رواية عندما يلتقي الطين بالصلصال البارت الاول بقلم فهد محمود حصريه وجديده
اللي هقدر أغير فيها.
في هذه اللحظة كانت السماء قد بدأت تظلم والبحر أصبح أكثر هدوءا. نظرت ياسمين إلى الأفق وهي تتخيل حياتها القادمة في المدينة. كانت تعلم أن الطريق لن يكون سهلا لكن شغفها وحبها لفنها كانا دائما دافعا لها للاستمرار.
خلاص هسافر قريب. هبدأ حياة جديدة وهنحت التاريخ بتاعي زي ما بنحت كل منحوتة حتى لو كانت لحظية.
طب يعني انتي قررتي خلاص مش هترجعي في كلامك
هزت ياسمين رأسها بحزم.
خلاص قررت. أول ما أقدر أخلص شوية حاجات هنا هبدأ في تجهيز سفري.
تنهدت سلمى وهي تحاول التخفيف من حدة الموقف.
طيب لو احتجتي أي حاجة أنا موجودة. بس بلاش تنسينا في المدينة الكبيرة دي فاهمة
ابتسمت ياسمين.
ازاي أنساكي انتي أكتر حد دعمني طول حياتي. وصدقيني مفيش حاجة هتبعدني عن اللي بحبه. المدينة مش هتنسيني مين أنا.
طب هتوحشيني. بجد البلدة من غيرك مش هتبقى زي ما هي.
ضحكت ياسمين بخفة وهي تمسك بيد سلمى.
إيه ده! مش كده يا سلمى! ده انتي اللي هتوحشيني أكتر. وكل ما الدنيا تزنق عليا هناك هبقى أفتكر البحر ده وجلساتنا هنا.
أخذت سلمى نفسا عميقا وكأنها تحاول أن تسيطر على مشاعرها.
ردت ياسمين بصوت هادئ.
ده مش معناه إني مش هحتاجلك. دايما انتي جنب قلبي مهما كنتي بعيدة.
في تلك اللحظة كان البحر قد بدأ يهدأ تماما وكأن الطبيعة كانت تعلن نهاية اليوم وبداية لشيء جديد. وقفت ياسمين وبدأت تجمع أدواتها بهدوء.
قالت سلمى بابتسامة حزينة.
هزت ياسمين رأسها.
آه يمكن تكون آخر جلسة بس مش هتكون آخر ذكرى. كل لحظة هنا كانت بداية لحاجة أكبر. وحسافر وأنا شايلة كل ده معايا.
وقفت سلمى بجوارها وهي تراقب الأمواج.
انتي شجاعة بجد يا ياسمين. يا رب تحققي كل اللي بتحلمي بيه.
ابتسمت ياسمين بثقة وهي تنظر إلى الأمام وكأنها ترى المستقبل بوضوح.
انتهت الجلسة لكن داخل ياسمين كانت هناك بداية جديدة تتشكل.
كانت ياسمين تسير في الطريق الترابي المؤدي إلى منزلها تتأمل الأشجار المتناثرة على جانبي الطريق وكأنها تودع كل زاوية في البلدة. السماء بدأت تظلم والرياح الخفيفة تهز أوراق الشجر برفق. فجأة سمعت صوتا مألوفا يناديها من بعيد.
توقفت ياسمين والتفتت إليه مبتسمة.
إيه يا عماد إيه اللي خلاك تجري ورايا كده
اقترب منها عماد وهو يمسح عرقه.
سمعت إنك هتسيبي البلدة وتسافري ده الكلام صح
ابتسمت ياسمين بهدوء.
أيوه غالبا هسافر قريب.
نظر إليها عماد بدهشة ثم قال بحزن.
مش مصدق إنك فعلا