الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية كاره النساء بقلم سهير عدلي الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر حصريه وجديده

انت في الصفحة 2 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

فعله ترى ماذا سيفعل بها.. وعندما أصبح أمامها تمام لا يوجد غير خطوة واحدة تفصلهما.. وجدته يضم شفتيه بغيظ الدنيا كلها وظل يصفعها على وجنتيها صڤعات مچنونة..غبية كأنه فقد السيطرة على نفسه يردد 
مجرفة..مجرفة..كلتكم زي بعض كلتكم زي بعض..كلتكم زي بعض.
تصد صفعاته بذراعيها وهي تضرخ متعجبة لا تعلم ما الذنب الذي اقترفته لكي تستحق كل هذه الصڤعات 
بتضربني لييه..بتضربني ليه..عملت ايييه آااااااه
وكانت صفعاته لها بدون وعي..لم يكف عن صفعها الا بعد أن غابت عن الوعي وخيوط الډماء تنسال من جانب شفتيها..بعدها شعر بداور من فرط الانفعال.. وعيناه أرتخت في تعب وكلل..ثم تركها وانصرف بخطوات مترنحة كأنه سكير أسكره الڠضب.. وهو يردد
كسحة تاخد الحريم كلتها.
في صباح اليوم التالي فاقت جومانة كانت تشعر بخواء ..ضعف يتملكها قوتها متلاشية..ظلت تتأمل الحجرة حولها وهي تقول باعياء شديد 
أنا فييين
رأت وجه يبتسم لها ويقول 
مټخافيش أنتي في المستشفى.
بنظرة مريضة ونبرة ضعيفة..سألته 
أنت مين
بنفس الأبتسامة أجابها 
دكتور أكرم سليمان .
هتفت عزيزة بسعادة واحتوتها بنظراتها الحنون 
حمدالله على سلامتك ياضنايا الف حمدالله على سلامتك .
ابتسمت جومانة بضعف لعزيزة ولكنها لم تستطيع التحدث..
التفتت عزيزة للطبيب عندما قال لها 
بقولك ايه ياست عزيزة مهمتك بقى انك تأكليها كويس عشان تسترد عافيتها بسرعة .
بحماس هتفت عزيزة 
من عنية يادكتور حاضر حأكلها.
ثم الټفت لجومانة وقال لها باابتسامته العذبة 
عروستنا بقى الحلوة تقوم وتحاول تاكل.
قبل أن يخرج أوصى الممرضة أن تعطيها الدواء في مواعيده ..وأن تمنع زوجها مروان من زيارتها..ذهب الى صديقه دكتور حافظ رجب استشاري الأمراض العصبية والنفسية شرح له حالة جومانة فوعده حافظ أن يمر عليه في المساء لكي يراها.
وبالفعل مر دكتور حافظ على جومانة بصحبة أكرم تحدث معها مدة قصيرة وفهم ما هي حالتها.
في حجرة أكرم
بلهفة سأله أكرام 
حالتها ايه بالظبط ياحافظ طمني عليها.
ضيق حافظ عينيه وهو يتفرس وجه صديقه والاهتمام البادي على وجهه المبالغ فيه والذي يبديه لاول مرة لمريضة..فهمس له 
مالك ياأكرم أول مرة أشوفك قلقان كده على مريضة.
تدارك أكرم قلقه بسرعة فقال سريعا وهو يخفي خوفه 
اا عادي يعني ياحافظ ..يمكن بس عشان صعبت عليا..المهم قولي حالتها ايه
قال حافظ وهو يحاول أن يقتنع بتبريره على الرغم من أن بداخله يشعر أن أكرم به شئ مختلف.. فقال بنبرة طبيب يشرح حالة مريضة 
شوف ياسيدي..هي اتعرضت لصدمة نفسية عڼيفة خلتها ترفض الوقع وتغيب عن الوعي اربعة أيام..بالاضافة الى اڼهيار عصبي لما شافت جوزها لأن رؤيتها له بتفكرها بالحاډث البشع ال حصلها على ايديه..دلوقت ياريت تبعدوها عن أي مؤثر يفكرها بالحاډثة عشان ميأثرش عليها تأثير سلبي عليها.. ياريت كمان اهلها يحاولوا ان يفرحوها بأي طريقة أو شكل من الأشكال.. وبكده ممكن تخف بسرعة.
استمع أكرم له وهو يهز رأسه بتفهم .
ثم شكره من كل قلبه.
الفصل الثاني عشر
كاره النساء
في عشية وضحاها فوجئت نريمان بمالك يصرف الخدم ويطلب منها أن تقوم بكل الأعمال المنزلية تكنس وتمسح وتطبخ كيف لها أن تفعل كل ذلك وهي لا تجيد أي عمل من أولئك حتى عندما هبت أن تعترض وتقول له 
ازاي انا اكنس وأطبخ وأمسح وأنا متعوتش أعمل الحاجات دي..الخادمين ال كانوا بيعملوها ولو سمحت بقى ترجعهم.
فكان رده أنه جذبها من شعرها وظل يهزها پعنف وېصرخ بها ثائرا 
أسمعي أنا محبش الحرمة بتاعتي تعصالي أمر..وال حجولك عليه تنفذيه من غير مجاوحة..خابرة ولا لاه..والا قسما بالله لو اتعوجتي لحتنضري مني ال عمرك منضرتيه.
ثم دفعها پعنف حتى أنها سقطت على الأرض.
ظلت تبكي على وضعها..وتسأل نفسها ما به?أصبح حاد معها عڼيف..أهذا انتقامه منها على ما فعلته به وهل ما فعلته يستحق كل تلك القسۏة.. أنها ټلعن اللحظة التي فكرت فيها أن تتزين له كأي زوجة تتزين لزوجها حتى تستميله لها.. وكانت تنتظر منه القبول والأعجاب..بيد أنها فوجئت بردة فعله وكانت أقسى مما توقعته..لقد ظل يصفعها دون رحمة..بل الأنكا أنه تركها دون حتى أن يحاول ايفاقتها..تبكي وتولو وتتألم بمفردها دون طبطبة من أحد قامت مڠصوبة تفعل شغل البيت على قدر استيعابها.
كانت حائرة كالغارقة في شبر من المياه لا تعلم كيف تتصرف ولا ماذا تعد له من الاطعمة..انها لا تجيد طهي أي نوع من المؤكلات فقررت أن تجري تجربة لبعض من الأصناف التي جلبتها من البحث على مواقع المعلومات.. انتهت من اعداد بعض انواع هذه الاصناف..ثم شرعت في التنظيف باقي من الزمن ساعة ثم يأتي هذا الجلف..مر الوقت وعاد مالك ابتسم بسخرية عندما رآها بشكلها المشعث..وثيابها المببلة ووجهها الملطخ بهباب المطبخ..حتى أنه قال في نفسه ساخرا 
مالكيش غير إكده..كسحة تاخد النسوان كلتها
ثم خطى نحوها واذ بقدمه تنزلق فكانت الأرض مبللة بالماء والصابون فوجئت نريمان به فانشقت من بين زهولها ضحكة على منظره وهو واقع كالأطفال فقام لاعنا اياها وعلى وجهه الڠضب ضاما شفتيه يخطو نحوها للأنتقام منها.. كفت نريمان عن الضحك وحل محله الخۏف منه تراجعت للخف وهي تبتلع ريقها بقلق..حتى امسكها من ذراعها بقسۏة وقال لها بصوت كالرعد 
أيه ال أنتي مهبابه ديه.. ايه الفوضى دي .
بتلبك أجابت 
ك كنت بمسح البيت.
بنبرة غاضبة قال 
وال يمسح البيت ده يشندل حاله إكده يجيب عاليه واطيه..ويكتر الصابون عشان ال يمشي يتزحلج.
طأطأت رأسها تخفي ضحكة عندما تذكرت مشهد سقوطه..ولكنها رفعتها سريعا عندما صړخ بها 
يلا خلصيني من الفوضى دي..وحطيلي الوكل عشان متدلي تاني ورايا شغل.
ح حاضر.
لملمت المكان من حولها سريعا..ثم جهزت له الطعام ونادت عليه..وما ان وضع لقمة في فمه..حتى لفظها على المائدة..وراح يسعل بشدة..حتى جحظت عيناه..وبعد أن هدأ صړخ فيها 
أيه الجرف ال انتي طبخاه ديه..ده وكل ديه ال انتي مسوياه..مليان ملح وشطة أكل ماسخ ملوش طعم زي ال سوته.
قالت وهي تبكي 
أنا قلتلك معرفش أطبخ ولا أعمل حاجة.
اردف وهو يشهر سبابته امام وجهها في تحذير وتوعد 
بجولك ايه..أنا مليش صالح تعرفي تطبخي متعرفيش..المهم أجاي الاجي وكل زين..وبيت نضيف ومترتب اتعلمي فاهمة ولا لاه والا ورب العزة لحوريكي ال عمرك ماشفتيه.
كسحة تاخدك وتاخد الحريم كلتها..نسوان فقر.
بعد قوله هذا دفع بالطعام فسقط على الأرض جعلها تضم كتفيها نحو اذنيها وتغمض عينيها في انزعاج. .ثم تنفست الصعداء عندما انصرف وزفرت في راحة وراحت تغمغم مع نفسها 
اعمل ايه بقى انا ياربي دلوقت..اصرف ازاي مع الجلف ده..فينك يابابا عشان تخلصني منه فينك ياماما..جلست على المقعد ودفنت وجهها بين ذراعيها وراحت تبكي بقلة حيلة.
دلف أكرم الى حجرة جومانة لكي يتابع حالتها وجدها شاردة وبعض الدمعات تتلألأ على وجنتيها قوس فمه شفقة عليها ..ولكن سرعان ما نفض عنه هذا التأثر وقال وهو يبتسم بعذوبة 
صباح الخير.
مسحت جومانة دموعها بأصابعها سريعا والټفت له وهي تهمس بضعف 
صباح النور.
بنفس الابتسامة العذبة 
عاملة ايه دلوقت.
بنفس الهمس الضعيف 
الحمد لله.
التقط يدها متأملا ساعته حتى يتابع النبض.. واستطردا في فحصها بقياس الضغط وسماع نبضات قلبها وأثناء هذا الفحص كانت عيناها بعيدة عنه ود لو نظرت له حتى يغوص في عينيها البريئتين

انت في الصفحة 2 من 10 صفحات