الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

رواية عندما يلتقي الطين بالصلصال البارت الاول بقلم فهد محمود حصريه وجديده

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

هتسيبينا... انتي من الناس اللي وجودها هنا ليه معنى.
ضحكت ياسمين بخفة وهي تحاول أن تهدئ من قلقه.
يا عماد البلدة مش هتتغير كتير بعدي. وأنا مش هروح في مكان بعيد أوي. لسه هنفضل نتواصل.
أخذ عماد نفسا عميقا وهو يحاول أن يخفي حزنه.
عارف إنك لازم تروحي عشان تحققي حلمك بس كان نفسي تفضلي هنا وسطنا. هتوحشينا.
وضعت ياسمين يدها على كتف عماد بلطف.
اللي بيننا مش هيتغير يا عماد. وأنا أكيد هفضل أرجع أزوركم من وقت للتاني. يعني مش هختفي للأبد.
بينما كانوا يتحدثون مرت سيارة صغيرة على الطريق الترابي وكان يقودها أبو خالد الرجل الكبير في السن الذي يملك المزرعة القريبة. توقف بجانبهم ونزل من السيارة بابتسامة دافئة.
يا بنتي سمعت إنك ناوية تسيبي البلدة. ده صحيح قال أبو خالد بصوت هادئ.
أومأت ياسمين برأسها.
أيوه يا عم أبو خالد. خلاص قررت أسافر للمدينة الكبيرة.
أبو خالد هز رأسه بتفهم.
قرار كبير بس أنا متأكد إنك هتنجحي. دايما كنتي شاطرة وفنانة بمعنى الكلمة. خليكي واثقة في اللي بتعمليه.
ابتسمت ياسمين وهي تشعر بالدعم من جميع من حولها.
شكرا يا عم أبو خالد. إن شاء الله هحاول أرفع راسكم.
بينما استمرت ياسمين في السير كانت تسمع أصوات الناس من البيوت القريبة كلهم يعرفون عن قرارها. بعضهم كان يشجعها والبعض الآخر كان يشعر بالحزن لفراقها. لكنها كانت متأكدة من قرارها رغم كل المخاۏف والقلق الذي قد يواجهها.
وصلت إلى باب بيتها وكان الهواء باردا الآن. فتحت الباب ودخلت لتجد والدتها جالسة في غرفة المعيشة تطرز بقطعة قماش قديمة.
اتأخرتي يا ياسمين كنت فين سألتها والدتها دون أن ترفع عينيها عن التطريز.
ابتسمت ياسمين وهي تخلع حذاءها وتقترب من والدتها.
كنت مع سلمى شوية وبعدين قابلت عماد وعم أبو خالد في الطريق.
نظرت الأم إلى ابنتها بنظرة ملؤها الحنان.
كلهم عارفين إنك هتسافري. أنا برضه عارفة إن القرار ده صعب عليكي لكن إنتي قوية وهتقدري تتغلبي على أي حاجة.
جلست ياسمين بجوار والدتها وشعرت بيدها الدافئة وهي تمسك بيدها.
ماما أنا عارفة إن السفر هيكون تحدي بس أنا لازم أخوضه. ده الحلم اللي أنا عايشة عشانه.
هزت والدتها رأسها بتفهم.
أيوه يا حبيبتي وأنا معاك. أهم حاجة إنك تفضلي قوية وما تسيبيش أي حاجة توقفك.
تنهدت ياسمين وهي تشعر بمزيج من الحماس والخۏف.
إن شاء الله يا ماما. هعمل كل اللي أقدر عليه.
في تلك اللحظة كانت ياسمين تدرك أن قرارها بالسفر لم يكن مجرد مغامرة لتحقيق حلمها الفني بل كان أيضا رحلة لتكتشف ذاتها وتثبت لنفسها أنها قادرة على مواجهة العالم الكبير خارج حدود البلدة الصغيرة.
كانت ياسمين تتجول في غرفتها تلك الليلة عيناها تتنقل بين أشيائها القديمة من تماثيل صغيرة نحتتها منذ سنوات إلى صور معلقة على الجدران تحمل ذكريات طفولتها. كان كل شيء في الغرفة يروي

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات