السبت 28 ديسمبر 2024

رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم شارع خطاب الفصل الرابع عشر بقلم fatma_taha_sultan حصريه

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

بتقولوا عليها ايه يا واد يا سلامة! 
عقب سلامة على حديث والده مؤكدا
كاريزما وفعلا نضال كده مشيته بصته صوته كل حاجة فيه كاريزما 
تركهم نضال وذهب إلى غرفته هو فهم بأنه يعيش مع شخصيتين يصعب عليه النقاش معهم وإلا سوف تصيبه عدة جلطات سيحتار الأطبة في كيفية علاجها 
تمتم زهران بعد رحيل نضال
هو تليفوني فين صحيح عايز أكلم الواد رفعت 
غمغم سلامة بعدم فهم
ليه أنت عايز حاجة من السوبر ماركت ولا إيه! 
لا أنا كنت عايزه يوزع حاجة سقعة على الناس للمناسبة الحلوة دي 
رد سلامة عليه بسخرية
والله يا بابا ما هترتاح إلا لما نضال يوأدنا هيكون وأد الرجال على أيد نضال لأول مرة في التاريخ 

خلاص يا دياب سيبها على الله وبعدين يمكن مرات اخوك واخوك يتعلموا من الدرس أو السنين تكون غيرتهم يعني في النهاية محدش بيفضل على حاله 
كان هذا تعقيب دياب الذي ېدخن سيجارته في الشرفة وهو يستند على سور الشرفة بجسده والهاتف في جيبه ويضع في أذنيه السماعة يحاول التهويين على صديقه طارق منذ ما فعلته أحلام وهو ليس بخير أبدا 
تنهد طارق وجاء صوته متوجعا ومټألما إلى حد كبير فما الوضع لو كان بالفعل أمامه! 
يبدو أن حالته لا ترثى 
عارف إيه أكتر حاجة متعبة يا دياب! 
سأله دياب باهتمام كبير
إيه يا طارق! 
أخذ طارق يتحدث موضحا العجز والحيرة التي يشعر بها
إني عارف أنهم ولا اتعدلوا ولا نيلة وعارف أن هدير مش هتكون مرتاحة معاهم لكن معنديش حل تاني ولا هعرف أنزل 
صمت لعدة ثواني ثم هتف طارق بقلة حيلة
كان عندك حق يا دياب 
عقب دياب بعدم فهم
كان عندي حق في إيه مش فاهم! 
حاول طارق تذكيره بتعقيبه قبل سفره الذي في كل مرة يتضح صحته
كان عندك حق لما قولت زمان إني مسافرش وأنا قاوحت كنت فاكر أن المشكلة مشكلة فلوس وبس وجبت الفلوس ومعملتش حاجة ليا لا عرفت أحضر عزاء امي وانزل ولا عرفت أكون موجود جنب أختى دلوقتي 
السفر بالطريقة الغير شرعية غير أمن تماما تحديدا إذا كنت هارب قبل قضائك الخدمة العسكرية لذلك الأمر يختلف عن شخص طبيعي وجد عمل وسافر بطريقة رسمية 
أغلق دياب عينه ثم قال له ببساطة
يا طارق كان ممكن تكون قاعد ومش عارف تعمل حاجة وساعتها هتحس بالعجز برضو والخنقة كل واحد بيعيش حسب نصيبه وقدره ملهوش لازمة تقعد تضايق في نفسك أنت عملت اللي عليك وزيادة أوي 
تمتم طارق بنبرة يائسة وبائسة
والله محدش بقا عارف مين اللي عمل ومين اللي معملش أنا مش فارق معايا حاجة قد هدير دلوقتي وخاېف أنها متقوليش الحقيقة لما أسالها عاملين معاها إيه وكده أصل أنا عارف أنهم مش هيجيبوها البر 
رد دياب عليه على غير العادة برد متفائل يشبه ردود نضال التي يسخر منها في مشاكله ولكنه على الأغلب الإنسان ليس لديه سوى مواساة من أمامه حتى ولو يعلم بأن الأمل مفقود في الأمر لا يكون عنده حلول أخرى 
يا عم تفائل وبلاش تفكر كده ان شاء الله هيخلفوا ظنك والأمور هتكون تمام 
رد طارق عليه بتمني حقيقي
يارب يا دياب يارب 
ثم أسترسل حديثه بجدية
يلا بقا روح نام ربنا يعينك أنا كمان هنام علشان هصحى بدري تصبح على خير 
وأنت من أهله يا طارق 
انتهت المكالمة بينهما وظل دياب ېدخن سيجارته ويقلب في هاتفه كان مازال يجلس في الشرفة رغم الجو البارد جدا لكن تلك عادته 
هو لا يحب الټدخين أمام والدته أو شقيقته وتضاعف الأمر بوجود أطفال صغيرة 
في وسط ما ينتقل بين المقاطع بلا هدف وجد اسمها يزين الشاشة 
ليلى 
كان يرغب في تجاهل الاتصال لكن كيف يتجاهل اتصال أمرأة كانت في حياته لمدة ست سنوات تقريبا! لا يستطيع فعلها 
أجاب دياب عليها بنبرة مكتومة
الو 
جاءه صوتها الدافئ وهي تغمغم
ازيك يا دياب عامل إيه! 
رد عليها دياب بتلقائية
بخير الحمدلله أنت عاملة إيه! 
كيف يتجرأ ويسألها عن حالها ألا يعلم بأنها لم يعد لها حياة بعد غيابه عنها وتركه لها 
هل أصبح قاسېا! 
أم يظن بأنها سوف تكون بخير في غيابه!!!
أجابت عليه ليلى بنبرة غير حقيقية أبدا
الحمدلله بخير 
ثم عاتبه وهي تقول بنبرة منزعجة
أنا بعتلك أكثر من مرة على الواتس والفيس ومردتش عليا وبلاش تكدب وتقول مشوفتش 
كيف يخبرها بأنه كان يتتوق للحديث معها تحديدا في تلك الفترة الصعبة التي يمر بها كان يحتاج للحديث باستفاضة عما يشعر به لكنه لم يرغب في أن يعطيها أمل كاذب أو حتى أن يستغلها تحديدا لأنها لم تعد له 
لم تجد منه رد فوصلت أجابته التي لم يخبرها بها لذلك قالت
طنط عاملة إيه! 
رد عليها دياب بهدوء
الحمدلله كويسة بدأت الجلسات وماشيين على كورس العلاج 
غمغمت ليلى بنبرة هادئة
ربنا يشفيها يارب وبإذن الله هتقوم بالسلامة محڼة وهتعدي 
يارب 
ثم سألها رغما عنه
أنت متصلة ليه يا ليلى! 
قالت ليلى بتردد وحرج
متصلة أطمن عليك وبعدين يعني إيه الطريقة دي! 
ليه غاوية تتعبينا ومش عايزة ترضي باللي حصل!
كان سؤاله في الصميم هي بالفعل تؤلمه أكثر كونها لا تعطيه فرصة لنسيانها أو التخطي نعم هو يتجاهل رسائلها ولا يرسل لها رد لكنه يقرأها باهتمام بالغ 
ردت عليه ليلى رد غريبا كونها تجيب به أو تخبره هذا الخبر بعد سؤاله
ماما جابت ليا عريس وعايزاني أقعد معاه 
رغم الألم الحارق الذي شب في صدره إلا أنه غمغم بعقلانية
طب كويس اديه فرصة محدش عارف الخير فين 
غمغمت ليلى بعدم استيعاب
أنت بتتكلم بجد! أنت ليه بتعمل كده معايا يا دياب! ليه بتعمل معايا كده! للدرجة دي أنا مش فارقة معاك! كأني مكنتش خطيبتك والبنت اللي بتحبها 
تحدث دياب بعيدا عن عواطفه
انا مش بعمل حاجة يا ليلى دي ظروفي وحياتي وأنا مش هقدر أعلقك معايا بكلمتين مفيش اسهل منهم أنا مكنتش وحش معاكي علشان اعمل كده ولو علقتك هكون بخرب الدنيا اكتر أنا عندي اخوات بنات ومتمناش أن حد يضحك عليهم شوفي حياتك ودنيتك يا ليلى واختاري الاصلح ليكي 
قالت ليلى بصوت باكي قبل أن تغلق المكالمة
سلام يا دياب 
أغلقت المكالمة تاركة أياه يشعر بمشاعر غريبة هو راضي من جهة بأن هذا هو النصيب ولا يستطيع قول كلمات أخرى 
هو لا يستطيع الوفاء بها هو لا يعلم ما الذي تحمله الأيام القادمة لذلك ليس من الممكن أن يعلق فتاة به 
فتاة كان بينهما قصة حب وهذا ما يجعله غاضبا ومغتاظا يدعو الله أن يهون عليه ما يحدث 

بعد مرور يومان 
في الثامنة ونصف صباحا 
نضال
نضال قوم
قوم
أخذ سلامة ينادي عليه أكثر من مرة وهو يقف بجوار فراشه ويضع يده على كتف شقيقه 
تقلب نضال في نومته وتحدث بصوت ناعس ولم يفتح عينه بعد
في إيه! 
تحدث سلامة بنبرة متوترة
قوم بسرعة بس 
فتح نضال عينه هاتفا بقلق وهو يعتدل في

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات