رواية كاره النساء بقلم سهير عدلي الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر حصريه وجديده
حيتولى حالتها الطبية.
فكر أكرم لدقائق ووجد أن هذا أفضل حل لكي ينقذ جومانة من قبضة هذا الحيوان..على الاقل انه سوف يكون متواجدا في نفس المستشفى القاطنة بها..فأومئ برأسه موافقا على الحل الذي طرحه المدير.
يومان ومالك في غيبوبته لم يفق بعد.. كان راقدا على فراشه وهي بجواره دموعها لا تنضب..تتأمله بحب وافتقاد..أنها تفتقده بشدة وتشتاقه بقوة..تشتاق حتى لقسوته عليها..لجملته التي باتت تعشقها كسحة تاخد الحريم كلتها تغمض عينيها بقوة فتفيض دموع على وجنتيها بسخاء..التقطت كف يده تقبلها بتضرع..وتضعها على موضع قلبها لعل دقاته تنعش روحه الغائبة عن الوعي.
مين
أم احمد من الخارج
انا يا ست هانم الأستاذ سامر تحت وعايز يقابلك ضروري.
طيب يادادة قدميله حاجة لغاية ما أنزل.
من عنية.
قبلت جبهة مالك ومسحت وجنتيه بكفها في بحب قبل أن تتركه.
تجردت من شخصيتها المڼهارة لسقوط زوجها الحبيب..وارتدت شخصيتها الأولى القوية الغير مبالية بمن حولها..لكن بغير عنجهية ولا تكبر كانت تتقدم نحو سامر بخطوات واثقة وكأن عمرها زاد أضعافا.. حتى أن سامر نفسه قد لمح تلك الجدية التي تحيطها فنهض وكأنه ينهض احتراما لها مدت يدها قائلة له بترحاب رزين
أهلا بيكي ياست البنات
حينما جلس قالت وقد وضعت ساق فوق ساق ..ثم أشارت له بالجلوس
اتفضل اقعد..خير يااستاذ سامر
خير يا ست ياالبنات ان شاء الله..بس طمنيني الأول على الأستاذ مالك عامل ايه دلوقت.
اجابت با اقتضاب ولم تستطيع أخفاء حزنها عليه
الحمد لله أحسن.
أيوة بس أنا حفهم ايه في الشغل..واقدر افيدكم بأيه
لمعت عيناه بشئ خفي يدبر له فهمس بحماس
ياافندم مجرد وجودك وسط العمال والموظفين حيحمي اموالك من السړقة..ويخليهم يعرفوا أنه مش مال سايب ووحدة وحدة تتعلمي الشغل ماشي ازاي..لحد ما الأستاذ مالك يخف ويرجعلنا بالسلامة.
خلاص أوكي أستاذ سامر من بكرة حكون في الشغل.
بالفعل وافق مروان على أن تظل جومانة في المستشفى لقد خشى أن يحدث لها مكروها ويكون هو السبب.. لا يريد أن تتسع الفجوة بينه وبينها أكثر من ذلك.. صحيح أنه ېتمزق بداخله..وڼار الغيرة ټحرق فؤاده لكنه سوف يصبر حتى تتماثل للشفاء سوف يحاول ويستميت لكي يكتسب قلبها من جديد..من داخله يعلم أن الامر صعب بل أنه مستحيل ولكنه سيبذل أقصى جهده لأنه يحبها..لولا سفره هذا الذي حتمه العمل لكان اصطحبها الى البيت فورا ولكن لا ضير..أسبوع واحد وسيعود ويعيدها لبيته مهما كان الثمن.
مساء الخير .
التفتت له ولم تجيبه ..هي لا تستطيع أن ترد تحيته فكل شئ بداخلها صامت كبيت مجهور خرب..تجاهل صمتها هذا وراح يكلمها حتى لو لم تبادله الحديث كل همه أن يسري عنها بأي طريقة استطرد وهو يلتقط يدها لكي يتفقد نبضها
عاملة ايه دلوقت
أنا عايزة أموت..أديني سم أو حاجة ټموتني بسرعة..عشان خاطري يادكتور.
أنها تكلمت اخيرا وليتها صمتت..هنا ترك يدها وتأملها بضيق وانزعاج أنها في حالة رفض تام للحياة ولو ظلت هكذا سوف تبحث عن أي فرصة لكي تقتل نفسها ولم تتوانى حتى تحقق أمنيتها تلك..فماذا عساه ان يفعل..هل يعطيها محاضرة عن حرمة الأنتحار..هل يعطيها نصائح يوصيها أن لا تقدم على قتل نفسها وهي صغيرة.. وان الدنيا مليئة بالمصائب وعليها أن تتحمل وتصبر حتى يعوضها الله..لأن الله يوفي أجر الصابرين..هل فتاة بمثل سنها تستوعب هذا الكلام وتعمل به ..وجد نفسه وقد حدق بها بقسۏة..نظراته حازمة غاضبة منها..وصوته رافضا استسلامها فهتف في حدة
ايه مالك كل شوية عايزة اموت..عايزة اموت..ايه الأستسلام ال أنتي في ده..ايه الضعف ده ليه ترضي بواقع انتي مش عايزاه..قومي كده وارفضي واصړخي..لكن متستلسميش بالشكل ده..وكأنك طفلة عندك سنتين مش عارفة تروحي فين ولا تيجي منين..اقفي في وش جوزك وارفضيه..اخلعيه حتى القانون دلوقت في صفك..قومي كده ومتضيعيش حياتك في اليأس والبكا.
صوته المحتد ونبرته القاسېة..ونظراته الصارمة ويديه اللتان وكأنهما على وشك صفعها..كل ذلك جعلها تنكمش على نفسها تلملم جسدها بين ذراعيها تتراجع في خوف ودموعها تسيل بغزارة على وجنتيها.
اطرق رأسه بندم على ما تفوه به ماكان عليه ان يحدثها في تلك اللحظات..تنفس بعمق ثم قال
مټخافيش ياجومانة ..انا بقول كده عشان تبقي قوية..مش عشان تخافي مني متزعليش مني.
وتقول وهي تتشبث بذراعيه تشبث الغريق الذي يأمل في النجاة
متسبنيش خليك جمبي..عشان خاطر ربنا..أنا خاېفة لما يرجع مروان من السفر ياخدني معاه في البيت زي ما قالتلي دادة أنا مش حقدر أستحمل اعيش معاه.
لقد زغرط قلبه بداخله..لأن حديثه أتى بنتائجه..وحقق ما اراد..لقد ايقظها من نوبة الضعف التي كادت أن تهوي بها الى هوة الأنهيار..لكنه ارتبك خشى أن يدخل أحد ما ويرى هذا الوضع ويفهمه خطأ..فأبعدها عن صدر برفق وقال لها باابتسامة حنونة..ونظرات مفعمة بالود
مټخافيش انا معاكي أوعدك واني مش حتخلى عنك..ومش حسكت غير لما أعملك كل ال أنتي عايزاه..وأخلصك من اي حد عايز يأذيكي..بس بشرط توعدينك أنك متفكريش في المۏت أبدا ..ها توعديني.
أومئت برأسها ثم همست
حاضر
بهمس ودود هتف أكرم
حاضر أيه.
أوعدك..اني مش حفكر اموت نفسي.
حدق فيها لثواني في حب وابتسامته العذبة كادت ان تصرخ بكلمة احبك.
لقد بدالته تلك الأبتسامة..باابتسامة امتنان..وثقة كأنها تقول له لقد وضعت ثقتي بك فلا تخذلني.
سريعا انتشل نفسه بعد أن ابتلع ريقه بصعوبة وقال وهو يدثرها
نامي دلوقت ومتفكريش في أي حاجة..كله خير باذن الله.
وتركها بخطوات سريعة حتى يلحق نفسه قبل ان ټخونه..ويقبلها بين عينيها تلك البريئتين.
دمتم بخير يارب
الفصل الرابع عشر
كاره النساء
لم تجد نريمان الرغبة في الذهاب الى العمل كما وعدت سامر وذلك بسبب قلقها على مالك لم يطاوعها قلبها أن تتركه وهو مازال غارقا في غيبوبة ولا تعلم كيف ومتى سيفيق منها حتى عندما سألت الطبيب متى سيعود للواقع قال لها لابد أن يعرف بعض المعلومات عن أيام طفولته فاخبرته أنها لا تعرف الكثير عن حياته لأنهما كان تقريبا شبه منقطعين فأخبرها أنه يجب عليها أن تسافر الى بلدته مسقط رأسه وتسأل جيرانه أو أصدقائه لعلهم يعرفون أشياء قد تفيده في علاجه.
ولكن مع اصرار سامر وكثرة اتصالاته والحاحه على حضورها اضطرات أن تذهب الى العمل