الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية كاره النساء الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن والتاسع عشر والعشرون بقلم سهير عدلي حصريه وجديده

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل السادس عشر
كاره النساء
أخيرا استيقظ مالك واستعاد بعض من نشاطه وحيويته وكان أفضل بكثير من أمس عندما تركه الطبيب لقد حضر طبيبه مبكرا وظل ينتظره حتى فاق فسأله باستقطاب
حتقدر تكمل
همس مالك بعد أن تنهد وكأنه يلفظ ذلك الثقل الذي يجثم على قلبه
أنا نفسي اتحدد وأحكي عن كل حاجة..يمكن أرتاح بجى.
وأنا سامعك..اتكلم يامالك قول كل ال جواك.

اجول ايه..وأبدأ منين مخبرش
قالها وهو يمسد جبهته كأنه يأمر عقله بان يلفظ كل ما في داخله من ذكريات مؤلمة.
همس الطبيب حتى يساعده
اتكلم عن أي شئ يخطر ببالك..عن طفولتك مثلا.
أغمض مالك عيناه لثواني كأنه يفتح صندوق ذكرياته ويبحث عن أيام الطفولة وما حدث فيها.
فتح عيناه ونظر لنقطة مجهولة ثم تنفس بعمق وأخرج ذلك النفس دفعة واحدة وبدأ يحكي بصوت كأنه يأتي من الماضي
فلاش باك
يوم كباقي الأيام التي تعود مالك فيها أن يذهب لصديقه عز الدين حسانين لكي يذاكر معه وكان وقتئذ عمره ثماني سنوات ..تستقبله والدة عز الدين صديقه باابتسامة حنون..ابتسامة أم حقيقية كل اهتماماتها العناية بأطفالها..سيدة ثلاثينية..محجبة يشع من وجهها نور الطيبة سبحتها لا تفارق يدها كانت تسحبه من يده وهي تقول له
عامل يامالك ياولدي..مش زين إكده
فيرد مالك الذي يرتاح لابتسامتها تلك ويشعر معها بالأمان وكأنها هي أمه التي يتمناها
مليح ياخالة..زين جوي.
وبنفس الابتسامة المريحة همست ام زين له
لاه منجولش إكده يامالك..ال يسألنا عن حالنا نجوله الحمد لله..نجوله أيه
أجاب بصوت خاڤت وهو يطأطأ الرأس خجلا
نجول الحمد لله.
شاطر ياحبيبي..يلا خش لزين وذاكروا مليح وأنا حاروح أعملوكم ساندوتشات حلوة جووي.
وتظل تلك المرأة النشيطة تعمل على رعايتهما وتساعدهما في الأستذكار.. بل تحثهما ايضا على صلاة الفرائض..تمنحهما وقتا من الراحة..فتحكي لهما قصصا عن الصحابة..وعن الرسل..وكان مالك يستمع لها بكل جوارحه وتخترق قلبه كلماتها اختراقا..بل تخترق روحه..يتأملها وهي تصلي..ثم تباشر أعمالها المنزلية بكل حب..وفي يوم لا ينساه حضر عم زين صديقه يسأل عن أخيه فلم تدخله أم زين وقد تحدثت معه بعض كلمات وهي تتوارى خلف الباب ثم انصرف وأغلقته خلفه..فتعجب مالك من أمرها لماذا لم تدخل أخو زوجها الى البيت فسأل زين عن ذلك متعجبا
جولي يازين.
تحولت عينا زين من الكتاب اليه فاجابه
اجولك ايه يامالك
هي أمك مدخلتش عمك ليه البيت..ليه حددته إكده من ورا الباب أكنه غريب.
اجاب زين ببراءة
أمي يامالك مبدتخلش حد البيت واصل طول ما أبوي مش فيه..حتى لو كان عمي ذات نفسيه..عشان عيب وحرام أمي بتجول إكده وأبوي كمانيتي..ولما ياجي عمي يجعد مع أبوي لحاله..وأمي تجعد في المندرة لحالها لحد ما يمشي.
مالك
طب وافرض عمك عاز شاي ولا حاجة
زين
أمي تعمله وأنا أوديه ليهم.
زين
يلا ياعم نذاكروا بجى لحسن أمي تاجي وتلاجينا بنرغوا ومهملين مذاكرتنا.
همس مالك بنبرة شاردة حزينة
يلا.
وبعد أن ينتهي المساء يضطر مالك للعودة لبيته..الذي يبغض العودة له كم تمنى أن يحظى ببيت مثل بيت صديقه..وأم مثل أم زين..يصل مالك لبيته فلا يجد أمه فيظل ينادي عليها فيأتيه صوتها من حجرتها..أمام المرآه تتزين وتمشط شعرها بحماس..تضع مساحيق كثيرة على وجهها شعرها سارح على كتفيها..ثوبها الضيق مكشوف الذراعين فيرهق عيناه كل ذلك فيقتطب جبينه ڠضبا و يمط شفتيه امتعاضا..اقترب منها على وجل قائلا بتردد خشية ټعنيفها
آمه..عايز أكل.
فتهتف بعدم اكتراث ودون النظر له. بنبرة تؤكد رغبتها في التخلص منه سريعا
الوكل عنديك في المطبخ غور حط لحالك وكل.
ولكن مالك يظل متسمر مكانه وسؤال يراوده في رأسه الصغير ولكنه يخشى أن يتفوه به وتلاحظ والدته تصنمه مكانه فتصرخ فيه بقسۏة ليس لها داعي
مالك إكده متسمر مكانك زي السدرة متغور تطفح.
ولكن مالك يظل محدقا فيها بوجه عبوس وأخيرا تشجع وسألها
أنتي ليه عاملة في نفسك إكده متزوقة كيف الأروجوز..ليه متبجيش زية خالة أم زين صاحبي.. حشمة ومبتحطش لوحمر ولا لوبيض..ليه مبتصليش زييها.
التفتت له ورمقته پغضب تركت تزيينها وقامت تصرخ فيه وهي توسعه ضړبا
بجى أنا أرجوز ياابن الكلب..قبر يلمك أنت وابوك في يوم واحد عشان استريح منيكم.
وظلت تضربه بقسۏة..ثم جرته كالجرو الصغير و ألقت به في حجرته وهي تصرخ فيه بټهديد ووعيد
أنت حتتحبس إهنيه يومين ومش حتروح لزين الزفت ديه واصل..وإياك تطلع من مندرتك دي ولو شفت وشك حجطع رجبتك داك الطين أنت و زين وأمه وال يتشددله قمان.
وعلى أثر ضربها له وټعنيفها..انزوى مالك في ركن حجرته يبكي بحړقة.. وبعد مرور بضعا من الوقت لم يدري مالك كم هو..سمع صوت همهمات فتصنت على الباب كان صوت أمه تهمس بخفوت مرحبة برجل غريب وعندما نظر من ثقب الباب كانت الصدمة اذ كانت أمه في حضن عمه.. شعر بجسده يرتعش لاأراديا وكأنه أصابته حمى شديدة.
لم يعلم كيف يتصرف وحتى أذا اراد أن يفعل شئ فماذا يفعل وهو حبيسا..ولم وجد نفسه عاجز..لملم نفسه المحطمة وروحه المهشمة ونام تحت غطاءه وقد زادت أرتعاشة جسده كأنه داخل ثلاجة.
منذ تلك اللحظة وتغيرت نظرة مالك لأمه ذلك التمثال المقدس تهشم في تلك الليلة ظل ايام حپسه يعاني من حمى الصدمة لقد اصابته حمى حقيقية..حتى هي تعاملت مع مرضه بكل استهتار..ولسوء حظه كان أبيه في ذلك الوقت مسافر وعندما عاد ووجده على وشك المۏت ظل ېعنفها وېصرخ بها كيف تهمله وتتركه حتى كاد أن يلفظ أنفاسه.
مسح مالك وجهه فقد تعرق بفعل انفعاله وهو يحكي يستعير بعض من الهواء ليعينه على تكملة الحديث زفر زفيرا حارا ثم استطرد
كل يوم كنت بكرهها عن اليوم ال جبله..وأنا ناضر بعيني عربدتها ومشيها على حل شعرها وأنا لازمن أحط لساني في خاشمي عشان كنت خاېف على أبوي ولما رحت الجامعة ج.......
وهنا قاطعه الطبيب ليسأله
قولي يامالك وأنت بتخنق ال أسمها زهرة دي كنت شايفها أمك
أومئ مالك مالك برأسه مأكد استنتاجه ثم همس
أي كنت شايفها هي..حركاتها..لبسها..حتى حسها كأنته هو.
لكن أنت مقلتليش حصلها أيه
بعد ما وجعت جلت دي ماټت..من الصدمة جعت على حيلي ربع ساعة إكده وبعدين جلت أسيبها وأمشي كنت بمشي بالعافية..كانت رجليا مش شيلاني..لكني سمعتها بتسعل فضلت تتوعدني بصوت مبحوح أنها حتنتجم مني..بعدها معرفتش وصلت البيت كييف ..ومدريتش بحالي بعد إكده.
ظهور زهرة في حياتك صحى الماضي تاني..صحى كرهك لأمك..ولما زهرة روادتك عن نفسك..ولقيت افعلها تشبه لأفعال والدتك فبدون شعور حاولت انك ټخنقها وأنت من جواك عايز تقتل فيها أمك.
لكن دي مش أمي..مش أمي.
صړخ بها ينفي انتسابه لها وانتسابها له..مما جعل طبيبه يحدق فيه بعدم فهم قائلا
مش أمك ازاي..تقصد انك اتبريت منها
بصوت يملؤه الأنفعال
لاه هي مش أمي عرفت بعد إكده أنها مش أمي.
أزاي.
مسح وجهه ينفض عنه ألم الماضي فهمس بصوت ضعيف مجهد
كفاية إكده مجدرش اتحدد ..تعبت..وعايز ارتاح.
قال الطبيب على مضض
خلاص كفاية كده أنهاردة وبكرة باذن الله نكمل.
فيه أيه
هتفت بها جومانة في تعصب عندما سمعت طرقات على حجرتها..حجرتها التي تغلقها عليها بالمفتاح دائما ولا تجعل أحد يمر عليها الا بصعوبة..رأت خادمات تحمل بين يديها أكياس كثيرة يريدون أن يدخلون بها الحجرة فردت الخادمة التي عانت من حمل ما في يدها
ممكن ندخل ياست هاتم ونفهمك.
لقد اشفقت جومانة عليها فقد كان باديا على وجهها

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات