رواية عندما يلتقي الطين بالصلصال البارت الثالث بقلم فهد محمود حصريه وجديده
لم تعد مجرد مكان للعمل أو الفن أصبحت ساحة معركة خفية والمواجهة كانت أقرب مما تخيلت.
غادرت ياسمين المكتب وهي تشعر بتيار من القلق يكتسحها أفكارها تتصارع. كانت تمشي بخطوات متسارعة نحو الشارع تحاول استيعاب كل ما قيل لها للتو.
ياسمين تحدث نفسها بصوت خاڤت "أنا إيه اللي دخلني في كل ده فن إيه ورسالة إيه دي مجرد مدينة جديدة... ولا أنا غلطانة"
ياسمين تلتقط الهاتف بتوتر "ألو مين"
الصوت الغريب ببرود وثقة "مساء الخير يا ياسمين. سمعت إنك كنت في اجتماع مع خالد النهارده."
تجمدت ياسمين في مكانها. من الذي يتابع خطواتها وكيف يعرف تفاصيل يومها
ياسمين پغضب وقلق "إنت مين وعايز إيه"
أغلقت ياسمين الهاتف بسرعة قلبها ينبض بسرعة غير معتادة. تشعر بأنها محاصرة في شبكة من الغموض ولم تعد تعرف من تثق به. مشت بسرعة باتجاه المقهى الذي عادة ما تزوره لتهدئة أعصابها.
ياسمين تتحدث إلى النادل وهي تحاول إخفاء توترها "قهوة سادة لو سمحت."
بينما تنتظر القهوة كانت عيناها تتنقلان بين الوجوه في المقهى. حاولت استجماع أفكارها لكن كل شيء كان غير واضح. رن هاتفها مجددا هذه المرة كان الرقم لعماد حارس المبنى.
تجمدت ياسمين في مكانها. من هؤلاء الناس الذين يسألون عنها
ياسمين بقلق "إيه الناس دي عماد حد قالك اسمهم"
عماد بصوت هادئ لكن حذر "مش قالوا اسم بس واضح إنهم ناس من النوع اللي مش بتقابليه كل يوم. خلي بالك."
وضعت ياسمين الهاتف ببطء وهي تشعر بأن العالم من حولها يتقلص. الموقف يتعقد بسرعة شديدة وهي لا تعرف إن كان بإمكانها أن تثق بأحد.
الرجل بصوت منخفض مليء بالغموض "ياسمين المدينة دي أكبر من مجرد معارض فن. كنتي فاكرة إنك جايه تعملي فن زائل الحقيقة إن اللي بتعمليه هو اللي ممكن يخليكي تزول."
اتسعت عينا ياسمين پصدمة.
تراجعت ياسمين قليلا في مقعدها تشعر بضغط هائل في صدرها. من هو هذا الرجل ولماذا يتحدث معها بهذا الغموض شعرت بأن العالم يضيق من حولها وأنها تتورط في شيء