الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

رواية عندما يلتقي الطين بالصلصال البارت الثالث بقلم فهد محمود حصريه وجديده

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

لا تفهمه.
ياسمين بصوت متوتر ومحاولة للاحتفاظ بهدوئها "إنت مين وعايز مني إيه"
الرجل بابتسامة باردة وثقة غامضة "أنا مجرد وسيط جاي أوصل رسالة. مش كل اللي بتشوفيه قدامك هو الحقيقة. اللي ورا الكواليس أكبر من كده بكتير."
تسلل الخۏف إلى قلبها. تحاول أن تجد كلمات ترد بها عليه لكنها تشعر بأن كل شيء ينهار من حولها.
ياسمين تحاول استجماع شجاعتها "أنا مش فاهمة حاجة بس اللي عارفاه كويس إني مش هسكت ولا هخاف. لو حد بيحاول يهددني فده مش هينفع."
الرجل ببرود وهو يقف مغادرا الطاولة "الوقت كفيل يوضح لك كل حاجة. بس خلي بالك فيه عيون كتير بترقبك."
تراقبه وهو يغادر المقهى لم تستطع الحركة لدقائق. يدها كانت ترتجف وهي تلتقط فنجان القهوة وتحاول أن تهدئ نفسها. الوضع يتطور بشكل سريع وغير متوقع ولم تعد تعرف إلى من تلجأ.
في هذه اللحظة دخلت فتاة إلى المقهى بدت أنها في منتصف العشرينات وبدون تردد توجهت إلى طاولة ياسمين.
الفتاة بلهفة وهي تقترب منها "إنت ياسمين"
رفعت ياسمين رأسها لترى الفتاة واقفة أمامها علامات القلق واضحة على وجهها.
ياسمين بنبرة دفاعية "أيوه أنا مين حضرتك"
الفتاة بصوت متسرع "أنا سارة بشتغل في المعرض اللي كلمتي خالد عنه. لازم أقولك حاجة مهمة فيه حاجة غلط بتحصل حوالين المعرض ولازم تبقي حذرة."
تراجع القلق لياسمين إلى الخلف للحظة حل محله فضول وخوف أكبر.
ياسمين بتوتر وهي تميل نحو سارة "إيه اللي بتقولي ده هو في إيه"
سارة بصوت منخفض وهي تنظر حولها بحذر "أنا مش عارفة التفاصيل كلها بس فيه حاجة مش سليمة في الطريقة اللي بيتعامل بيها خالد والناس اللي معاه. فيه حاجة أكبر بتحصل في الكواليس مش مجرد معرض فن."
شعرت ياسمين بأن الأمور بدأت تأخذ منعطفا أكثر خطۏرة ولم تعد تعرف من تثق به. نظرت حولها وهي تتساءل إذا كان كل هذا مجرد تخيلات أم أن هناك مؤامرة حقيقية تحاك ضدها.
ياسمين بصوت حائر ومحاولة لفهم الموقف "طب أعمل إيه أبدأ منين"
سارة بجدية وهي تحاول أن تهدئها "أول حاجة ابعدي عن خالد لحد ما تتأكدي من اللي بيحصل. وأنا هحاول أجيب معلومات أكتر وأبقى على تواصل معاكي."
غادرت سارة المقهى بسرعة تاركة ياسمين وحدها تواجه دوامة من التساؤلات والمخاۏف.
جلست ياسمين بمفردها على الطاولة تمسكت بكوب القهوة بيديها وكأنها تحاول أن تجد فيه شيئا من الدفء أو الطمأنينة.
ياسمين تحدث نفسها بصوت منخفض "إيه اللي دخلني في الموضوع ده أنا جايه هنا عشان الفن والحياة الجديدة مش عشان مؤامرات وغموض."
تنهدت بعمق لكنها شعرت بأنها محاصرة. كانت بحاجة إلى فعل شيء ولكنها لم تعرف من أين تبدأ. فجأة رن هاتفها المحمول.
ياسمين ترد بصوت متردد "ألو"
على الطرف الآخر جاء صوت مألوف.
عماد بصوت هادئ لكن يحمل قلقا "مساء الخير يا آنسة

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات