الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

رواية عندما يلتقي الطين بالصلصال البارت السادس بقلم فهد محمود حصريه وجديده

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

في المجال اللي بحبه.
مرت الأيام بسرعة وبدأت ياسمين تتعامل مع الشركة الجديدة. كان مشروعها الأول مع الشركة عبارة عن تصميم مجسم فني لمعرض عالمي. شعرت أن هذه كانت فرصتها لتثبت موهبتها على نطاق أوسع.
في تلك الأثناء كان عماد يعمل على مشروع هندسي ضخم يخص بناء جسر في المدينة. العمل كان يسير بوتيرة سريعة لكنه كان قادرا على إدارة الفريق وتوزيع المهام بفعالية.
عماد وهو يتحدث لفريقه في موقع العمل الشغل هنا لازم يكون دقيق كل حاجة محسوبة. لو في أي مشكلة لازم تبلغوني فورا.
بينما كانت الحياة المهنية لكل منهما تتقدم كانت ياسمين وعماد يتواصلان بانتظام يتشاركان إنجازاتهم وتحدياتهم.
في مساء أحد الأيام كانت ياسمين تجلس في المقهى المعتاد بعد يوم طويل من العمل. بينما كانت ترتشف قهوتها دخل عماد وجلس بجوارها.
عماد بابتسامة إيه الأخبار سمعت إنك عملتي شغل كبير في المعرض.
ياسمين وهي تبتسم بتواضع الحمد لله كان شغل متعب بس النتيجة تستاهل. الشركة مبسوطة جدا.
عماد بإعجاب مبسوط ليكي دايما عارفة تطلعي أحسن ما فيكي.
ياسمين وهي تنظر إلى عماد بتفكر وأنت كمان يا عماد مش هقولك إنك متميز في شغلك دي حاجة معروفة.
بينما تحدثا عن أعمالهم أدركا أن الحياة بدأت تأخذ مسارا أكثر استقرارا. على الرغم من كل ما مروا به إلا أن العودة للعمل والتركيز على مستقبلهم المهني كان هو السبيل للتقدم.
عماد وهو ينظر إلى ياسمين بجدية مهم إننا نفضل نتحرك قدام. الخطړ مش هيختفي لكن حياتنا لازم تستمر.
ياسمين بابتسامة هادئة بالضبط. اللي فات مش هينسينا إننا عندنا مستقبل نعيشه.
بعد مرور فترة من الاستقرار في حياتهما المهنية بدأ كل من عماد وياسمين يشعران بأن حياتهما تحمل رمزية أعمق تتعلق بعملهما وفنونهما. كان عماد بصفته مهندسا دائما يرى الأشياء من منظور البناء الصلب والتخطيط الدقيق بينما كانت ياسمين ترى الأمور من خلال مرونة وحرية الفن والتصميم بالصلصال.
في يوم مشمس دعا عماد ياسمين إلى زيارة موقع العمل الذي كان مشغولا فيه حيث يتم بناء جسر ضخم على أحد الأنهار. عندما وصلت ياسمين نظرت إلى البناء الواسع وشعرت بأن هناك تشابها بين العمل الهندسي الذي يقوم به عماد وبين فنها.
ياسمين بتفكر وهي تتحدث مع نفسها زي ما الطين بيمثل الأساس الصلصال كمان بياخد الشكل اللي بتديه ليه. الاتنين بيكملوا بعض.
عماد بابتسامة وهو يشير نحو الجسر شايفة ده البناء ده زي حياتنا. لازم نحط أساس قوي عشان نقدر نبني أي حاجة فوقه. زيه زي الطين اللي بنحطه تحت أي بناية.
ياسمين وهي تشاهد العمال يعملون بجد صحيح... بس في نفس الوقت لازم يكون عندك مرونة في البناء زي ما الصلصال بيتشكل بأفكار الفنان. التوازن بين الاتنين هو اللي بيخلق شيء مميز.
عماد بجدية وهو يفكر في كلامها صح
الفكرة في إننا نوحد قوة الطين بثباته مع مرونة الصلصال. زي العلاقة بين الهندسة والفن. كل واحد فيهم بيعزز التاني.
في هذه اللحظة شعرت ياسمين أن هناك تشابها عميقا بين عملهما المشترك وأن علاقتهما ربما تكون كذلك. مثلما يلتقي الطين بالصلصال لتكوين شيء فريد فإنهما أيضا رغم اختلاف توجهاتهما وأساليبهما يمكن أن يتكاملا.
في الأيام التي تلت بدأت ياسمين تستخدم هذه الفكرة في تصميماتها الفنية. كانت تدخل عناصر صلبة وثابتة مع مرونة الصلصال لتجسيد مفهوم التعاون بين الصلابة والمرونة. في نفس الوقت كان عماد يبدأ في التفكير بشكل مختلف في تصميماته الهندسية مضيفا لمسة فنية وبسيطة مستوحاة من أفكار ياسمين.
في أحد الأيام بينما كانت ياسمين تعمل في ورشتها زارها عماد.
عماد وهو يتفحص أحد تصميماتها حسيت إن في شغل جديد هنا التصميم ده فيه شيء مختلف.
ياسمين بابتسامة وهي تشير إلى القطعة ده مستوحى من فكرتنا... لما الطين يقابل الصلصال.
عماد بلهجة متفكرة فعلا العلاقة بين الصلابة والمرونة ممكن تعمل حاجات عظيمة. زي البناء اللي بيبقى ثابت لكنه بيتكيف مع الظروف.
ياسمين وهي تتفحصه بنظرة عميقة يمكن كمان ده بيعبر عننا إحنا... رغم اختلافاتنا بس نقدر نخلق شيء أكبر مع بعض.
أثناء حديثهما أدركا أن أفكارهما كانت تتطور على مستوى أعمق. علاقتهما لم تعد مجرد علاقة عمل أو صداقة بل أصبحت انعكاسا لفكرة أوسع حول التوازن والتكامل بين الثبات والمرونة البناء والفن الطين والصلصال.
عماد وهو ينظر إلى ياسمين بجدية أنا شايف إننا مش بس بنتعلم من شغلنا إحنا كمان بنتعلم من بعض. وده اللي بيميز العلاقة دي.
ياسمين بابتسامة خفيفة صح الحياة مش مجرد بناء أو فن... هي توازن بين الاثنين.
ومع مرور الأيام بدأت ياسمين تتلقى المزيد من العروض للعمل من شركات تصميم كبرى. كما أن عماد أكمل مشروع الجسر بنجاح لكنهما كانا يشعران أن هناك شيئا أكبر ينتظرهما.
يتبع..

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات