الإثنين 23 ديسمبر 2024

رواية حروف القلب الفصل الاول بقلم الكاتبه بشړي اياد حصريه وجديده

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

تمر ببطء. كريم جلس على مكتبه يتفحص الملفات التي كانت تتراكم أمامه. لم يكن اليوم مختلفا عن غيره لكنه شعر بشيء من الملل. رفع رأسه ونظر إلى أحمد الذي كان يمر بسرعة خارج المكتب.
كريم بصوت مملوء بالروتين
"أحمد شو في جديد اليوم حاسس كل الملفات صارت متشابهة."
أحمد وهو يقترب من المكتب ويضع ملفا جديدا على الطاولة
"جبتلك شي مختلف اليوم. هاي رواية جديدة بس أنا شخصيا حسيت فيها لمسة فنية. الكاتب عنده قدرة يوصل مشاعره بطريقة غير تقليدية."
كريم بتنهيدة خفيفة وهو يفتح الملف ويبدأ في تصفحه
"يعني معقول ألاقي فيها شي جديد الفترة الماضية كل الروايات عم تتشابه. وين التفرد وين الشخصيات اللي عنجد بتمسك القارئ من أول صفحة"
أحمد بابتسامة واثقة وهو يجلس على الكرسي المقابل
"بعتقد هالمرة في أمل. هاي الرواية عندها نكهة مختلفة. الكاتب عاش كل حرف كتبوه. صراحته وجرأته في الكتابة رح تلمسك."
رفع كريم عينيه من الورق بعد أن قرأ بضع جمل ثم قال بهدوء وتحفظ
"رح أعطيها فرصة. بس بتعرفني إذا ما حسيت بشي جديد من أول ثلاثين صفحة رح أرجعلك الملف."
أحمد بنبرة مرحة وهو ينهض من الكرسي
"هاي الصفقة دايما. بس متأكد إنك ما رح ترجع الملف اليوم."
بينما كان كريم منهمكا في العمل كان زياد يمر في ممرات دار النشر وهو يشعر بشيء من القلق. كان هناك توتر داخلي يسيطر عليه في الأيام الأخيرة خاصة مع الشعور المتزايد بأن شيئا ما كان يتغير في محيطه. توقف فجأة أمام مكتب لينا التي كانت تعمل كمحررة في نفس المكان.
زياد بصوت متردد وهو يقترب من المكتب
"لينا فيني أحكي معك شوي"
رفعت لينا رأسها عن جهاز الكمبيوتر ونظرت إليه بنظرة فضولية ثم أشارت له بالجلوس
"طبعا زياد شو صاير شكلك مو مرتاح."
زياد بعد أن جلس ونظر إلى الأرض للحظة قبل أن يتحدث
"حاسس إنو في شي غلط. عم حس إنو في منافسة كبيرة هالفترة وكأنه كل حدا عم يحاول ياخد مكاني. إنتي كيف شايفة الأمور"
لينا بابتسامة لطيفة وهي تحاول تهدئته
"المنافسة جزء من شغلنا يا زياد. ما في كاتب بيقدر يكون على القمة بدون منافسة. بس الأهم إنك تركز على شغلك وعلى تحسين كتاباتك."
زياد بنبرة أقل توترا
"يمكن إنت عندك حق بس أحيانا بحس إنو في ناس عم يتآمروا ورا ظهري. خصوصا مع هالحكي اللي عم ينقال عن كاتب جديد."
لينا وهي تقف لتقف بجانب النافذة وتنظر إلى الخارج
"كل كاتب جديد بيكون عنده فرصته بس هالشي ما بيقلل من قيمة شغلك. إنت من أفضل الكتاب هون وبدك تضل واثق بموهبتك."
زياد وهو يهمس وكأنه يتحدث مع نفسه
"إن شاء الله يكون كلامك صح بس حاسس إنو هالمرة الوضع مختلف."
في نفس الوقت كانت مايا جالسة في غرفتها تكتب بسعادة غامرة. بين الحين والآخر كانت

تنظر إلى كلماتها وتشعر بأنها تعبر عن روحها الحقيقية.
بتبع.......

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات