رواية كاره النساء بقلم سهير عدلي الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر حصريه وجديده
الزجاجة من أنفه ولكنه لم يبد أي رد فعل كانت الدقائق تمر بطيئة ثقيلة تزيد من توترها واضطرابها ترفع رأسها نحو السماء تتضرع لله أن لا يمسه مكروه..حتى جاءت أم احمد ومن خلفها الطبيب نظرت لمالك وقالت بقلق وهي ټضرب على صدرها
يلهوي ..سي مالك أيه الحصلك يابني.
نريمان
شيلي معايا يا دادة نحطه على السرير..وانحنيتا عليه ليحملانه ولكنهما لم يستطيعا فقال الطبيب وهو يضع حقيبته على المنضدة
وانحنى الطبيب ورفعه من فوق الارض ووضعه على فراشه..وبدأ يفحصه..ثم الټفت لنريمان وسألها
هو أيه الحصل بالظبط يامدام
نريمان والكلمات تخرج منها سريعة مضطربة
لقيته متغير مش زي عادته..وشه أصفر..وعنيه دبلانه.. وبيطوح كأنه شايل نفسه بالعافية ومرة وحدة اغمى عليه.
لم يعلق الطبيب على كلامها بل راح يستمع بسماعته لدقات قلبه..ويتابع نبضه يفتح عينيه بابهامه وسبابته ونريمان تنقل بصرها بينه وبين مالك باضطراب شديد تنتظر بفارغ الصبر ما سيقوله الطبيب واخيرا أنقذها الطبيب من قلق كاد ېقتلها عندما قال بعد أن انهى فحصه
قالت نريمان وقد ذاد قلقها
يعني ايه يادكتور
يعني حضرتك متقلقيش لكن يستحسن تجيبله دكتور نفسي متخصص يتابع حالته.
نريمان وهي تنظر لمالك بانزعاج
طب هو ليه مافقش يادكتور.
الطبيب وهو يلملم أدواته ويضعها في حقيبته
لانه في غيبوبة نفسية.
يعني مش حيفوق خالص.
بنبرة هادئة وباابتسامة وديعة كي يطمئنها
لا هو ممكن يفوق في أي وقت بس هو محتاج لطبيب نفسي ضروري عشان يشخص حالته بالظبط..أنا حديكي كارت لواحد صديقي..دكتور كويس جدا حيعرف يشخص حالتة كويس ويعرف يعالجه.
تناولت منه الكارت وما ان خرج حتى اطلقت العنان لدموعها..ترمي رأسها على صدر مالك وتبكي بحړقة قالت وهي تضمه بذراعيها
انتابها خوف شديد..واجتاحتها وحدة فظيعة جعلتها تشعر پخوف من المجهول ولا تعلم لماذا وكأن ما سيأتي سوف يحمل في طياته عذاب كبير لها وآلام لم تعهدها..شعرت بيد تربت على ظهرها في حنان..وصوت همس لها بدفئ
متخفيش ياست نريمان ان شاء الله حيكون كويس.. قومي اغسلي وشك واتصلي بالدكتور النفسي وخليه يجي عشان يطمنا عليه.
بعد ساعة حضر الطبيب النفسي وبعد أن فحصه طلب منها أن يتحدث اليها.. حتى يستفسر عنها عن بعض المعلومات التي ستفيده في علاج المړيض فسألها بعملية
ممكن يامدام تحكيلي عنه شوية
كل حاجة..كل ال تعرفيه عن جوزك..وازاي اتجوزتو.. وهل كان جوازكم جواز سعيد ولا في مشاكل.
أطرقت بأسف ثم راحت تحكي له بنبرة حزينة كل ماحدث.. منذ أن اتى مالك الى بيتها وحتى لحظة غيابه عن الوعي..حكت له عن مضيقاتها له وتحديها وكلماتها المهينة التي ترميها في وجهه والتي كان يتلاقاها ببرود مستفز..كيف كانت تكرهه وتتمنى طرده في أي لحظة..وكيف وبدون انذار وجدتت نفسها واقعة في غرامه. حكت له كل شئ ..كانت تحكي والطبيب يدون في أجندته ملاحظاته.
انه الآن اعترف أن هناك شئ قوي يجذبه نحوها برغم كل الحدود والممنوعات والمحظورات .
كيف له أن يحب فتاة متزوجة
كل شئ يرفض ويلومه
..ولكن قلبه يأمره وبقوة أنه ولأول مرة ينبض تلك النبضات النادرة ويدق دقاته الغير طبيعية..تسللت يده رغم عنه الى شعرها يمسح عنها كل ما تشعر به.
ودون انذار سمع صوت جعله ينتفض ويبعد يده سريعا كأنه ماس كهربائي أصابه.. أنه صوت مراون الذي صدح بسخرية مطعمة بالڠضب العارم
ايه يادكتور دي طريقة جديدة للعلاج ولا ايه
ابتلع أكرم ريقه محاولا السيطرة على هدوءه معدلا من معطفه الأبيض قائلا بثبات مفتعل
ايه يا أستاذ مروان هو في حد يدخل كده من غير استئذان.
مروان بضحكة سخرية من جانب شفتيه
لا والله عايزني أستئذن وأنا بدخل أوضة
مراتي.
أكرام بنظرات ثابتة متحدية
أوضة مراتك في بيت حضرتك لكن هي هنا في مستشفى يعني حضرتك لازم تراعي الأصول قبل ما تدخل.
احمرا وجه مروان بفعل الڠضب وتحدي اكرم السافر له فاشتعلت عيناه غيظا فقال وهو يمسك بتلابيبه
أنت بتتكلم عن الذوق والأصول يادكتور
وهو من الأصول بردو انك تحط ايدك على شعر مراتي..هي دي أخلاق الدكاترة
وبعينان مليئة بالتحدي والأحتقار أيضا أردف أكرم
أنا عشان دكتور لازم يبقى في قلبي رحمة خاصة لبنت اتعاملت بحيوانية.
مروان وقد احتقن وجهه واتسعت عيناه بشدة
أنت تقصد ايه
أكرم شيل ايدك لحسن أخلي الأمن يرميك بره.
وكاد أن يحتد الشجار بينهما لولا صړيخ جومانة الذي انطلق في الهواء كأنه طلقات ڼارية جعلتهما يتوقفا وينظران لها في انزعاج.
لقد تسلل صوت مروان لأذني جومانة ..عندها استيقظت وعندما فتحت عيونها ورأته يتشاجر مع الطبيب راحت تصرخ وتصرخ..وتزحف على فراشها وتحبس نفسها في أخره.. وعندما تطور الأمر تخلت عن فراشها وركضت نحو النافذة تريد أن تلقي بنفسها منها..لولا أن لحقها أكرام وهو يهتف باسمها في صړخة تحذير
لا يا جومانة اوعي تعملي كده أنت لازم تعيشي ..فاهمة لازم تعيشي.
وجومانة تصرخ وتعافر تتلوى كالحمامة بين ذراعيه تحاول أن تحرر أسرها منه بالقوة لكي تتلخص من حياتها
اوعى سبني..سبني أموت..أنا عايزة اموت.
رأى مروان ذلك المشهد فتمزقت أحشائه من الغيرة..كاد قلبه أن يلفظ دقاته الأخيرة فضم قبضته بقوة ضاما شفتيه پغضب ..ضاربا الهواء بتلك القبضة الغاضبة.. ترك الحجرة يركض ركوض الليث الغاضب.
أما أكرم فضم جومانة الى صدره يحكم قبضتها بين ضلوعه يحميها من نفسها.. ولكن من يحمي قلبه من هواها.
دلفت الممرضة الى الحجرة بعد ان اذن لها أكرام قائلا لها
في ايه منال
منال
المدير عايز حضرتك يادكتور.
انا رايحله..خلي بالك منها يا منال متسبيهاش لحظة.
قالها وقد ألقى نظرة أخيرة عليها قبل أن ينصرف.
طرق باب حجرة المدير الذي سمعه يأذن له بالحضور قال بعد جلس أمامه
ايوة يا افندم تحت أمرك.
المدير بنبرة عاتبة ممزوجة ببعض الحدة
ايه يأاكرم ال أنت عملته ده.
أنا عملت ايه ياافندم.
المدير وعيناه تحذره
ياأكرم..ياأكرم مروان خارب الدنيا ومصمم انه ينقل مراته مستشفى تانية وده من حقه طبعا.
هنا نهض أكرام بحركة حادة وقد خشى أن ينفذ مروان تهديده بالفعل.. فماذا يفعل إن أخذها الى مستشفى أخرى..أو اصطحبها الى بيته فصړخ رافضا
لا ياافندم مينفعش ..ازاي ينقلها مستشفى تانية.
نهض المدير بدوره واردف
هو ايه ال مينفعش..دي مراته يعني محدش يقدر يمنعه.
يا افندم حضرتك عارف حكايتها كويس وعارف ان جوزها ده حيوان ازاي نقبل أنه ياخدها..دي كانت حتنتحر من شوية.
منقدرش نمنعه يااكرم..كل ال نقدر نعمله اننا نمضيه على اقرار.. بانه مسئول عن أي أضرار يحصلها لو خدها من هنا.
يا افندم..ياافندم. ......
قاطعه المدير قائلا بنبرة حاسمة ليس فيها رجعة
خلاص يا أكرم..كل ال اقدر اعمله اني أحاول أقنع مروان أنه يخليها على شرط انك مش حتابع حالتها بعد كده.. ودكتور تاني هو ال