الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم شارع خطاب الفصل الرابع عشر بقلم fatma_taha_sultan حصريه

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز


في أحدى المطاعم بالقرب من الجامعة كانت تجلس ريناد مع صديقتها وخطيبها الذي يكن صديق إلى ريناد أيضا 
استطاعت صديقتها الوصول لها عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي 
بعد أيام طويلة تحاول ريناد الوصول معهم إلى موعد محدد كان الموعد هو اليوم 
عقب الشاب بنبرة هادئة بعدما أخذ رشفة من مشروبه

المكان هنا مش أحسن حاجة وزحمة أوي ما كنا روحنا أي حتة تانية أحسن 
تحدثت ريناد پاختناق واضح وهي تخبره
ياريت كان ينفع أنا زهقت من كل حاجة وأصلا مينفعش أروح اي حتة بعيدة بابا بيعرف كل حاجة ومتحدد وقتي أنا علشان أقعد معاكم القعدة دي قولتله أني قاعدة مع واحدة اتصاحبت عليها في الجامعة 
غمغمت صديقتها وهي تنظر لها بأسى وهي تعدل من وضع نظراتها الشمسية فوق رأسها
أنت اللي غلطانة يا ريناد من الأول قولتلك الشلة دي مش عجباني اهو أخرتها روحتي معاهم وحصل اللي حصل 
تحدثت ريناد بسخرية
بقولك إيه او جاية تقعدي تضايقيني بالكلام خدي خطيبك وامشي أحسن 
نظر الشاب إلى خطيبته نظرة ذات معنى فحاولت الحديث بنبرة لينة إلى حد ما فڠضبها كان نابع من انزعاجها من حال صديقتها
خلاص مش قصدي أنا بس مضايقة علشانك ومضايقة بسبب عقاپ أونكل ليكي أنا مش عارفة اعمل إيه طيب اروح اتكلم معاه!
قاطعتها ريناد بنبرة سريعة وواضحة
لا إياكي تروحي تتكلمي معاه هتخربي الدنيا لو عرف إني بقابلكم وبكدب عليه 
تحدث الشاب هنا وهو يستند على الطاولة بذراعيه
أعتقد لو كنتي قولتليه أنك معانا مكنش هيعمل مشكلة أنت اللي كدبتي عليه وده غلط 
يبدو لها أنه محقا وهذا ما جعل ريناد تهتف بنبرة تائهة
أنتم بس متعرفوش حاجة متعرفوش يعني إيه امشي من بيتي واروح اعيش في منطقة زي دي لا وكمان الفون بتاعي مش معايا وكل حاجة مش معايا حتى عربيتي أنا وقفت طابور طويل علشان اعمل اشتراك مترو عمري ما اتخيلت إني ممكن اعمل كده 
أسترسلت حديثها وهي تخبرهم معاناتها
بعد ما كتت بشغل music هادئة انام عليها بقيت بنام على صوت التكاتك والمهرجان وصوت الدومنة بتاعت القهوة غير إني بمشي الشهر كله بأقل من أربع ألاف جنية 
كان الاثنان ينظران لها بضيق لا يعرفون كيف يقدمون لها العون والمساعدة ولم تنتظر ريناد أي تعقيب منهم ووجهت الحديث إلى صديقتها متمتمة
فاكرة الولد اللي رمى العصير في وشي 
قالت صديقتها بجدية
ايوة فاكراه أنت ساعتها كنتي rude أوي معاه و كان عنده حق يعمل أكتر من كده فيكي 
ثم صمتت وتحدثت بعدم فهم
وهو إيه اللي فكرك بيه! 
خرجت ضحكة ساخرة من ريناد على حديث صديقتها التي لم تفهم لما تضحك! وكذلك الشاب إلى أن تطوعت ريناد وأخبرتهما بالمفاجاة
الولد ده طلع جار نينا بهية اللي أنا قاعدة معاها وساكن في نفس العمارة 
شهقت صديقتها متحدثة بعدم تصديق بعد لفظة إنجليزية معترضة خرجت منها
ازاي ده! 
هتفت ريناد وهي تهز أكتافها
اهو ده اللي حصل بقا والولد صعبان عليا جدا ظروفه وحشة أوي أوى وأنا كنت السبب أنه يطرد من الشغل وعنده مصايب قد كده حقيقي مش قادرة أسامح نفسي أبدا 
سألها الشاب بفضول
وعلى كده شافك وحصل ما بينكم كلام! 
هزت ريناد رأسها في إيجاب وهنا أردف الشاب بسخرية
أنا بحاول اتوقع عمل فيكي إيه أنا عرفت اللي حصل في يومها وغلطتك ولو أنا مكانه مش هرحمك خصوصا أنك بقيتي ساكنة معاه 
أنهي حديثه وضحك فعقبت ريناد پغضب
سكتي خطيبتك 
حاولت صديقتها كتم ضحكتها بصعوبة ثم أردفت
خلاص سيبك منه قوليلي عمل معاكي إيه! 
ردت ريناد عليهما وهي تسترجع في عقلها كل المواقف التي جمعتهما رغم قلتها لكنها لا تنساها
أبدا معملش حاجة وأنا بعد تفكير طويل اتنازلت واعتذرت ليه وهو قالي أنه قبل اعتذاري وأنه نصيب بس يعني كان أكيد كلام وخلاص منه 
تحدث الشاب مؤيدا
ده أكيد كلام وخلاص فعلا 
حاولت صديقتها تغيير الموضوع هاتفة بحماس
حفلة يوم عشرين الشهر الجاي حجزنا بقولك إيه ما تيجي معانا 
قاطعتها ريناد بوضوح
مش هينفع 
تحدثت الفتاة بحماس واضح فهي اشتاقت لها وترغب في أن ترافقهما من جديد
ال ticket مش غالية ندفعهالك عادي وتيجي معانا بجد وحشتيني أوي وعايزاكي معايا 
ابتلعت ريناد ريقها بحرج رغم أنها تعلم بأن صديقتها تمتلك نية حسنة
الموضوع مش موضوع فلوس وبس الامتحانات فاضل عليها أيام وبابا مش هيوافق عموما إني اخرج أو اتاخر 
زفرت صديقتها بضيق وعقدت ساعديها وهنا تحدث الشاب
ريناد احنا اخوات لو محتاجة حاجة قوليلنا عموما سيبك من موضوع الحفلة 
قالت ريناد بحرج كبير
لا شكرا مش محتاجة حاجة 
بعد تلك الكلمات تحدثت الفتاة بنبرة مرهقة قليلا وجائعة
ما يلا نطلب الأكل ونأكل مع بعض أنا جعانة أوي 

من أجل تلك الزيارة قطعت يسرا طريقا طويلا حتى تذهب إلى المنزل الذي يعيش فيه أشقاء مدحت والتي كانت تقطن فيه معه لمدة عام وبعدها باع شقته إلى شقيقه الأكبر وذهب بها إلى شارع خطاب واستأجر شقة فيه بسبب المشروع الذي فتحه ولم ينجح هو دوما كان صاحب المشاريع الفاشلة غير مهتما بأطفاله وقوت يومهم 
صبرت كثيرا ولم تكن صاحبة شكوى أو شجار طوال الوقت وتقدر حالته النفسية بعد كل خسارة وخسارة لكنه لم يقدر هذا بل طلقها ورحل دون أسباب واضحة فعل ما كان يجب أن تفعله هب وتطلبه هي لكنها أستمرت من أجل بناتها لكن في النهاية هو من تركها 
صعدت وقرعت الجرس رغم اندهاش الجميع من إتيانها إلا أنهم استقبلوها في شقة شقيق مدحت الكبير وطلبت منه أن يأتي بشقيقه الآخر الذي بالمناسبة يقطن معه في البناية ذاتها 
بالفعل جلس الرجلان معها وكانت زوجة الشقيق الأكبر لمدحت موجودة 
تمتمت يسرا بنبرة هادئة ولبقة
أولا أنا آسفة إني جيت كده من غير ميعاد بس أرقامكم ممسوحة من عندي ولولا أن الموضوع مهم أنا مكنتش جيت حتى أن الزيارة أتأخرت كمان 
تحدث شقيق مدحت الأكبر معلقا على حديثها
خير يا أم سلمى! 
هتفت يسرا بوضوح وهي تنظر لهم
طبعا أكيد عرفتم أن مدحت رجع من السفر 
رد عليها شقيق مدحت الأصغر بانزعاج واضح ليس منها لكن من شقيقه فهو أكثر من أعطى مدحت في الماضي نقودا في كل مرة لمساعدته ولكنه لم يكن يستقيم أبدا
أيوة عرفنا أنه رجع وجه هنا مرتين وعرفنا أنه بيحاول يرجعك 
تمتمت يسرا بنبرة هادئة رغم اندهاشها الكلي مما سمعته
تمام ممكن تتصلوا بيه من فضلكم يجي علشان محتاجة اتكلم معاه كلمتين قدامكم ومش هينفع اتكلم غير في وجوده 
بعد مرور ساعة تقريبا 
بعد اتصال شقيق مدحت الأكبر به أتى على الفور وجلس على المقعد متمتما
إيه جاية تشتكيني عند اخواتي فكراني عيل صغير ولا إيه! 
هتفت يسرا بنبرة جادة
أنا عمري ما اشتكيتك من حد زمان في عز ما كان المفروض اعمل كده أنا جيت بس أشهد أخواتك الاتنين ومرات أخوك عليك 
نظرت يسرا للجميع مغمغمة باعتذار لطيف
معلش اسمعوني شوية ومحدش يمل
مني لأني هتكلم في مواضيع فات عليها كتير أوي بس للأسف ضروري تتفتح من تاني وهي مش غريبة عنكم كلكم عارفينها 
هتفت المرأة بنبرة هادئة وهي تعقد ساعديها
سامعينك يا يسرا 
تنهدت يسرا تنهيدة طويلة ثم أردفت بعدها
الراجل ده اتجوزني فوق الستة عشر سنة كنت صاينة فيهم بيته رغم كل الظروف الۏحشة اللي كان هو السبب فيها مكنتش بشتكي لحد ولا لأهلي ولا ليكم رغم أن كل شيء كان واضح وضوح الشمس قدامكم إلا إني متكلمتش في يوم من الأيام ولا أحرجته قدام حد 
كز مدحت على أسنانه مقاطعا أياها
يسرا حافظي على كلامك مهوا أنا مش هستغرب بجاحة بنتك مهي تربيتك 
قاطعه شقيقه الأكبر بضيق
سيبها تقول اللي هي عايزاه 
أسترسلت يسرا حديثها السابق بنبرة جادة
جه في يوم وليلة اختفى وبعت ليا ورقة طلاقي برضو مجتش اشتكي ولا جيت عند باب حد فيكم ولا فتحت بوقي اشتغلت وربيت بناتي وكملت حياتي على كده ولا في يوم طلبت حاجة من حد رغم كل حاجة وحشة مريت بيها لوحدي 
نظرت إلى مدحت هاتفة تلك المرة بجدية
محبتش أجي اشتكي او أمد أيدي او أشيل حد شيلة مش شيلته وأشيله نتائج عمايلك يا مدحت 
نهض مدحت من مكانه هاتفا
امشي اطلعي برا واضح أن 
قاطعه شقيقه الآخر منزعجا مما يحدث
ده مش بيتك علشان تقول مين يطلع ومين ميطلعش واقعد وسيبها تتكلم 
ظل مدحت واقفا بعد شعوره بالحرج بسبب كلمات شقيقه الأصغر وهنا أخرجت يسرا مصحف من حقيبتها ووضعته على الطاولة ثم قالت
اخوكم بعد ما غاب اكتر من عشر سنين معرفش عنه حاجة راجع يقول أنه ردني وعايز يعيش معانا في البيت وأنا مش مصدقاه لو كان ردني يحلف على المصحف ده قدامكم كلكم 
ازدرد مدحت ريقه بصعوبة تحت نظرات الجميع وهنا تحدث شقيقه الأكبر سائلا أياه بطريقة مباشرة
أنت رديت مراتك من غير ما تعرف يا مدحت! 
لم يجب مدحت عليهم وهنا قالت يسرا بنبرة جادة
لو مرضتش تحلف هتكون دي الإجابة اللي أنا متوقعاها منك أنك معملتش كده 
قال مدحت بصوت خاڤت لم يجد الجراءة أن يمسك المصحف بين يديه ويحلف كڈبا
مردتكيش بس كنت حابب أننا نرجع وكنت هقولك الحقيقة لو وافقتي 
قاطعته يسرا وهي تنهض وتقف في مكانها
كنت عارفة أنك كداب ومرضتش أقولها قدام عيالك بصراحة مرضتش أقولهم أن أبوهم كداب طب أفرض يا أخي كنت صدقتك كنت هتدخل البيت وهتعيش معايا في الحړام وكأني مراتك!!!! 
ختمت حديثها بنبرة شبة صاړخة
رد عليا!! 
حاول مدحت أن يستمر على نفس الوتيرة
كنت هقولك أكيد 
أردفت يسرا بنبرة جادة وهي تحاول أن تكبح دموعها قدر المستطاع
كنت هتقولي امته! كل حاجة في حياتك عملتها حرام دي الحقيقة اللي مقولتهاش زمان بس اديني بقولها ليك دلوقتي القروض اللي كنت بتعملها حرام السلف اللي اخدته من اخواتك ومن غيرهم وغيرهم ومسددتهمش في رقبتك حرام غير الستات اللي كنت بتمشي معاهم في الحړام كل عيشتك كانت حرام في حرام يا مدحت 
ذهبت نحو الطاولة وأخذت المصحف ثم وضعته في حقيبتها الجلدية متمتمة
أسفة إني ازعجتكم أنا بطلب منكم تعقلوا اخوكم لأن ما بينا بنات لو حابب يصلح علاقته بيهم بجد أهلا وسهلا مش حابب بلاش ينكد عليهم عيشتهم اللي حاولوا يتأقلموا عليها 
تحدث شقيق مدحت الاصغر بعدما نهض الجميع
أنا مش عارف أقولك إيه 
تمتمت يسرا بجدية
مش محتاجة حد فيكم يقول حاجة أنتم بس كنت مجرد شهود على اللي بيتقال لأنه لو جه واتعرض ليا او لبناتي بأي شكل من الأشكال يضايق أنا هعمله محضر 
هتف مدحت بنبرة متوترة من أن يذهب كل شيء
يسرا سبينا نحاول نصلح 
غمغمت يسرا بجدية
اللي بيصلح ده بيكون عنده حاجة يصلحها احنا مفيش بينا حاجة علشان تتصلح من أساسه كل حاجة ما بينا ماټت من سنين طويلة ومينفعش ننبش في القپور اللي فيها الميتين 
ثم ختمت حديثها موجهه حديثها للجميع
مع السلامة 
رد الثلاثة عليها
مع السلامة 
أما رابعهم مدحت الذي يقف مذهولا وقبل أن تصلها زوجة شقيقه الأكبر إلى باب الشقة هتف بتردد
زهران وابنه هيجوا يوم الجمعة علشان قراءة الفاتحة هو كلمني النهاردة 
كان تعقيب يسرا بسيطا قبل أن ترحل
هتيجي وتكون أب لبنتك يتفق لجوازتها ويتفق اتفاقات يقدر عليها ويكون راجل تعالى أنا مش همنعك لكن هتيجي تعمل حركات وكلام ملهوش لازمة أو تمد ايدك على بنتي تاني ده اللي مش هسمح بيه 
يوم الخميس 
ما قبل قراءة فاتحة نضال وسلمى 
كانت سلمى في منزل بهية كعادتها من أجل الحقنة 
توطدت علاقة سلمى بريناد قليلا وتعاطفت معها حتى أن ريناد أخبرتها بأنها من الممكن أن تشترك في صالة الألعاب الرياضية حينما تعود إلى العمل مرة أخرى أحبت الفكرة ولم تجد أشتراكها مبلغا ضخما بالنسبة لها بل أن بهية شجعتها بأنها سوف تقنع أبيها بأن يدفع اشتراكها 
نما إلى سمع سلمى وبهية صوت الجرس فنهضت الأولة لتفتح الباب بسبب وجود ريناد في المرحاض 
فتحت سلمى الباب ووجدت أمامها نضال مرة أخرى ودياب كان يهبط على الدرج بسرعة لكنها استطاعت رؤيته وهنا عقبت سلمى بعدم فهم من وجوده هنا 
هو المنظر ده كل شوية بيتعاد ولا إيه!! 
يتبع 
 

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات