رواية كاره النساء الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن والتاسع عشر والعشرون بقلم سهير عدلي حصريه وجديده
كم المعاناة بسبب ما تحمله فقالت على مضض
ادخلي.
دخلت الى الحجرة ومن خلفها خادمتين أخريتان يضعون ما في أيديهم وسط الحجرة
فسألت جومانة في استفسار
ايه ال في الأكياس دي بقى
غمغمت الخادمة بصوت يملؤه الأجهاد
دي حاجات بعتها مروان بيه.
فصړخت جومانة في تعصب
بقولك ايه انتي تاخدي الحاجات دي وتغوري بيها من هنا انا مش عايزة أي حاجة منه فاهمة.
منقدرش يا ست هاتم نرجع بيهم لو نزلنا بيهم تاني حيرفدنا وانتي ميرضكيش ان عيشنا يتقطع..احنا عبد المؤمور ياست هانم.
أغمضض عينيها بقوة وضمت شفتيها في محاولة لكتم غيظها فهتفت من بين أسنانها
طيب سبيهم وغوري من وشي.
وبعد أن خرجت زفرت بقوة وتخصرت وهي تنظر للاكياس بضيق وتسأل ماذا بداخلها
تركت تلك الأشياء وركضت نحو الهاتف لكي ترد على حبيبها..فكتبت بلهفة
وانتي كمان ياحبيبتي عاملة ايه طمنيني عليكي.
أ أأنا كويسة .
حاسس من حروفك أنك بتكدبي مالك.
لقد شعر بها..ترددت ماذا تكتب له هل تخبره بأمر تلك الهدايا التي أرسلها لها..قطع حيرتها عندما ارسل لها رسالة تستعجلها كاتبا لها
جومانة مالك..مش بتردي ليه
بصرحة في حاجة حصلت ومش عارفة أقولك عليها ولا لأ.
أصل من شوية بعتلي هدايا ..فساتيين كتييير قووي..وجزم وبرفانات واكسسورات وحاجات كتتتير..
وانتي حتقبلي الحاجات دي ايه ده تمن ال عمله فيكي ولا عشان يذلك تاني..روحي ارميهم في وشه..قوليلوا مش عايزة حاجة منك..ثم أرسل لها ملصق يعبر عن غضبه.. فقالت له
حاضر حرميهم في وشه ومش حقبل منه اي حاجة تانية..بس عشان خاطري متزعلش.
متخفش أنا دايما قافلة على نفسي بالمفتاح..ومن ساعة ما جيت البيت هنا وانا مش مدياه فرصة يكلمني.
شاطرة ياحبيبتي..خلي بالك اوعي تضعفي قدامه مهما عمل اوعي تصدقيه..وخليكي قوية لحد ما أرجع..أنا مضطر أقفل عشان عندي شغل حكلمك تاني مع السلامة.
مع السلامة.
مع تلك الكلمة الاخيرة التي كتبتها تنهدت باشتياق وضمت هاتفها الى صدرها..وقررت أن تعيد له هداياه .
ولملمت تلك الأشياء واحتوتهم بين ذراعيها لتعيدهم اليها.. وهمت أن تفتح الباب بقدمها وإذ به تجده أمامها بهامته الطويلة المخيفة بالنسبة لها ونظراته الثاقبة..فتراجعت للخلف تلقائيا..حاولت أن تبتلع خۏفها مع ريقها وتستجمع قوتها فغمغمت بشجاعة واهية
أ أ أ أ أنا مش عايزة حاجة منك اتفضل حاجتك اهي.
ثم القت بتلك الأشياء على الأرض واشاحت بوجهها بعيدا عنه ..لم يبالي هو بنظرات الاحتقار التي رمته بها..ولا رفضها القاطع لهداياه بل توجه بكل ثبات نحو فراشها يلتقط هاتفها ويفتح تلك الرسائل ويقرأها ثم يضعها أمام وجهها وهو يسألها
أيه ده
لقد اتسعت عيناها بدهشة..تنقل بصرها بينه وبين الهاتف كيف عرف أنها تحدثه عبر الرسائل الألكترونية على رغم من التوتر الذي أصابها الا أنها وجدت نفسها وبجرأة لا تعلم كيف حضرت اليها والتبستها وكأنها أرادت أن ټنتقم منه على مافعله بها وترد له الصاع صاعين
ملكش دعوة دي حاجة تخصني..وو أه أنا بحبه ولما يرجع حيطلقني منك.. أنا أنا بكرهك بكرهك..ومش عايزة أعيش معاك .
لا ينكر أنه لم يكن يتوقع ردها ذلك..ولا ينكر ايضا أن كلماتها طعنته في صميم قلبه..
ولكنه استطاع أن يدفن كل ذلك تحت دقات قلبه التي تعشقها.
حدق بها بعينان تحملان عقاپا لم تخمنه..لقد ظل صامتا لبضع دقائق..بوجه لا يبد عليه أي تعبير..صمته جعل أوصالها ترتجف رغما عنها حتى انها ارادت أن تبكي..ولكن تذكرت توصية اكرم لها دائما
كوني قوية
فابتلعت دموعها وتصنعت الصمود وقد تأبطت ذراعيها أمام صدرها في لامبالاة..أما هو فقد وضع هاتفها في جيبه..ثم اقترب منها خطوة مخيفة يهمس لها بالقرب من وجهها حتى احرقتها انفاسه
نص ساعة تكوني لابسة فستان من دول وجاهزة عشان حنسهر الليلة مع بعض .
وقبل أن تفيق من اندهاشها على ردة فعله الذي لم تتوقعه كان قد خرج من الحجرة.
حتى انها اتبعته بعيناها بتعجب حتى توارى خلف الباب..ثم هتفت لنفسها
ايه البيعمله ده بقى.. وقصده ايه من سكوته ده..لكن هو عرف ازاي ان أنا بكلم أكرم في التليفون..دخلته على التليفون عدل بيقول انه كان عارف..عقلها الصغير وتفكيرها المتواضع لم يوصلاها الى شئ فزفرت بحيرة..وهي تضع ابهامها في فمها تسأل نفسها ماذا تفعل فيما قال
هل ستنفذ ما طلبه.. انها لا تريد أن تخرج معه بل لا تريد رؤيته من الأصل..أخرجت اصبعها من فمها وزفرت في حيرة مفعمة بغيظ..تنظر لهداياه بنقم..وفي النهاية ركلتهم بقدمها في ضيق.
كان مروان يشاهد كل ماتفعله عبر شاشة المراقبة الموصلة بكاميرات في حجرتها..يتسلى بتلك الصغيرة التي بدأت تتمرد عليه..ولكن هيهات ياصغيرتي فأنت ملكي ولن يستحوذ عليك غيري..ضغط على زر في مكتبه..حضرت على أثره الخادمة فورا وهي تقول ملبية
نعم يابيه.
روحي قولي للهانم بعد ربع ساعة تنزل وتكون جاهزة والا البيه حيطلع بنفسه يلبسك.
حاضر يابيه.
وقبل ان تنصرف هتف لها
ياريت تساعديها عشان تجهز بسرعة.
حاضر يا أفندم.
ثم أطفأ شاشة المراقبة ونهض من على مكتبه ينظر من نافذة مكتبه ېدخن سيجارته ..يفكر في تلك الصغيرة التي سړقت قلبه بخجلها وبرائتها وهاه هي تسرقه من جديد بتمردها وثوب القوة المهترئ التي ترتديه.
عندما أبلغتها الخادمة تحذيره لها أنها لو لم تجهز خلال ربع ساعة سوف يأتي بنفسه ويلبسها ثيباها..تلك الجملة جعلت جسدها يقشعر رغما عنها لمجرد التخيل فاضطرت ان تجهز نفسها حتى تتخلص من ذلك المتعسف بعد ربع ساعة وأقل كانت أمامه ظل يتأملها ورغم انبهاره بجمالها ورقتها لكنه سألها وصوته غير راضي
ليه ملبستيش فستان من أل انا اشتريتهم
قالت ووجهها لا ينظر له
كلهم مكشوفين وأنا محجبة.
كانت قد ارتدت فستان لها أبيض طويل قماشه من التل المنقط وحجابها