رواية عندما يلتقي الطين بالصلصال البارت الاول بقلم فهد محمود حصريه وجديده
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
رواية عندما يلتقي الطين بالصلصال البارت الاول بقلم فهد محمود حصريه وجديده
كانت الشمس قد بدأت تغرب على البلدة الصغيرة التي نشأت فيها ياسمين ممسكة بيدها بعض الأدوات الصغيرة التي تستخدمها في نحت الرمل. جلست أمام البحر الذي كانت أمواجه المتهادية تعكس أشعة الشمس الأخيرة. كان المكان بالنسبة لها أشبه بملاذ هادئ تخرج فيه كل ما يدور في عقلها من أفكار.
نظرت ياسمين إلى منحوتتها الرملية التي كانت قد بدأت تتلاشى بفعل الرياح وابتسمت ابتسامة حزينة.
آه يا سلمى زي ما انتي شايفة مفيش حاجة بتفضل كله بيروح مع أول نسمة هوا.
جلست سلمى بجوارها وهي تحاول فهم السبب وراء إصرار ياسمين على هذا النوع من الفن الذي لم يكن يدوم.
نظرت ياسمين إلى سلمى وهي تبتسم بإصرار.
الفن مش بس حاجة تعيش يا سلمى الفن رسالة إحساس مش مهم يعيش قد إيه المهم إن اللحظة اللي بيتشاف فيها يبقى كل حاجة واضحة. يعني الحياة نفسها مش دائمة إزاي يبقى الفن دايم
طيب وناوية تفضلي هنا يعني البلدة الصغيرة دي مش بتدعم الفنون اللي زي اللي انتي بتعمليه. مفيش معارض ولا في ناس بتفهم الشغل ده.
أشاحت ياسمين بوجهها نحو البحر مرة أخرى تتأمل الأمواج وكأنها تبحث عن إجابة.
فكرت كتير في الموضوع ده يمكن يكون الوقت إني أسيب البلدة وأروح المدينة الكبيرة. سمعت إن هناك فيه معارض وأماكن ممكن تقدر اللي بعمله.
المدينة ده قرار كبير وانتي هنا متعوده على الناس والهدوء. هناك الدنيا هتبقى زحمة وصعبة. إزاي هتتعاملين مع كل ده
ابتسمت ياسمين بثقة مفاجئة.
مش هخاف مش هي دي أول مرة أواجه تحدي. من وأنا صغيرة وكنت بواجه اعتراضات على اللي بعمله. حتى بابا الله يرحمه كان شايف إني بضيع وقتي في الشغل ده. لكن دلوقتي... مش هسيب حلمي.
طيب... إنتي متأكدة مش خاېفة من الفشل قالت سلمى بنبرة مليئة بالقلق.
هزت ياسمين رأسها بإصرار.
الفشل كل تجربة هي خطوة أقرب للنجاح. ولو مكنتش هقدر أثبت نفسي في مكان واحد هحاول في مكان تاني. الأهم إني مش هقف.
ربنا يوفقك يا ياسمين بس إياك تخسري نفسك وسط المدينة الكبيرة دي.
ابتسمت ياسمين بخفة.
ما تخافيش علي. المدينة مش هتغيرني أنا