الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

رواية عندما يلتقي الطين بالصلصال البارت الثامن بقلم فهد محمود حصريه وجديده

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

غير المعلنة. شعرت ياسمين أن هذه اللحظة قد تكون نقطة تحول في علاقتهما ليس فقط كشريكين في العمل ولكن كشخصين يتقاسمان طموحات وآمالا مشتركة.
ياسمين بابتسامة هادئة "شكرا يا ليث. مش عارفة كنت هقدر أعمل كل ده من غيرك."
ليث وهو ينظر إليها بصدق "وأنا كمان. من غيرك المشروع كان هيبقى مجرد فكرة. إنتي اللي خليتيه حي."
بينما كانت الأضواء تلمع في المدينة من بعيد عادت ياسمين وليث إلى الداخل حيث كانت الاحتفالات مستمرة. شعرت ياسمين بأن هذه الليلة كانت بداية لشيء أكبر ليس فقط في حياتها المهنية ولكن في حياتها الشخصية أيضا.
وفي نهاية الحفل اجتمع الفريق بأكمله لالتقاط صورة تذكارية. شعرت ياسمين بأن هذه اللحظة بكل ما تحمل من نجاحات كانت تجسيدا لرحلتها الطويلة مع ليث وكيف أصبح الطين والصلصال أكثر من مجرد مواد للعمل بل رمزا لتلاحم أرواحهما.
ياسمين وهي تلتفت نحو ليث وتهمس "يمكن يكون ده فعلا... عندما يلتقي الطين بالصلصال."
ياسمين وهي تجلس في مقعدها بعد الحفل "ما كنتش متخيلة إن اللحظة دي هتحصل. كل تعبنا أخيرا بيظهر للناس."
سارة وهي تجلس بجانبها بابتسامة حانية "كان مشروع ضخم بس إنتي اللي خليتيه ينجح. بصراحة مشفتش حد عنده إصرار زيك."
ياسمين بتواضع "النجاح كان بفضل الفريق كل واحد فينا أضاف حاجة مميزة."
عماد وهو يدخل الغرفة مبتسما "والآن مستعدين للاحتفال كلنا نستحق لحظة للاسترخاء بعد كل اللي مرينا بيه."
ليث وهو ينظر إلى ياسمين بعيون مشرقة "أنا أوافق إحنا مش بس أنجزنا مشروع إحنا صنعنا تاريخ."
سارة بضحكة صغيرة "أظن إننا محتاجين نتكلم مع ليث عن التواضع."
في الخارج كانت الأجواء مليئة بالبهجة والفرح بينما اجتمع الفريق على طاولة صغيرة في مقهى مجاور للاحتفال بإنجازهم. كانت الأحاديث تدور حول المشروع لكن الأحاديث الشخصية كانت تتسلل في خضم الحماس.
ياسمين وهي تنظر حولها "أحس إن حياتي أخيرا ماشية في الطريق الصح. بفضل وجودكم."
عماد وهو يرفع كأسه "للمستقبل ولكل ما نقدر نحققه مع بعض."
في لحظة هدوء خرجت ياسمين من المقهى قليلا لتستنشق الهواء النقي. كان ليث يراقبها من الداخل ثم خرج ليلحق بها.
ليث بنبرة هادئة "بتفكري في إيه"
ياسمين وهي تنظر إلى السماء "في اللي جاي. مش عارفة إذا كنا هنقدر نكمل بنفس النجاح بس حاسة إن فيه حاجة كبيرة في انتظارنا."
ليث بابتسامة خفيفة "المشروع اللي جاية هيكون أصعب وأكبر بس معاك واثق إننا هنقدر."
ياسمين وهي تلتفت نحوه "ليه كل مرة بتكون جنبي بتدي إحساس إن كل حاجة هتبقى تمام"
ليث وهو يقف بجانبها "لأننا مع بعض. وده كفاية."
ياسمين شعرت بشيء مختلف هذه المرة نظرة ليث كانت مليئة بالمعاني التي لم تلاحظها من قبل. ربما كانت هذه اللحظة بداية لشيء أعمق. لكنها قررت ألا تستعجل الأمور.
مرت الأسابيع وبدأ المشروع الجديد يتشكل شيئا فشيئا.

كان يجمع بين تصميمات ياسمين المميزة ورؤية ليث الهندسية وكان العمل يسير بتناسق رائع.
سارة وهي تتفحص أحد التصاميم "ده أحسن حاجة عملناها لحد دلوقتي. الناس هتعشق المشروع ده."
عماد وهو يقلب الأوراق بين يديه "كل حاجة بتبقى أحسن لما الفريق ده بيشتغل مع بعض."
في تلك اللحظات كان ليث وياسمين يتبادلان الأفكار حول تطوير المشروع وأثناء إحدى الاجتماعات لاحظ الجميع كيف كان التوافق بينهما في الأفكار.
ليث وهو يتحدث بحماس "لو دمجنا تصميم الطين مع تفاصيل الصلصال هنقدر نعمل حاجة ماحدش شافها قبل كده."
ياسمين مبتسمة "بالضبط! دي الفكرة اللي كنت بدور عليها حاجة تجمع القوة بالمرونة."
مرت الأيام سريعا وكان المشروع الجديد يحظى باهتمام كبير في السوق. تلقت ياسمين عرضا ضخما من شركة تصميم عالمية لتعاون مستقبلي.
عماد بنبرة مليئة بالفخر "شوفتي الناس ابتدت تلاحظ مجهودك ومواهبك."
ياسمين بامتنان "ده بفضلكم كنتوا دايما سندي."
في اليوم الأخير من العمل على المشروع انتهت ياسمين من آخر لمساتها على التصميم. وقف ليث بجانبها يتفحص التفاصيل النهائية.
ليث وهو ينظر إلى التصميم النهائي بإعجاب "كل حاجة مثالية زي ما اتخيلتها."
ياسمين بابتسامة "وأنا كنت محتاجة دعمك عشان أوصل للنتيجة دي."
ليث وهو ينظر إليها بجدية "هفضل دايما جنبك مهما كانت التحديات اللي قدامنا."
بينما كانت الشمس تغيب عن الأفق شعرت ياسمين أن لحظات النجاح تلك لم تكن فقط عن المشروع بل كانت عن الرحلة التي خاضوها معا. كان هناك إحساس قوي بأن ما جمع بينهما كان أكبر من مجرد العمل وأن المستقبل قد يحمل شيئا مميزا لهما.
يتبع..

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات