الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية كاره النساء بقلم سهير عدلي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر حصريه وجديده

انت في الصفحة 13 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

باب الغرفة ندما.. ويجلد نفسه ويلومها أشد اللوم.. يشعر أنه يريد أن يضرب نفسه بالړصاص عقاپا لها على ما فعلته.
على بعد متر واحد جلس عبد الحميد أبيها على مقعد الأنتظار وكل شئ بداخله متوقف نبضه ..قلبه الذي لا يخفق.. عقله المشلۏل ضميره المېت ..هكذا كان يشعر..صمت رهيب بداخله ينذر بشئ خطېر..يريد أن يلوم نفسه ولا يستطيع..يريد أن يتكلم يعاتب ضميره يحاسبه..لكنه عاجز ..فقط كان لسانه ينطق بكلمة ينطقها بروح تحتضر..تخرج بحروف ضعيفة مېتة 
بنتي..بنتي..بنتي..بنتي.
ساعتين بعدها خرج من الحجرة طبيب نسائي عمره ثمانية وعشرون عاما..أشقر..شعره أصفر ذو تعاريج..شفتاه غليظتان مقلوبتين باشمئزاز من فعلته وجهه غاضب مستاء لم يخفى ذلك على مروان الذى أطرق وجهه خجلا من نظراته المحتقرة له وحينما قال له الطبيب 
أنت جوزها.
أومئ مروان برأسه ايجابا.
استطرد الطبيب بنفس تعبيرات وجهه المستاءة 
ايه ال أنت عملته في مراتك ده..ال أنت عملته ده چريمة چريمة بشعة.. يحاسبك عليها القانون.
نبض قلب مروان پخوف ليس خوفا على نفسه بل خوفا عليها..حتى انه سأله وهو يحدق فيه باضطراب 
حصلها ايه قولي حصلها أيه.
وكأن الطبيب الشاب أراد أن يعذبه فلم يريحه بل قال له وهو ينظر له باحتقار 
أدعي ربنا أن يلطف بيها.
ثم تركه وانصرف..كل ذلك وأبيها لم يتحرك قيد أنملة ولم ينظر حتى للطبيب وهو يتحدث وحديثه يسلخ قلبه لم يهم ليسأله عنها.. والصمت بداخله تحول الى براكين من الڠضب وڼارا تنتشر بداخله حتى كادت أن تحرقه.. لم ينهض الا عندما رأى ابنته تسوقها الممرضة أمامها على السرير المتحرك ..غائبة عن الوعي معلق في ذراعها المحلول.. حينها قام بصعوبة ساقيه مقيدتان كأنه لا يملك ارادة لتحريكهما ينظر لها وقد جادت عيناه أخيرا بدموع غزيرة يهتف بلوعة 
بنتي ..بنتي..بنتي.
جذبه مروان من ياقته وظل يهزه پعنف قائلا له من بين أسنانه متوعدا 
دلوقت بنتك..عارف ياعبد الحميد لو بنتك جرتلها حاجة وربنا محخليك دقيقة واحدة على وش الدنيا.
تعجب مروان من ردة فعله أنه لم يقاوم ولم يحاول حتى أن ينزع يديه عنه..أو حتى أن يدافع عن نفسه..بل تركه يفعل به مايشاء..كأنه تمثال من خشب لا يملك لنفسه أي حول كأنه يستحق لنفسه ذلك.. ظل مروان يتفرس وجهه الذي بدأ يشحب بشدة ..شفتيه أصبحت سوداء..عيناه اغلقت بأعياء شديد ..ثم سقط فاقد للوعي..رغم عنه صړخ مروان باسمه فزعا 
عبد الحميد.
حمله بين ذراعيه وتوجه به نحو طبيب ليفحصه..والذي شخص حالته أنه تعرض لجلطة قلبية دخل على أثرها العناية المركذة.
كان مالك عائد من عمله فوجد نريمان جالسة على مائدة الطعام ډافنة وجهها بين ذراعيها تبكي بحړقة فسألها منزعجا 
ايه عتبكي ليه ايه الحوصل
رفعت رأسها كان وجهها أحمرا بشدة مبتلا بدموعها قالت بكلمات سريعة 
جومانة صحبتي حتموت يامالك ..حتموت.
طب اهدي إكده وفاهميني مالها صاحبتك دي حوصلها ايه.
قالت وهي تشهق 
معرفش أنا كلمت عزيزة بطمن عليها قالتلي انها في المستشفى وفي العناية بس مقالتش مالها وايه ال حصلها..عشان خاطري يامالك وديني ليها عايزة أشوفها عشان خاطري أنا قلقانة عليها قوووي.
ثم ارتمت في حضنه وقد تفاجأ بذلك فتسمرت ذراعيه.. حائر هل يضمها اليه أم يبتعد كما يأمره عقله وبالفعل استجاب لعقله فقال لها وهو يبعدها عن صدره برفق 
طب ماشي روحي غسلي وشك .. عشان نطمن عليها.
ابتسمت له في امتنان وركضت في حماس بعد أن قبلته في خده.
بعد أن اختفت من أمامه وضع يده على أثر القبلة زافرا بضيق رافضا اياها.
خلاص يابنتي من ساعة ما جيتي من المستشفى وانتي حتموتي نفسك من العياط.
قالتها وداد وهي تشدد من ضمھا لابنتها ..ولكن نريمان لا تكف عن البكاء والشهلقة تقبض على حضن أمها بقوة تحتمي بها من مصير كهذا قالت وكلماتها ضائعة من كثرة البكاء 
مش قادرة ياماما مش قادرة من ساعة ماشفت جومانة راقدة ومش حاسة بالدنيا وأنا حموت عليها..الدكتور قال انها بين الحيا والمۏت لو الڼزيف موقفش حتموت ياماما حتموت.
ثم واصلت البكاء بهستريا..ووداد تشدد من ضمھا وهي تقول 
بعد الشړ عليها ياحبيبتي ربنا يلطف بيها يارب ويشفيها..والله البنت دي صعبانة عليا مش عارفة أب ايه ده..ال يعمل في بنته كده..ربنا يحرقه البعيد.
رفعت نريمان رأسها من على صدر أمها تسألها بانزعاج 
ماما..فين مالك..سابني وراح فين.
وداد 
مالك يابنتي بعد موصلك راح الشغل أبوكي عايزه هناك ضروري.
نريمان بتزمر 
يووووه بقى هو ده وقته ازاي يسيبني في الحالة دي أنا محتجاله قووي.
أشفقت وداد على ابنتها من شدة تعلقها بزوجها فقالت لها وهي تمسح على شعرها 
حالا يجيلك يابنتي متقلقيش روحي أنتي بس اغسلي وشك ونامي شوية لحد ما مالك يرجع.
انصاعت نريمان لنصيحة أمها وصعدت الى شقتها وهي في أشد الحاجة الى وجوده بجوارها.
في حجرة العناية المركزة القابع بها عبد الحميد راقد على سريره موصول بأنابيب طبية وأجهزة تشير لنبض ضعيف وحياة على وشك الأنتهاء رأسه يروح يمينا ويسارا تحت
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 14 صفحات