رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم شارع خطاب الفصل الرابع عشر بقلم fatma_taha_sultan حصريه
نومته
في إيه أنت كويس! أبوك كويس!!!
رد سلامة عليه بنبرة هادئة
لا مفيش حاجة متتخضش أحنا زي الفل
غمغم هنا نضال بنبرة غاضبة وهو يدفعه بعيدا عن الفراش ويعود يستلقي مرة أخرى ويجذب الغطاء فوقه
ومدام أنتم زي الفل بتصحيني ليه! وإيه اللي قوم بسرعة دي!!!
تمتم سلامة بجدية لا تناسب تماما ما يقوله
بصحيك علشان تقوم وتنزلني وتخرجني من البيت
أنزلك فين! إيه اللي بتقوله ده على الصبح وبعدين هي الساعة كام!
رد عليه سلامة ببساطة بعدما نظر على ساعة يده
الساعة دلوقتي ثمانية ونص
صاح نضال مستنكرا وهو يفتح عينه على أخرها
ومدام الساعة لسه ثمانية ونص بتتنيل على عينك تصحيني ليه!
تحدث سلامة باستنكار واضح وهو يخبره بما يريده
تمتم نضال وهو يعتدل في الفراش لم يفهم ما يحدث
هو أنت نغة يعني علشان أقوم انزلك! هو أنت في الحضانة هنزل أركبك الباص يعني ولا إيه!
عقب سلامة بتوضيح وهو ينظر له بغيظ
مرات عمك عاملة عزومة للقطط تحت ومش عارف اعدي والبجحين مش بيتحركوا ولا يجروا وأنا نازل وفيهم القطة السوداء اللي هتقطع ليا الخلف في يوم دي مرات عمك حاطة ليهم أصناف سمك ودراي فود وحاطة لبن أكتر من ست قطط وأنا مش عارف أنزل وتأخرت على الشغل
تحدث نضال بنبرة غاضبة
يعني مش مكسوف من نفسك أنك رايح الشغل ومش عارف تهش القطط أو تعدي من جنبهم ما تكبر بقا
قاطعه سلامة ساخرا
نهض نضال وأرتدى سترته الثقيلة المعلقة بعدما فرك عينه وتحدث بصوت في بقية نوم
أعمل فيك إيه يارب ارحمني!
خرج نضال من الحجرة وخلفه سلامة يمسك في طرف سترة شقيقه بشكل عجيب حتى أن زهران خرج من الحمام ورأى هذا المشهد ليعقب بصوت فيه بقية نوم
أنتم رايحين على فين كده!
رايح أهش القطط لأبنك وأوصله لغايت العربية وممكن اجيبله سندوتشات بالمرة ما أنا خلفته ونسيته
ثم وجه حديثه إلى سلامة مستنكرا
صحي أبوك بعد كده هو أولى بيك
تحدث زهران بنبرة ساخرة
ملكش دعوة بأبوه
التقطت أنف نضال رائحة يعرفها جيدا فأردف
في إيه يا بابا هو أنت مولع فحم على الصبح كده!
أيوة صح أصلي صحيت من النوم نفسي هفتني على حجر كده قولت أولع الفحم واشربلي حجر وبعدين أنام تاني كويس أنك فكرتني ده أنا نسيت كنت رايح أنام تاني أصيل يا نضال
تحدث نضال بنبرة منفعلة
قابل يا عم هيولع لينا في البيت علشان يشرب حجر الساعة ثمانية الصبح
صاح زهران ساخرا وهو يقف في المطبخ
يلا خد أخوك ووصله وهشتكه وهاتله السندوتشات وبلاش نكد وتنظير على الصبح هتقلوا مزاج الواحد
لا كله إلا مزاجك يلا احنا
كان هذا تعقيب سلامة
في العاشرة صباحا
كان جواد يرتدي ملابسه ويتجهز للذهاب لمقابلة أحد أصدقائه قبل الذهاب إلى المستشفي
مر وقت طويل ولم يراه بسبب مواعيد العمل المختلفة وظروف الحياة المتغيرة لدى الجميع
هبط من غرفته وكانت نسمة لم تستيقظ بعد فهي لا تستيقظ إلا بعد الظهيرة
أغلق باب المنزل خلفه وسار بضعة خطوات ليذهب إلى سيارته وجد سيارة أخرى تصطف بجوار موضع وقوفه
لم يكن صعبا عليه تحديد هويتها تحديدا بما أنها ولجت إلى الداخل
هبطت فتاة من السيارة
ترتدي بنطال جينز وسترة جلدية رافعة خصلاتها لأعلى وترتدي نظراتها الشمسية لم تكن تلك الفتاة سوى هايدي التي تقطن في المنطقة ذاتها وتكن صديقة نسمة هي في منتصف العشرينات من عمرها
ابتسمت هايدي ورفعت نظارتها الشمسية
صباح الخير يا دكتور
رد عليها جواد مبادلا أياها الابتسامة
صباح النور يا هايدي عاملة إيه!
غمغمت هايدي بهدوء
الحمدلله كويسة أنت إيه اخبارك! بقالي كتير مشوفتكش لما باجي اقعد مع نسمة بتكون في الشغل
هتف جواد بنبرة عادية وهو يجيبها
يعني في ضغط شوية في الشغل الغريبة أنك أنت جاية بدري كده اللي اعرفه أنك بتيجي متأخر عن كده
قاطعته هايدي بخفة تحاول تبرير موقفها غير أنها أتت من أجل رؤيته لذلك أتت مبكرا كونها لا تراه فهي تأتي في غيابه وترحل قبل أن يأتي
يعني النهاردة إجازة من الشغل قولت اقضى اليوم من أوله مع نسمة وأنا اللي هصحيها بنفسي
هايدي تشعر بالاعجاب الشديد بشخصية جواد منذ الصغر ليس حبا لكنها معجبة به إلى حد كبير وذلك شعور داخلي لها لم تشاركه مع أحد أبدا ولم يكن هذا السبب هو الذي يجعل صديقتها مع نسمة تستمر هي بالفعل تحبها وتقدرها ولها مكانة خاصة في قلبها لكن ربما فعلتها اليوم كانت نابعة من كونها علمت بطلاقه وهذا الشيء الذي أسعدها بشكل أكبر مما تتخيل
هتف جواد بهدوء
ان شاء الله تقضوا مع بعض يوم حلو
شعرت بأنه على وشك الرحيل فحاولت تذكر أي شيء يمكن أن تجعله يتحدث معها لمدة أطول
طب قولت إيه على ال Day use بتاع السخنة أنا عايزاها تيجي معايا أوي وبعدين يعني متخافش هنكون مع أهلي وأنت عارف هما بيحبوها ازاي وممكن طنط منيرة تيجي معاها
كان جواد يجد في بعض الأحيان في الماضي والده يبالغ في رفضه بعض الأمور بخصوص نسمة وحتى أنه كان أوقات يرفض خروجها مع جواد نفسه لو كان المكان لا يعجبه
لكن الآن بدأ يفهم أن هذا الخۏف يكون طبيعيا نوعا ما شعور غريزي واضح كونه يرغب في أن تكون نسمة مرتاحة وفي مكان لا ينظر لها شخص نظرة قد تزعجها الأمر له أبعاد كثيرة لم يكن يفهمها إلا بعد أن أصبح هو الذي يهتم بشئونها ويتخذ القرارات التي تخصها
رد عليها جواد بحيرة واضحة من إلحاحها وهو يعقد ساعديه
مش عارف والله يا هايدي يعني
قاطعته هايدي بصدق
أكيد أنت عارف نسمة بالنسبالي وأنا هاخد بالي منها وهنسافر بعربيتي أنا وهي وطنط منيرة بس وهما هيكونوا راكبين عربياتهم
تنهد جواد ثم غمغم باختصار
مش لسه اسبوعين! سبيني افكر وان شاء الله خير أنت من أكتر الناس اللي بابا كان بيطمن أن نسمة تكون معاهم وأنا كمان بس خۏفي عليها طبيعي ملهوش علاقة بيكي
تفهمت هايدي الامر وقالت بنبرة ذات معنى
أنا كنت عايزاها معايا وعلشان تغير جو كمان هي من بعد طلاقك من رانيا وهي نفسيتها تعبانة شوية وأكيد أنت لاحظت ده وقبلها مكنش في عمار بينهم وهي كانت بتضايق
تمتم جواد بنبرة جادة
ربنا يسهل وقتها عن اذنك علشان عندي ميعاد مع السلامة
اتفضل مع السلامة