل رجل في الأربعينات يرتدي بدلة رسمية داكنة. وقف بجانب خالد ونظر إلى ياسمين بنظرة حادة.
ارتبكت ياسمين لم تتوقع أن يكون هناك تحقيق حول الأحداث التي شهدتها.
ياسمين بتوتر وهي تنظر إلى خالد "بس أنا كنت مجرد مشاهد ما أعرفش إيه اللي حصل بالظبط."
حسام بنظرة غير مبالية "الموضوع مش متعلق بيكي شخصيا بس إحنا عايزين نفهم كل تفاصيل اللي شوفتيه. الناس دي مش بتهزر."
خالد بصوت منخفض ومشوب بالجدية "ياسمين لازم تعرفي إن اللي حصل في الساحة مش كان مجرد شغب عادي. فيه حاجة أكبر بتحصل واللي حصل مبارح كان رسالة."
شعرت ياسمين بارتباك أكبر.
ياسمين بتردد "رسالة رسالة لمين"
خالد بنظرة حادة "فيه ناس عايزة تستفيد من الفن والمدينة دي بقت مسرح لألعاب خطېرة. لازم تقرري يا إما تبقي جزء من اللعبة يا إما تخرجي منها من غير خسائر."
خرجت ياسمين من المكتب وعقلها يغلي بالأسئلة. كل شيء بدا أكثر تعقيدا مما توقعت. الآن المدينة