رواية كاره النساء الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن والتاسع عشر والعشرون بقلم سهير عدلي حصريه وجديده
تتخلص من غزوه لها انحنت بقامتها ومرت من أسفل ذراعه جلست على الفراش ويديها في حجرها في حرب مطرقة برأسها كأنها مذنبة ابتسم لخجلها الشديد هذا وكأنها كادت أن تذوب..نادى الخادمة وطلب منها أن تجلب لهما العشاء عاد يجلس بجوارها على الفراش يرمقها بحب..أثاره خجلها وضعفها أمامه ..زحف بالقرب منها..وهي ظلت تزحف حتى تبتعد عنه ولكنه أمسك يدها ليستوقفها أقترب حتى التصق بها ابتلعت ريقها وانكمش جسدها..واقشعر على أثر اقترابه وعندما همس بالقرب من أذنها ارتفع كتفها رهبة
رددت بصعوبة كأن الكلام محي من لسانها
ل ل مش دلوقت.
استطرد بهمسه الجرئ
مكسوفة تغيري قدامي
فشلت في أن تنقذ نفسها من محاصرة عيناه فغمغت وصدرها يختلج بداخلها
ل لما أكل حبقى حغير .
اقتربت يده دون استئذان من حجابها لتحرره فأبعدت رأسها في حركة عفوية تمسك حجابها بيدها تمنعه من تحريره قائلة
ولكنه لم يستمع لها بل راح ينزع حجابها بيده وعيناه تلتهم وجهها..شعرت انه ينزع روحها منها وما أن تحرر شعرها الأسود الناعم حتى وارى نصف وجهها لثمت عيناه نوعمته تخلله بأصابعه ثم أبعده وجعله خلف أذنيها محاوط وجنتيها بكفيه راح يتلمس خديها بابهاميه وعيناه تغني لعيناها أغنية الشغف وظل يقترب بشفتيه يريد أن يقتطف زهر خديها..وهي تتراجع برأسها تغمض عيناها بقوة..تدمعان بتوسل لكي يتركها ولكن كيف يترك نبعا سيروي ظمأه يجذبها من يدها لكي يقرب رأسها التي كادت أن ترتطم برأس السرير وجاءت طرقات الباب نجدة لها فأجبرته على تركها وهو يزفر بغيظ زفيرا حارا كأنه خارج من فوهة بركان.
أكرم..أكرم.. اكرم
هتفت بها نريمان بثغر باسم تحمل بين يديها صينية الأفطار تضعها أمامه على الفراش هاتفة
أنا قلت آجي أفطر معاك قبل ما أمشي.
رد صباحها وهو يتأملها بملابس الخروج فسألها وهو قاطب الجبين
رايحة وين عالصبح إكده
رايحة الشغل أنت ناسي أن سامر اتقبض عليه ولازم حد يباشر المحلات.
تصور اللئيم كان عايز يمضيني على ورق يثبت أني ساحبه منه فلوس كتتيير قوي.
أنا من الاول مرتحتش ليه البني أدم ديه
عامل ايه دلوقت
همست بها تحاول أن تخفي زفير الحب الذي كاد أن يعانق سؤالها.
زين.. الحمد لله.
أنا ليا يومين مشفتكش..الدكتور استحوذ عليك..بيجي يقعد معاك..ويسيبك بعد ما تكون نمت.
ودت لو تهتف بكل حرارة
وحشتني
لكنها ابتلعتها أنه لا ينظر لها عيناه تجهلها تمام ..لو يلمحها فقط لرأى عينان تفيضان شوقا..لرأى صدر يعلو ويهبط في جنون ..لرأى شفتان تشققتا من فرط الجفاف زفرت بيأس وحاولت أن تستعيد طبيعتها فقالت له
مش حتاكل بقى قبل الدكتور ما يجي.
أومأ ..ثم شرعا في الطعام سويا..كانت هي تأكل وعيناها مشغولتان بوجهه الحزين..تتأمل عيناه الحزينة الزابلة..أنفه المستقيم..شفتيه المړيضة التي تأكل ببطء ..سماره الذي تعكر بلون أصفر..لون الضعف والمړض تفاحة ادم تلك التي برزت من جراء وضعفه.
أنه يشعر بعيناها تلك التي تخترقه بسوادها كأنها تعاتبه عتاب طويل ..تلومه على صمته وبعده عنها..ترجوه وتتوسله عله يرق لكن لا حيلة له..تمتم بالحمد معلنا انتهائه من طعامه حتى ينتهي من محاصرة عيناها له.
هي الأخرى نطقت بالحمد .. مقوسة شفتيها في يأس هامسة لنفسها لا فائدة منك رفعت الصنية وأخرجتها ثم عادت له ترتدى حقيبتها في كتفها ثم سألته
أنا حمشي بقى عايز حاجة
لاه مع السلامة.
نظرت له بحنق أنه يأبى أن ينظر لها..كأنه يريد أن يتخلص منها سريعا.
انحنت وقبلته في جبينه وهي تهمس سلا......
قاطع همسها قبضتيه اللاتي ضمت كتفيها وأبعدتها عنه محدقا فيها پغضب وتعجب قاطب الجبين..ضاغطا على كتفيها بقسۏة..وبرغم الألم الا انها غاصت في تلك النظرات كأنها تريد أن تعرف ماهيتها..تحللها..هل هي نظرات غاضبة رافضة لتلك القبلة هل هي نظرات قاسېة تريد فعل شئ يخشى منه تشعر بأنفاسه المتهدجة وكأنه يقاوم شئ ما هل يقاومها..أم يقاوم رغبته في تقبيلها غضبه هذا ماذا يعني هل جرمي عظيم لهذا الحد..الست بزوجي ومن الطبيعي توديعك بقبلة هكذا تساءلت وهي تتعمق في عيناه.
أنا أسفة مكنتش اقصد ازعجك.
خرجت تلك الجملة محملة بأنفاسها التي لفحت وجهه..ارادت أن تضغط عليه لترى ردة فعله ماذا ستكون
توجهت للباب دون ادني كلمة..وجدت الخادمة تعلن عن قدوم الطبيب تركته وهي تحمل اثار قبلته حتى انها راحت تتلمسها بأصابعها ..تشعر أن أنفاسه مازالت عالقة في رئتيها أغمضت عيناها وهي تعانق نفسها تشعر ببرد بعده .. تتنفس بحب متوجهة الى عملها وكأنه معها.
أنا ضعفت لييه بس
هتف بها وهو يصر على أسنانه قابضا على شراشف السرير بغيظ.
دلف الطبيب وهو يلقي عليه التحية وقد لاحظ بحكم مهنته ومن ملامحه المحتقنه أن به شئ فسأله
مالك..أنت كويس
لاه أنا مش زين أنا مخنوج..أنا معرفتش أتحكم في جلبي.
طيب ممكن تهدى
قالها طبيبه وهو يخرج حقنة مهدئة لكي يحقنه بها..بعد برهة من الوقت.
هاه هديت
أومأ مالك.
فاستطرد الطبيب
تحب تحكيلي ال حصل وخلاك تنفعل وتتدايق ولا تكمل.
لاه نكمل..فالأمر الذي حدث بينه وبين زوجته سوف يحكيه له ولكن ليس الآن.
تمام ..أنا سامعك.
تنفس مالك بعمق ثم أخرجه على مهل..فتابع وقدر شرد بعيدا.
فلاش باك.
منذ ذلك اليوم ومالك طفل معذب مع أم تعامله بقسۏة..تنهره دائما..تضربه تكرهه وبشدة وكأنه ليس ابنها طفل صغير يعاني يتساءل عن سر تلك المعاملة السيئة ولكنه لم يعثر على أجابة ما كان يهون عليه والدة صديقه التي وجد فيها أم حقيقية..أم تفنى من أجل سعادة أبنها..تسهر على راحته..أم محتشمة..تصلي لا تقابل رجال غرباء..لا تتحدث بصوت عالي..لا ټضرب ولا تقسو..كم تمنى مثل تلك الأم..تعايش مالك مع أمه أو من كان يظنها أمه حتى سار صبي عمره أربعة عشر عاما..في يوم كان يذاكر كعادته عند صديقه..وعائد لبيته وقبل أن يفتح الباب سمع أبيه ېصرخ وصوت أمه مرتفع علم أنهما يتشاجران ..تسمر مكانه لم يستطيع الدخول..لا لكي يسمع شجارهما..بل لم يرغب أن يزج نفسه في مثل تلك المشاجرات استند بظهره على الحائط وأراح رأسه يعبث بكتبه التي في يده..وانتظر حتى تنتهي تلك المشاجرات.. كان أبيه ېصرخ حتى بح صوته قائلا
أنا غلطت أني ادوزتك من الاول كنت فاكرك أكتر واخدة حتخافي