رواية عندما يلتقي الطين بالصلصال البارت الثامن بقلم فهد محمود حصريه وجديده
من إحدى الجلسات الطويلة للعمل جلس ليث وياسمين في مقهى قريب.
ليث وهو ينظر في فنجان القهوة "عارفة المشروع ده علمني حاجة. أحيانا الناس بتظن إن الطين والصلصال مجرد مواد لكن في الحقيقة هما تعبير عن العلاقات الإنسانية. زي ما بنشكل الطين بنشكل علاقاتنا."
ياسمين بابتسامة دافئة "إنت فعلا شايف الأمور بطريقة فنية. يمكن فعلا علاقاتنا زي الطين والصلصال محتاجين نعرف إزاي نوزن بين القوة والمرونة."
اقتربت النهاية مع اجتماع ضخم لعرض المشروع على المستثمرين. حضر الجميع وكان القلق والترقب يسيطر على الأجواء. ياسمين وليث كانا يقفان جنبا إلى جنب يشعران بأن جهودهما تؤتي ثمارها.
عماد وهو يخاطب الحضور "ما تشوفوه اليوم هو نتاج عمل شاق وطويل. مشروع يجمع بين الفن والهندسة بين الإبداع والبناء. أشكر كل من شارك في تحقيق هذا الحلم."
ابتسمت ياسمين وهي تشعر بأن كل شيء بدأ يستقر.
ياسمين بابتسامة خفيفة "بداية جديدة بس مش بس في الشغل. حاسه إن حياتي كلها بتتغير."
ليث وهو ينظر لها بنظرة جدية "عارفة من أول ما اشتغلنا مع بعض كنت شايف إن فيه حاجة خاصة بينا. مش مجرد شغل أو مشروع."
ياسمين وهي تخفض عينيها خجلا "يمكن يكون ده اللي خلاني أستمر بكل طاقتي. كنت دايما حاسة إنك جنبي مش بس كشريك في العمل."
ياسمين وهي تنظر نحو ليث "كان مشروع صعب بس الحمد لله نجحنا فيه."
ليث مبتسما "والنجاح ده مستحيل كان يحصل من غيرك. كل تفصيلة في المشروع بتعبر عن لمستك الخاصة."
بينما كان الفريق يحتفل بنجاح المشروع في قاعة العرض شعرت ياسمين بحاجة للابتعاد قليلا عن الضجيج لتستوعب كل ما حدث. خرجت إلى الشرفة لتأخذ نفسا عميقا ولتترك أفكارها تتجول.
ياسمين وهي تنظر إلى السماء "لا بالعكس. بس كنت محتاجة لحظة أفكر فيها بكل اللي حصل. المشروع النجاح الحياة. كله بقى كتير فجأة."
ليث وهو ينظر نحو المدينة "كلنا بنمر بلحظات زي دي بس اللي بيفرق هو الناس اللي جنبك وقتها."
ياسمين وهي تلتفت نحوه "وإنت كنت جنبي طول الطريق. يمكن أكتر حد دعمني من غير ما أقول حاجة."
كانت تلك اللحظة مليئة بالمشاعر